ملخص
لقد شهد النظام المالي العالمي استقرارا ماليا ملحوظا منذ منتصف عقد الثلاثينات من القرن العشرين، حيث شهد النظام المالي والاقتصادي نموا متزايدا وبالتالي أصبح الاقتصاد العالمي أكبر بكثير مما كان عليه الحال في بداية القرن العشرين. فلقد مر النظام المالي والاقتصادي العالمي بأزمة كبيرة عرفت بالكساد الكبير (1929-1933)، أسفر عنها تداعيات سلبية في الجوانب المالية والاقتصادية والسياسية. والآن يؤكد العديد من الباحثين والسياسيين على تكرار نفس السيناريو، إن لم يكن أسوءا من ذلك بكثير، بالنسبة للأزمة المالية العالمية الحالية في عام 2008. وتشير الأدبيات عموما إلي تنوع العوامل التي أدت إلي بروز الأزمة المالية العالمية الحالية، حيث أنها تتعد البعد الاقتصادي والمالي إلي البعد السياسي، والمتمثل في: ضعف الرقابة الحكومية على المصارف التجارية والاستثمارية، وتدني مستوى الثقة في آليات النظام الرأسمالي، والنتائج السلبية للحرب على الإرهاب. ولا يعني ذلك أن المتغير السياسي يعتبر متغيرا مستقلا فقط، ولكنه يعتبر أيضا متغيرا تابعا حيث أن للأزمة المالية تداعيات سياسية تتمثل في بروز حالة من عدم الاستقرار وعدم التوازن بين مدخلات ومخرجات النظم السياسية المعاصرة، والتي تأتي على رأسها الدول الصناعية الكبرى. arabic 98 English 0