ملخص
تعتبر العلاقات الدولية فرعا من فروع علم السياسة، وعليه فإن علماء السياسة قد ركزوا في بداية تأسيس هذا الفرع من فروع المعرفة على العلاقات بين الدول. لكن العلاقات الدولية منذ قيام الحرب العالمية الثانية (1914-1918) شهدت بروز أطراف جديدة تمثلت في تأسيس عصبة الأمم المتحدة عام 1919، وشركات النفط العالمية، وحركات التحرر من الاستعمار. كما أن صدور الاعلان العالمي لحقوق الانسان عام 1948 ساهم في بروز طرف اخر جديد يعرف بالرأي العام العالمي الذي يعنى بحقوق وواجبات الأفراد على مستوى النظام العالمي. عليه، إذا كان مصطلح العلاقات الدولية يقر بالدور المهيمن بل المطلق للدول منذ التوقيع على معاهدة وستفاليا عام 1648، فإن بروز العلاقات الكونية او العالمية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية (1939-1945) يشير بدوره إلى وجود أطراف أخرى غير الدول تلعب ادورا عالمية بارزة. إذن، فالبيئة الدولية المحيطة قد اختلفت عبر العصور، حيث يلاحظ تنامي هذه البيئة كما وكيفا. فمن حيث الكم لم تعد هذه البيئة مقتصرة على دول المدينة اليونانية، أو على الدول الأوروبية، ولكنها أصبحت تضم دول ومحميات وصل عددها في دورة لندن الأولمبية عام 2016 إلي 205. أما من حيث الكيف، فقد اتسعت قاعدة المشاركة في العلاقات العالمية، حيث لم تعد مقتصرة على الدول، وأصبحت بالتالي تضم التنظيمات غير الرسمية، مثل: المنظمات الدولية، وحركات التحرر الوطني، والرأي العام العالمي، اللجنة الأولمبية الدولية واللجان الأولمبية القطرية. ولكي نغطي موضوع علم السياسة والعلاقات الدولية، عليه فإنه سيتم التعرض في هذا الكتاب إلي ستة فصول وذلك على النحو التالي: علم العلاقات الدولية، مناهج البحث في العلاقات الدولية، نظريات العلاقات الدولية، الدولة كطرف رئيسي في العلاقات الدولية، أطراف العلاقات الدولية غير الدولة، مفهوم القوة في العلاقات الدولية، arabic 49 English 0