ملخص
تكاد الدراسات الحديثة تجمع على أن الانغماس اللغوي من أنجح الأساليب التي تسهم في درء المشكلات التي تعترض الدارسين للغة العربية من الناطقين بغيرها ؛ وذلك لاعتماده على الاحتكاك المباشر في المواقف اليومية المتنوعة ، مما يهيئ الدارس لاكتساب الملكات اللغوية التي تمكنه من التفاعل التلقائي ، المباشر والسعي لإتقان المهارات السماعية والصوتية والحوارية والمناقشات والتدريبات وغيرها . وأسلوب الانغماس من الأساليب المتعارف عليها في التربية والتنشئة في التراث العربي ، وورد ذكره في المؤلفات المعتمدة ، عند ابن خلدون وغيره . وتأتي هذه الدراسة من واقع التجربة الليبية الحديثة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، في المؤسسات الليبية التي اعتمدت هذه البرامج مند بداية سبعينيات القرن الماضي ، ووفرت الإمكانيات الهائلة في سبيل تحقيق أهدافها . ومن شأن دراسة هذه التجربة ،والوقوف على أساليب عملها وتقييمها وتوجيهها ،للاستفادة من نتائج البحوث العلمية ، والتجارب الدولية الناجحة ؛ تحقيق نتائج إيجابية وامتلاك آليات أكثر حداثة ومنهجية، في مواجهة التحديات والصعوبات التي تحول دون تحقيق الفائدة المرجوة ، ومواكبة التطور الحاصل في هذا المجال.