ملخص
المقدمة الحمد لله رب العالمين الواحد الخلاق ، فاطر السموات والأرض الهادي لأحسن الأخلاق والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليم وسلم المبعوث رحمة للعالمين الذي زكاه وأعلى قدره وخلقه فقال تعالى: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ( ) تربى عليه الصلاة والسلام تربية قرآنية أعدته إعداداََ دينيا وخلقيا ليكون قدوة صالحة للناس كافة، فكان فيضا من نور الله تعالى : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ( ). إن الأخلاق في كل أمة هي مادة بنائها وأساس تقدمها، ورمز حضارتها، وثمرة عقيدتها، حيث تتفاوت الأخلاق بين الأمم سواء أكان هذا التفاوت قليلا أم كثيرا، وتتقارب أحيانا بسبب مابينها من قوائم مشتركة مهما كانت دينية أو طبيعة بشريه ، لها أثر في بعض تكييف الموضوعات إيجابا كان أو سلبا ولهذا لم يفصل القرآن الكريم الطيبات والخبائث تاركا ذلك للطبع البشري السليم من الآفات وقال تعالى: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( ). والمدرسة التي تربى فيها محمد صلى الله عليم وسلم هي القرآن العظيم، تولي اهتماما بالإنسان قبل مولده إلى لحده ، لكي يجد الطفل الأرض خصبة منذ فجر ولادته، فترسخ عقيدته ويكتسب الخصال الحميدة من ولادته والتي منبعها وموردها القرآن الكريم. فلا غرو أن تغدو دراسة الأخلاق في الإسلام على قدر من الأهمية في خلق المسلم جديرة بأن تثير نفوس الطامحين للخير نحو الأفضل اهتماما خاصا، والذي يبدأ من مساحة الأخلاق . قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "( )، وفى رواية : " حسن الأخلاق "( ) فقال تعالى: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ( ). ثم لا يكون له معنى إلا إذا كان له أثر في تهذيب الأخلاق وتقويم السلوك وقال بعض الحكماء: " عاشر أهلك بأحسن أخلاقك، فإذا حسنت أخلاق الإنسان كثر مصادقوه ، وقل معادوه، فتسهلت عليه الأمور الصعاب، ولانت له القلوب الغضاب ( ). إن أمر الأخلاق في شرعة الإسلام عظيم شأنه، عالية مكانته ومنزلته بلغ به الحال في الاهتمام والكمال أنه كان قرين العقائد في تنزل القرآن