ملخص
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد، فعلم النحو من علوم الآلة، هدفه خدمة القرآن الكريم ولغته، وكتب التفسير ميدان رحب أجاد فيه المفسّرون النحاة في الاجتهاد والتفسير والاحتجاج، مستعينين بالنحو وشواهده وغيره من علوم اللغة، فهذه العلوم قد ارتبطت بتفسير القرآن الكريم منذ نشأة التفسير إلى الآن، ودراسة قضايا العربية من خلال تفسيرٍ من تفاسير القرآن الكريم له عدّة مزايا، ذلك أنّ كتب التفسير تُعدّ مراجع في النحو واللغة. ولا تخفى أهمّيّة الشواهد النحوية الشعرية، في إثبات اللغة وتوثيقها والحفاظ عليها، وقد اعتمد كثير من المفسّرين لكتاب الله عزّ وجلّ على الشواهد النحوية الشعرية في تفاسيرهم، وأوردوها لعدّة أغراض، منها توجيه القراءات القرآنية، وهذا البحث متعلّق بهذا الغرض ، فهو يتناول الشواهد النحوية الشعرية في تفسير البيضاوي التي استشهد بها في توجيه القراءات القرآنية، وقد مهّدت للبحث بحديث عن أهميّة الشاهد النحوي الشعري، ثمّ تحدّثت باختصار عن البيضاوي وتفسيره أنوار التنزيل وأسرار التأويل، وضمّنتُ البحث نماذج متعدّدة من الشواهد موضوع البحث، وخرّجتها من مظانها وبيّنت موضع الشاهد فيها ووجه الاستشهاد بها، مع المناقشة والتحليل والمقارنة، وبيان المذاهب النحويّة المختلفة والترجيح، في المسائل التي تحتاج إلى ذلك. ويهدف البحث إلى إبراز دور الشاهد النحويّ الشعريّ في توجيه بعض القراءات القرآنية وتوضيحها، لا سيّما الشاذة منها، أو التي خطّأها بعض النحاة، كما يهدف البحث إلى إبراز جهود البيضاوي في توجيه القراءات القرآنية ومحاولة الكشف عن الجانب النحوي والصرفيّ لديه. ومن الأسباب التي دفعتني لهذا الموضوع صلته بالقرآن الكريم، وقد تأكّد في نفسي أنّ البحث في هذا الموضوع يصلني بكتاب الله وقراءاته وتفسيره وتدبّره، إضافة إلى أنّ تفسير البيضاوي تضمّن كثيرا من المسائل النحوية والصرفية التي تستحقّ الدراسة. وكان المنهج الذي سرتُ عليه وصفيّا يعتمد التحليل والمقارنة، وقد أسفر البحث عن عدّة نتائج ضمّنتها خاتمة هذا البحث. وفي الختام أحمد الله تعالى أنْ أعانني على هذا البحث، آملا أن أكون قد أسهمت ولو بجهد قليل في خدمة لغتنا العربية لغة القرآن الكريم.