ملخص
الحمد لله علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على من أوتي جوامع الكلم، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أمّا بعد، فمن القضايا النحوية التي استعان بها المفسّرون في تفاسيرهم: الشواهد النحوية الشعرية، حيث أوردوها لعدّة أغراض، لعلّ من أهمها توجيه القراءات القرآنية. وهذا البحث يتناول توظيف ابن عطية للشاهد النحوي الشعري في توجيه القراءات القرآنية في تفسيره (المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز) سيما وأنّ هذا التفسير حوى كثيرا من القراءات كما قال ابن عطية في مقدمة تفسيره: «وقصدتُ إيراد جميع القراءات مستعملها وشاذّها». وقد بدأت البحث بتمهيد ذكرت فيه ترجمة مختصرة لابن عطية؛ فهو مفسر معروف، ثم تحدّثت باختصار كذلك عن الشاهد النحوي الشعري، ودخلت بعد ذلك في صلب البحث وهو إيراد نماذج من القراءات وبيان توجيه ابن عطية لها باستخدام الشواهد النحوية الشعرية، مع بيان الخلافات النحوية إنْ وُجدت ومناقشتها والترجيح بينها إنْ أمكن. ويهدف البحث إلى التأكيد على أهمية الشواهد النحوية الشعرية في توجيه القراءات القرآنية المختلفة، سواء كانت سبعية أم عشرية أم شاذّة، والكشف عن بعض القضايا النحوية والصرفية في تفسير ابن عطية، وسلكت في هذا البحث المنهج الوصفي، آملا أنْ يسهم في الإفادة ولو باليسير والله من وراء القصد.