الذاتي والموضوعي في نماذج مختارة من التصوير الليبي المعاصر

تاريخ النشر

2016-4

نوع المقالة

مقال في مؤتمر علمي

عنوان المؤتمر

الاصدار

Vol. 5 No. 2

المؤلفـ(ون)

د.آمال ميلاد زريبة

الصفحات

130 - 0

ملخص

الذاتي والموضوعي في نماذج مختارة من التصوير الليبي المعاصر يدرس هذا البحث العلاقة الجدلية بين مقولتين فلسفيتين أثارت جدل كبير وواسع بين أوساط المفكرين والفلاسفة وعلماء الجمال وهما الذاتي والموضوعي في نماذج مختارة من التصوير الليبي المعاصر. والحق أن العلاقة بين الذاتي والموضوعي قضية ترتبط بالمسألة الأساسية للفلسفة ، وتشكل هذه الجدلية وحدة عضوية على مدار تطور الصورة الفنية . فالذاتي هو كل ما يضمنه فكر الفنان المبدع في الصورة الفنية ، فهو معاناة الفنان ، واستثارة تفكيره ، وعلاقته بالظواهر التي يراد الإلمام بها ، وتقييم هذه الظواهر ، والنظر إليها برؤية خاصة . أما الموضوعي هو كل ما يأتي مباشرة من الواقع ، لوحات الحياة ، الشخوص ، الظروف ، أي كل ما هو خارج نطاق وعي الانسان. وفي تغليب أحد الاتجاهين الذاتي أو الموضوعي يؤدي إلى مغالاة وتطرف من نوع ما ، فإذا كانت الغلبة للموضوع على الذات أفضى ذلك إلى الطبيعة ، أما إذا انتصرت الذات على الموضوع ، طغى الجانب الذاتي المنعزل عن الحياة وسيطرت المدارس والمذاهب الحديثة والمعاصرة في الفن .. وفي رأينا أن كلا الاتجاهين الذاتي والموضوعي لا يستبعد أحدهما الآخر فهما يوجدان معا في كل عمل فني جميل وأصيل ، فهناك قدر من المحاكاة في كل عمل فني بمعنى تجسيد جانب من الطبيعة بكل ما قد تشتمل عليه من بشر وحيوانات ونباتات ، وجمادات ، وحركة كل ذلك، إلى جانب إحساس ورؤية الفنان الجمالية والذاتية التي يسبغها على العمل الفني فلا توجد لوحة بدون رأي ووجهة نظر فوراء اللوحة يقف انسان تحركه مشاعر ودوافع واحاسيس واهداف يقرر ماذا وكيف يرسم ويصور . ويدرس هذا البحث دراسة متمعنة وجادة العلاقة بين الذاتي والموضوعي وانعكاسهما في التصوير الليبي المعاصر ويبحث في مفهوم الذاتي والموضوعي وميزات وعيوب كلا الاتجاهين ، إلى جانب أراء أهم الفلاسفة والمفكرين وعلماء الجمال في مسألة الذاتي والموضوعي . ثم تطرقت الباحثنان إلى تحديد مجتمع البحث الذي تمثل في مجموعة من الأعمال الفنية التي انتقت بصورة قصدية لعدد من الفنانين الليبيين المعاصرين وفق الأسباب التالية : 2 تأثر فكرة ومضمون العمل الفني بموضوع البحث ۲- امتلاك هذه الأعمال مستوى متقدم من المهارة والإسكانية التقنية . تنوع الأساليب الفنية للأعمال ما بين الواقعية وباقي المدارس الفنية الحديثة والمعاصرة . وهؤلاء الفنانون هم : عوض عبيدة ، علي العباني، بشير حمودة ، جمعة الفزاني على السليني معتوق أبو راوي، آمال زريبة ، هيام زريبة ، صلاح غيث ، محمد مليطان ، حميدة المهدي ، إلى جانب عرض تحليلي للوحاتهم . وينتهي البحث إلى أن الذاتي والموضوعي وجهان لعملة واحدة في الصورة الفنية فعلى الرغم من الواقع الذي يحيط بالإنسان مستقل عنه ، إلا إنه في تكافل دائم واياه . ويقرر البحث أن علاقة الذاتي بالموضوعي علاقة غاية في التعقيد والتداخل ، لأن الإبداع الفني . عملية معقدة تحتاج إلى ثراء روحي هائل ، وشمولية اجتماعية قصوى من قبل الفنان