المصاحبة اللغوية وعلاقتها ببعض الظواهر الدلالية

تاريخ النشر

2020-12

نوع المقالة

مقال في مجلة علمية

عنوان المجلة

مجلة البينة قسم اللغة العربية بكلية اللغات بجامعة طرابلس

المؤلفـ(ون)

د.عزة معاوي عمر الشيباني

الصفحات

145 - 165

ملخص

تعد المصاحبة ظاهرة من الظواهر اللغوية الكاشفة لكنوز وجواهر اللغة اللفظية ودقتها في اختيار الألفاظ بين بعضها، إذ لها تأثير في التماسك بين أجزاء النص، ولم يغفل علماء العربية عنها، وإن لم يُسموها باسمها، فقد تركوا لنا مؤلفات ومصنفات تزخر بعرض الألفاظ مع ما يصاحبها من ألفاظ أخرى، كما في كتب الأضداد، والمترادف، والمشترك اللفظي والمعاجم، وغيرها. وقد أصَّل سيبويه لها وبيَّن أثرها في الكشف عن صحة الجملة دلاليًا، فجعل إيراد كلمة ما مع كلمة أخرى لا تتناسب معها دلاليًا مما يسم الكلام بالخطأ أو الكذب، وقد أطلق عليه المستقيم الكذب نحو: حَمَلتُ الجبلَ، وشربت ماء البحر، فهذا كلام مستقيم نحويًا لا تمنعه قواعد اللغة؛ لكنه لا يصح دلاليًا( ). وتتجلى فكرة المصاحبة عند أبي هلال العسكري في جعله المصاحبة من آليات التمييز بين الألفاظ المتقاربة، ففرَّق بين (غَفَرَ وعَفَا) بما يصاحبهما من حرفي جر، فنقول (عَفَا عنه)، و(غَفَرَ له)، وهذا يكشف عن المعنى الدقيق للفعلين إذ (عَفَوتُ عنه) يقتضي محو الذنب والعقاب، و(غَفَرت لها) بمعنى سترت له ذنبه ولم تفضحه به( ). ويُعدُّ اللغوي البريطاني (فيرث) هو صاحب هذا المصطلح الانجليزي (collocation) المرادف بالعربي (المصاحبة)، ومحمد أبو الفرج هو أول من قدم هذا المفهوم للقارئ العربي الذي وضعه ضمن دراسته السياقية، وترجم هذا المصطلح إلى مصطلحات عدة منها: (التضام، والاقتران، والرصف، والمتلازمة، والتوافق، وطبعا مصطلح المصاحبة)( ). والمصاحبة توجه دلالة كثير من الألفاظ والتراكيب؛ لذلك عُدَّت أهم مباحث علم الدلالة؛ ولإيجاد العلاقة بين المعنيين اللغوي والاصطلاحي، لا بد من تعريفها لغة واصطلاحًا.

موقع الناشر

عرض