ملخص
إنَّ اللغة ظاهرة اجتماعية تتأثر بكل ما يعتري الإنسان من أحوال عامة يشترك فيها جميع أفراد الأمة، وليس في مقدور أي أمة إيقاف تطور لغتها أو جعلها جامدة على وضع خاص، واللغة العربية لا تختلف عن غيرها في هذا المجال فقد نشأت وترعرعت وتطورت علي أيدي أعلام أجلاء من أمثالهم ابن جني الذي كانت له جهود كبيرة للنهوض بها، فمن ضمن ما جاء به أنه فرق بين اللغة والكلام وجعل للغة حدًّا فقال: بأنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم، ويعني بذلك أن اللغة مجموعة من الأصوات (الفونيمات) التي تنتظم في كلمة والكلمة تنتظم مع الكلمة فتكون جملة، وهذه الجملة هي الكلام الذي له معانٍ ودلالات واضحة وفق ما وضع لها من سياق، وهذا ما يحتاجه الإنسان ليفصح عمَّا بداخله من مشاعر وإحساس. وقد جاء في العصر الحديث أعلام فرَّقوا بين اللغة والكلام أيضًا على رأسهم العالم السويسري فرديناند دي سوسير الذي نبغ في علم اللسانيات الحديثة، فقد عرَّف اللغة بقوله: هي ظاهرة إنسانية لها أشكال متعددة تنتج من الملكة اللغوية، وهذا البحث سيحاول أن يوازن بين ما جاء به ابن جني ودي سوسير من خلال الإجابة عن التساؤلات التالية: س1- هل الغرب هم أول من فرَّق بين اللغة والكلام أم سبقهم العرب بقرون؟ س2- من من علماء العرب الذي اهتم بهذا الموضوع؟ س3- من من علماء الغرب الذي اهتم بموضوع اللغة والكلام؟ س4- من هو ابن جني؟ ومن هو دي سوسير؟ س5- ما هو وجه التشابه والاختلاف بين ابن جني ودي سوسير؟ س6- هل هناك جذور في علم اللسانيات عند ابن جني؟ س7- هل طوَّر دي سوسير ما جاء به ابن جني أم أنه طرح الموضوع بطريقة مغايرة؟