ملخص
ويضم هذا المجموع ثلاث رسائل أدبية صغيرة، الأولى موسومة بـ"تسلية الضّرير"، وهي رسالة أنشأها العلامة الشهير جار الله الزمخشري، تعزية لصفيّ من أصفيائه امتُحِن بفقد بصره، فأراد أن يحمله على الصبر والرضا، ويبيّن له أن كثيرا مما يُبتلى به المؤمن في حياته هو أجر عظيم وثواب حسن، يخص به الله تعالى من أراد له الدرجات العلى من الجنة، فأشدّ الناس بلاء، كما جاء في الأثر، الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل. والرسالة الثانية شرح مختصر صنعه أبو الحسن الواحدي النيسابوري، صاحب كتاب "أسباب النّزول" وغيره، على معلّقة النابغة الذبياني، أحد أقطاب الطبقة الأولى الْمُنْتَجَبِينَ من جمهرة شعراء الجاهلية، وقد نحا فيه منحى تعليميا، تمثّل في إبراز المعاني اللغوية لألفاظ الأبيات المشروحة في أيسر صورة وَأَخْصَرِهَا. والرسالة الأخيرة معنونة بـ"قِرَى الضيف في وصف أيام الصيف"، وهي رسالة هزليّة لابن ريّان الحلبي، أحد الكُتّاب المترسّلين في القرن الثامن الهجري، أنشأها لينفس عن نفسه بعض ما اعتراها من همّ وغمّ بسبب فصل الصيف وحرّه، وما ينتشر فيه من خشاش الأرض وهوامها.