ملخص
قضت مشيئة الله تعالى خلق الناس مختلفين ألواناً ولساناً ومداركاً، ومع تفاوتهم في طلب العلم وتحصيله، وتنوع أفكارهم في تحليله، كان هذا الاختلاف في الآراء والأحكام والتوجهات منذ بدء الخليقة وحتى النشور، واختلاف مداركنا وعقولنا وما تثمره تلك المدارك والعقول آية من آيات الله تعالى، ودليل من أدلة قدرته البالغة، وإن إعمار الأرض وازدهارها، وقيام الحياة ونمائها لا يتحقق لو أن البشر خلقوا متساوين على نمط واحد. لكن هذا الاختلاف الفطري المحمود، قد يجنح إلى اختلاف مذموم عندما يكون الباعث وراء الاختلاف الهوى والبغي والكبر، فتنقلب آثاره الحميدة من البناء إلى الهدم ومن الإعمار إلى الدمار، لذلك وجب وضع قواعد تضبط الاختلاف حتى يظل في إطاره الطبيعي المحمود، وتثمر أزهاره ثراء فكرياً وتنوعاً حضارياً، كما يجب وضع سبل للتأليف بين ألوان المختلفين في نسيج المجتمع الواحد، لضمان قوة المجتمع، ووحدة كلمته، وحمايته من طمع أعدائه فيه، من أجل ذلك كان هذا البحث في البنود التالية: المبحث الأول: الاختلاف أنواعه وقواعده المطلب الأول: معنى الاختلاف وأنواعه المطلب الثالث: ضوابط الاختلاف المبحث الثاني: الائتلاف سبله ووسائله المطلب الأول: معنى الائتلاف المطلب الثاني: سبل الائتلاف خاتمة وتوصيات