ملخص
تـُنتـج الأجزاء المعدنية في الآليات والأجهزة والمواد المنزلية وغيرها بطرق مختلفة مثل السباكة (صب معدن مصهور في قوالب), والتشكيل (مثل الدرفلة, الحدادة , البثق , السحب ...) , وبطرق التشغيل غير التقليدية التي تستخدم فيها الطاقة الكهربية والكيميائية والحرارية , وأيضا بطرق التشغيل التقليدية المعروفة (قطع المعادن). ويعتــبر قطــع المعادن من أهــم هذه العمليات. وقطع المعادن (التشغــيل كما نسميه أحياناً) هو إزالة طبقة من المعدن, تخـرج على هيئة رائـــشchip , من سطح الكتلة المعدنية بغية الحصول على جزء مشـغّـل له شكــل وأبعــاد معينة بحسب المطلوب, ويتمـتـّـع أيضــا بإنــجاز سطحي محــدد وفق الدرجة المرغوبة. وفي المراحل الأولى من ســلـّــم التطــور الهندسي كانت المعادن يتــم قطعها بأدوات قطع يدوية بسيطة. ولا تزال بعض هذه الأدوات تستعــمل إلى يومنا هــذا ولم تتغير إلا بشكل طفيف, ومن هذه الأدوات الـمبارد وأدوات النقـش وأحجار السنفرة. وبالتطور الحضاري الصناعي, أخذ المجهود العضلي الذي يبذله الإنسان يتضاءل لكي يحل محله الشغل المبذول من قبل الآلة والتي تسمى آلة القطع. وتعتبر أداة القطع الجزء الرئيسي في الآلة وهي التي تكون في اتصال مباشر مع قطعة العمل ويتطلب تصميمها عناية فائقة حتى تقوم بعملها بالصورة الصحيحة. وفي الوقت الحاضر, تبلغ حصــة عمليات قطع المعادن حوالي 35% من مجمل عمليات التصنيع الأخرى, وبالتالي يكون أثرها على معدل تطور هندســة الإنتــاج على قدر كبير من الأهمية. سندرس في هذا الكتاب أسس قطع المعادن حيث سنلقي أولاً نظرة سريعة على عمليات التشغيل ومتغيرات القطع وأسس تكون الرائش. ثم ندرس قوى القطع وأثرها على كل من أداة القطع وقطعة العمل وأجزاء الآلة, بالإضافة إلى تقدير القدرة والطاقة والإجهادات في عمليات القطع. ونظرا لأهمية اختيار الأداة والطريقة الصحيحة لتنفيذ عملية القطع وبسبب استحداث مواد جديدة لصنع أدوات القطع, سيتم التعرض إلى مواد صنع أدوات القطع وقابلية المعادن للتشغيل والسبل المتبعة لتحسين ظروف القطع, ثم ندرس بلي الأداة و مسبباته, كما أنه سوف يتم التعرض بشكل مبسط لعمليات القطع غير التقليدية المستخدمة في قطع المعادن, وأخيرا وبسبب أهمية معرفة تكاليف الإنتاج سندرس إن شاء الله اقتصاديات قطع المعادن.