ملخص
يبقى التعليم المعماري المهني محل اهتمام العديد من الباحــثين، كما إنه يشغل العديد من جداول اعمال مدارس الهندسة المعمارية ويتصدر اولوياتها أحيانا، وقد ظهرت مجموعة من الدراسات اختص عدد منها بالتركيز على دراسة استوديوهات التصميم، والأخر بجودة التعليم المعماري وأساليب تقويمه والتوجه الواضح لمعرفة من ينبغي له ان يعلم التصميم، وما هي المؤهلات المطلوبة لتمكنه من أداء هذه المهمة والكيفية الصحيحة لتقييم هذه المؤهلات. وبالمقابل فإن مسألة من ينبغي له أن يدْرس الهندسة المعمارية؛ لا تكاد تظهر إلا بشكل مقتضب. فيتم التطرق إليها في الدراسات مباشرة تحت مسمى طالب العمارة، أي الطالب بعد دخوله منظومة برنامج التعليم المعماري. هذه المنظومة التي ظهر بعض الضعف في موائمتها لاحتياجات سوق العمل. تطرح هذه الدراسة مسالة التعليم المعماري من حيث معايير القبول في مدارس الهندسة المعمارية وضوابطه وما يترتب عليه من نتائج، والوسيلة لذلك بدراسة تحليلية للقبول في مدارس العمارة الدولية منذ إضفاء الطابع المؤسسي على التعليم المعماري، ومقارنته بحالة دراسية هي " قسم هندسة العمارة والتخطيط العمراني بجامعة طرابلس -ليبيا". في محاولة لتقديم رؤية نقدية لطالب العمارة في جامعة طرابلس، ورصد بعض الاشكاليات والسلبيات التي تواجهه واستقراءها. ويتوقع ان تساهم نتائج وتوصيات هذه الدراسة في تمهيد الطريق لتطوير عملية اختيار وإعداد طالب العمارة في الجامعات الليبية، وايجاد الطريق للرقي في بناء فكره المعماري وترسيخ وجودية المكون الابداعي في هذا الطريق، وذلك استعدادا لدراسة مجال العمارة ولممارسته مهنيا، ولدعم احتياجات المجتمع الليبي الحالية والقادمة بهذا المجال، فالعمارة والتعليم المعماري متعلقان بالتطورات المجتمعية ويأتيان كاستجابة لها.