ملخص
مقــــــدّمـــــة يقاس تقــدّم الشعوب عادة بمقـدار وجودة المنتجات والخدمات التي تصنـّـعها وتقـدّمـها إلى أفــراد المجتمــع. وحيث أن كل المــواد التي نمتــلكها نجدها قد تــم تصنيعها في الــواقع من مــواد خام مــوجودة أصــلا في الطبيعـــة, لذلك دائما ما يعتمد المستــوى المعيشي للمــجتــمع على مقــدرته على تحويــل هــذه المــواد الخــام إلى عناصــر مفيــدة صالحــة للعمل أو الإستهلاك. إن تحــويل المــواد من شكــل إلى آخـــر يضفــي عليهــا قيمــة إضافيــة مرغوب فيهــا, فكلــما تــم هذا التــحويل بأعلى كفاءة ارتفعت الإنتاجيــة وازداد مستوى الدخل. وبالرغم من التطـّـورات الهائلـة والمستمــرّة في مجالات الصناعــة الحديثــة, إلا أن المبــاديء الأساسيــة التي تقــوم عليها الصناعــة ثابتــة وقلـّمــا تتغــيــر. عليه فقـد تــم إعداد هــذا الكتــاب لتمكــين القاريء من الإطـّــلاع على المباديء العــامة للطــرق والأســاليب الرئيسـيــة المتبعة في التصنيع والتي يتم عن طريقــها تحويــل المواد الخام أو المـواد شبــه المصنـّــعــة إلى مــواد جاهــزة قابلــــة للإستــخدام. وقبل التعــرض إلى هذه الطــرق, ونظرا لأهمــية السلامـة عند القيام بعمليات التصنيع, سيتناول الكتاب في الفصل الأول أسسس السلامة الصناعية والطرق المتبعة في الوقاية من الحوادث الصناعية. وبسبب أهمية التعرف على طبيعة المواد قبل أن يتم تصنيعها, سيتطرق الكتاب إلى المواد الهندسية, وستتم دراسة خصائص ومكونات واستخدامات هذه المواد, وسيتم أيضا التعرض إلى طرق تصنيــع بعض منها. وبعد التعرف على المواد سوف يتناول الكتاب طرق تهيـئــة هذه المواد للتصنيع وتحسين خواصها. ونظرا لأهمــية القياس في المجالات الهندسية, فقد تـمّ تخصيص جزء من الكتاب لدراسة أدوات القياس وطرق استخدامها. وحيث أن طرق التصنــيع كثيــرة ومتشعــبة فقد تــم التعــرض فقـط إلى الطرق الأساسية للتصنــيع بما يتلائم مع مستـوى وطبيعة هذا الكتاب, وسوف تتم تغطية هذا الجزء في أربعة فصول. ونــظرًا لدخول الأتمتــة في الكثــير من طــرق التصنيــع, واعتماد طرق تصنيع غير تقليدية في بعض الصناعات, وبقصــد تعــريف القاريء بذلك, فقــد تــمّ تخصيص الباب الأخير من الكتاب لدراسة أسس الأتمــتــة الصناعية وذكر أمثلة من واقــع عمليات التصنيع غير التقليدية. أجريت على الطبعة الثانية من هذا الكتاب تعديلات بسيطة وفقا للمتطلبات الآنية لمحتوياته وكذلك استجابة لبعض الملاحظات التي وردت من مختلف قارئي ومستخدمي هذا الكتاب. نســأل الله العلي القدير أن نكون قد قـدمنا إلى المكتبة العربية أحد الكتب العلمية التي يحتاج إليها القاريء العــربي, عسى أن يســهم في الرفع من مستواه العلمي. المــــؤلـّــــفــون