ملخص
تعتبر الازمات هى السمه المعاصرة التى تواجه المنظمات فى مختلف انشطتها ومستوياتها , وبذلك يمكن القول انه لا توجد منظمة فى العالم لم تواجه ازمات لها تاثيرات مباشرة او غير مباشرة على سير العمل والاداء بها , ونظرا للتقلبات التى يشهدها العالم فى مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها , فان وقوع الازمات اصبحت شيئا مالوفا ومعتادا مما ترتب عنه المزيد من الابحاث والدراسات التى تهدف الى شرح وفهم الاسباب والخصائص والانواع المختلفه لتلك الازمات , و كيفية ادارة الازمات ومواجهتها وفق لحجم وطبيعة وخصوصية كل ازمة من الازمات . اما المنظمات التى تواجه مجموعة من الازمات المختلفه فى نفس الوقت وتتهاون فى مواجهتها وادارتها مبكرا , فان ذلك يؤدى الى تشابك جزئيات هذه الازمات واسبابها ونتائجها ويترتب على ذلك نشؤ ازمة عامة تاخذ الشكل المعقد من الازمات ويكون لها تاثير سلبيا ضخما وغير متوقعا , وبالتالى تحتاج نموذج لادارة الازمة المعقدة يختلف عن نماذج وطرق واساليب ادارة الازمات التقليدية , وبالتالى تتطلب قدرا اكبر من المهارات والقدرات الفردية التى تمكن ادارة المنظمات على تحقيق اداء عالى ومتميز فى مواجهة الازمات والحد من اضرارها للحفاظ على مستوى الاداء بالمنظمة وتحقيق اهدافها ومن هنا تاتى اهمية الدراسات والابحاث التى تناولت مهارات القيادة ونماذجها المختلفة نظرا لاهمية المهارات فى ادارة الازمات ومواجهتها وقدرة المسؤولين فى المنظمات على ادارة الازمات بشكل عام والازمات المعقدة بشكل خاص , فليس من المنطق ان يتم التشبيه بين الازمات التقليدية والازمات المعقدة من حيث حجمها و اضرارها وتداعياتها وتاثيراتها على المنظمات , كما انه لايجدر التشبية بين ما تحتاجه المنظمات من امكانيات وموارد مختلفه فى عملية مواجهة وادارة الازمات التقليدية وتلك الازمات المعقدة , ولاسيما فيما يتعلق بمهارات القيادة التى يجب ان يمتلكها المسؤولين فى المنظمات , لان المنظمة التى تواجه ازمة حقيقية معقدة تحتاج لمستوى عالى ومميز من القدرات والمهارات والامكانيات الشخصية المختلفه لتمكنها من حلحلة وتفكيك ذلك التعقيد الذى نتج عن تشابك بين مكونات وجزئيات الازمات الفرعية التى ادت الى تكوين الازمة المعقدة , بالاضافه الى ان مقومات ادارة الازمات تعتمد فى اساسها على المهارات والقدرات التى يمتلكها الافراد فى المنظمات ومدى توظيفها لتحقيق فعالية فى الاداء لاجل ادارة الازمة,