إعادة تأهيل المباني السكنية في المدن القديمة حالة دراسية -المدينة القديمة بطرابلس-ليبيا

تاريخ النشر

2018-6

نوع المقالة

رسالة ماجستير

عنوان الرسالة

جامعة طرابلس

المؤلفـ(ون)

فيروز مصطفى إبراهيم القذافي علي

ملخص

يعد المسكن حاجة أساسية لكل إنسان ويزداد الطلب على المساكن بشكل مطرد مع ارتفاع النمو السكاني ومعدلات الهجرة الداخلية والخارجية إلى المدن الذي يُسهم في تغيير الطبيعة الديموغرافية لها. المدن القديمة تعاقب عليها السكان منذ بداياتها، وعندما كانت مدن اً مزدهرة وعواصم يسكنها عل يَة القوم وطلاب العلم والتجار وحتى اليوم وقد أصبحت مهملة يلجأ إليها الباحثون عن مأوى، يتناول البحث مشكلة يعاني منها عدد كبير من المدن التاريخية وخاصة في ليبيا حيث تتعرض بعض أحيائها للإندثار الناتج عن الإهمال أوالإزالة المتعمدة للمباني القديمة بحجة بناء الجديدة، عليه تعتبر مشكلة المسكن الملائم وتوفيره في داخل المدن القديمة وجعله مناسب اً ومواكب اً لأساليب الحياة العصرية بكل إضافاتها مع التمسك بالمميزات الأساسية للبيوت القديمة التي تجعل منها مباني مستدامة وقابلة للتطوير هي موضوع البحث . يهدف البحث إلى وضع آلية تُمكن من إعادة تأهيل المباني السكنية في المدن القديمة عامة والمدينة القديمة بطرابلس ليبيا خاصة تعتمد على دراسة التجارب السابقة وربطها بالمخطط الشامل الليبي، وذلك بدراسة كيفية التعامل مع المشكلات المتفاقمة في المدن القديمة بما يضمن إمكانية التخلص من الاستخدام السلبي لها، ودراسة كيفية إحياء نمط الحياة الذي كانت تتميز به المنازل القديمة في إطار عصري، والوصول إلى وضع استراتيجيات عامة لإعادة تأهيل المباني السكنية في المدن القديمة عامة والمدينة القديمة بطرابلس خاصة . للوصول إلى الهدف من هذه الدراسة تم اعتماد منهجية حالة الدراسة وهي المنطقة رقم ( 5) بالمدينة القديمة بطرابلس، وقد تضمنت أساليب الدراسة النظرية للمنطقة دراسة المعلومات والخرائط الخاصة بالمنطقة وحدودها مع المناطق الأخرى، والمعلومات الدقيقة لموقع الدراسة ومكوناته، كما اهتمت الدراسة باختبار آراء السكان المقيمين بمنطقة الدراسة وآراء عدد من العاملين في مشروع المدينة القديمة .عليه فقد تمثلت الطرق المستخدمة لاختبار مدى ملائمة المساكن التقليدية للسكن بحالتها الراهنة ، و الاحتياجات المطلوبة ليكون السكن فيها اكثر راحة و ملائمة لحياة السكان الحاليين كان لابد من استطلاع آراء السكان المقيمين حاليا في المنطقة رقم 5 بالمدينة القديمة و بالتحديد في مساكن قديمة او تمت إعادة بنائها وفق الأسلوب القديم في التصميم والبناء (أحواش تقليدية) إضافة الى استطلاع راي العاملين في المشروع ، لجمع المعلومات في كل من الزيارات الميدانية والملاحظة و التصوير والمقابلات الشخصية و مراجعة الصور و المخططات. من خلال البحث توضح أن المباني السكنية في المدينة القديمة تتعارض مع متطلبات الحياة العصرية في عدة نقاط مثل الافتقار للبنية التحتية ووسائل الإتصال والحياة العصرية إلاأن إمكانية إعادة تأهيلها لتلائم الحياة العصرية ممكنة عن طريق تقسيم العمل إلى عدد من المراحل التي يمكن تلخيصها في ثلاث مراحل كما يلي: مرحلة التخطيط والتصميم التي تعتبر مرحلة مهمة وأساسية باعتبارها اللبنة الأولى في المشروع، مرحلة التأهيل للتنفيذ وهي المرحلة التالية للتخطيط والتصميم وهي المرحلة التي يظهر فيها المشروع للعيان من خلال بداية الأعمال، مرحلة التنفيذ الفعلي يتم فيها تقسيم الموقع إلى مواقع أصغر وتقسم فرق العمل طبق اً لنوعية العمل التي ستقوم بتنفيذه. توصل البحث إلى جُ ملة من النتائج تتلخص في أن عمليات إعادة التأهيل تعتمد على عدة طرق وسياسات، وبالنظر إلى حالة الدراسة فإن الطريقة الملائمة لإعادة التأهيل تتطلب عدد من الإجراءات مقسمة إلى ثلاث مراحل تتمثل في مرحلة الدراسة والتصميم ومرحلة إدارة الأعمال ومرحلة التنفيذ، كما أن المحافظة على المدن والمناطق التاريخية والقديمة وإعادة تأهيلها لايتوقف عند توفير بيئة سكنية أفضل للسكان المقيمين في داخلها وفي محيطها، لكن عبر معرفة الطرق الملائمة لإعادة تأهيل المباني السكنية وإعادتها إلى الخارطة الحضرية يمكن إيقاف الدمار المستمر فيها واستعادة بعض اً من صورة المسكن التقليدي القديم بنمط حديث وعصري يساهم في تغذية الذاكرة المجتمعية بالحِ قب الزمنية السابقة وربطها بالزمن الحالي والأجيال الجديدة، وهو مايساهم في تنمية المجتمع ودفع عجلة التطور والتقدم إلى الأمام استناد اً على إرث الماضي ورغبة في المضي قدم اً، فإعادة التأهيل لاتمثل فقط حاجة وقتية لسكان المدن والمناطق القديمة والتاريخية بل تُمثل زاد اً معرفي اً وثقافي اً يُثري الحياة العامة، كما أصبحت خيار اً مطروح اً للسكن لدى فئات كثيرة من الناس شملت الفنانيين والمثقفين إضافة إلى مجموعة من كبار السن ممن اعتادوا نمط الحياة في المدن القديمة، ومجموعة من الطلاب الراغبين في الإكتشاف ودراسة المجتمعات والعيش في الأماكن النابضة بالحياة