ملخص
تطورت الإضاءة إلى حد كبير على مر السنين، وأصبحت أداة لتجميل المدينة ليلا سواء بشكل دائم أو مؤقت خلال المناسبات والإحتفالات، وتمثل فرصة حقيقية لازدهار السياحة ورفع المستوى الإقتصادي للمدينة، وتعرّف الإضاءة بأنها المزج الحقيقي بين الفن والتقنية، حيث تعمل الإضاءة الليلية على إبراز الهوية المعمارية، وتكمن أهميتها في كونها العامل الرئيسي في استمرارية التفاعل بين الانسان والمكان، وأصبح تصميم الإضاءة الخارجية من العناصر الأساسية التي يجب مراعاتها منذ بداية التصميم، ويعد تحديا للمصمم لتعزيز مظهر المبنى وجعله معلماً مميزا لافتا للإنتباه، وتوفير بيئة ليلية حضرية أكثر أمانا. تُمثل المباني العامة في مدينة طرابلس بأنواعها المختلفة معالم معمارية مميزة ومهمة، وتتمثل إشكالية الدراسة في أن هذه المباني غير مرئية أثناء الليل نظراً لإهمال وغياب تكنولوجيا الإضاءة الليلية في المدينة. تهدف الدراسة إلى بيان وترسيخ أهمية الإضاءة الليلية في التصميم المعماري، وتحديد التقنيات الحديثة اللازمة لإضاءة المباني العامة والمعالم المميزة بمدينة طرابلس، واستنباط حلول تصميمية من خلال الدراسات السابقة. تعتمد المنهجية المستخدمة في هذه الدراسة على الإتجاه النوعي وذلك باتباع منهجين أساسيين هما: المنهج الإستقرائي والمنهج الإستنباطي؛ لرصد تأثير الإضاءة الليلية على المباني العامة في مدينة طرابلس، وذلك من خلال أدوات جمع المعلومات المتمثلة في الملاحظة والمقابلة. تتلخص أهم النتائج في أن هناك القليل من المباني المصممة ضوئيا في مدينة طرابلس، وتصميم الإضاءة يقتصر على تحقيق الجوانب الوظيفية دون مراعاة الجوانب الجمالية، حيث لوحظ من خلال الدراسة الميدانية للحالات الدراسية شكل المباني المميز واللافت للنظر في وجود الإضاءة الليلية، وعند استخدام تقنيات الإضاءة الحديثة، ومظهرها عند إهمالها وعدم صيانتها بشكل دوري. كما قدمت الدراسة مجموعة من التوصيات خاصة للمسؤولين والمهندسين والمعماريين. واقترحت الدراسة مجموعة من الدراسات المستقبلية أهمها إعداد دراسات حول الإضاءة الليلية للمباني المهمة والمعالم المميزة في مدينة طرابلس، وحصر هذه المباني ووضع مقترحات لإضاءتها بشكل مميز يساهم في الرقي والسمو بالبيئة العمرانية.