دلالة الخطاب عند ابن القيم

تاريخ النشر

2018-6

نوع المقالة

رسالة دكتوراة

عنوان الاطروحة

جامعة ابن طفيل - المغرب

المؤلفـ(ون)

مصطفى صالح محمد القموني

ملخص

التواصل والتخاطب طبيعة بشرية وجبلة إنسانية لا ينفك عنها الإنسان ولو بالرموز، وكون هذا التواصل متمثلا في الأخذ والرد للألفاظ والتعابير فذاك يُعد قمة التواصل. ولقد اهتم الإنسان منذ أمد بعيد بتطوير وسائل وآليات التواصل بهدف الوصول إلى التفاهم والتعايش على نحو يحقق المقصود ويلبي الرغبات، فكان الخطاب والتخاطب المباشر وغير المباشر بين المتكلمين والسامعين من أكثر الآليات التواصلية تأثيرا، وخاصة إذا عرف المخاطِب (المتكلم أو المرسل) كيف يحسن اختيار الألفاظ وأداء الكلام، وتمكن المخاطَب (المستمع أو المتلقي) من فهم المتكلم وحمل كلامه على الوجه الصحيح، ولأجل هذا فقد حفل التراث الإنساني عامة –وتراثنا الإسلامي خاصة- بدراسات ومؤلفات صُنفت في منهج التخاطب وقواعد الخطاب. ومن المعلوم أن قراءة النص الديني وفهمه كان المحور الأساسي الذي دارت حوله جهود علماء أصول الفقه، وقد تمظهر ذلك في الضوابط والقواعد اللغوية التي وضعوها من أجل الكشف عن مكنونات النصوص، من تلكم الضوابط امتلاك الأدوات الإجرائية التي تمكن الباحث من إماطة اللثام عما أشكل من الألفاظ. ولأهمية اللغة لدى الأصوليين نجدهم يستهلون مصنفاتهم بما يُطلق عليه المبادئ اللغوية، مؤكدين بذلك أن امتلاك ناصية اللغة بشتى فروعها والتبحر فيها شرط أساسي لمن رام التصدر للفقه والتفسير والفتوى وأراد بلوغ رتبة الاجتهاد. ويُعد الأصوليون من أشد علماء التراث اهتماما بمباحث الدلالة، وعلى مستوى عال من سعة الاستقراء والشمول والتقعيد، وقد توصلوا إلى نتائج اتفقت معها كثير من نتائج البحوث اللغوية الحديثة في علم اللغة، إضافة إلى سبقهم في الاهتمام بكثير من القضايا الدلالية التي لم تلق من المحدثين اهتماما كافيا بها. وقد كانت جهودهم متميزة عن دراسة البلاغيين واللغويين لقضايا المعنى ومشكلاته، ومن أهم ما يميزها أنها كانت تحاول الوصول إلى نتائج أو قوانين أو ملاحظات علمية يعتمد عليها في فهم النصوص الشرعية واستنباط الأحكام بخاصة، كما يعتمد عليها في فهم النصوص اللغوية بعامة. والمتأمل في كتب الأصوليين سيقف على كثير من الإسهامات والتبصرات اللغوية التي يمكن أن تضاهي المنجز اللساني المعاصر، لا سيما فيما يخص المباحث الدلالية التي استثمرت في مجال استنباط الأحكام من النص الديني. من هذه الرؤية، وتحقيقا لمبدأ التكامل المعرفي بين القديم والحديث وسعيا نحو المساهمة في وضع لبنة في صرح الدرس اللساني والدلالي والاستفادة من فلسفته المعاصرة في بلورة هذا العلم وإثراء هذا البحث، وقع الاختيار على علم من أعلام الأصوليين، ورجل من رجالات الفكر الإسلامي، حظيت عنده القضايا الدلالية باهتمام بالغ، وهو العلامة اللغوي الأصولي المفسر ابن قيم الجوزية، وذلك من خلال الوقوف على بعض ما جاء في مؤلفاته من مباحث دلالية وتخاطبية، مع الاستعانة بما وسعنا من أدوات إجرائية تمكننا من التعامل مع النصوص لأجل الوقوف عند إسهاماته اللغوية المتعلقة بصناعة الخطاب وتأويله. وقد حمل البحث عنوان (دلالة الخطاب عند ابن القيم).

النص الكامل

عرض