ملخص
قطاع البناء والتشييد معني بصورة مباشرة بموضوع التنمية المستدامة، حيث تعد المباني مستهلك أساسي للطاقة والموارد، وبالتالي فهي منتج أساسي للتلوث البيئي، ولها نصيب كبير من استهلاك الموارد الطبيعية والموارد القابلة للنضوب. تتمثل مشكلة البحث في أن إنشاء المباني بإشكالها ونمط تنفيذها التقليدي، وما تستهلكه من كميات كبيرة من الموارد والطاقات يسهم في زيادة وتفاقم المشاكل البيئية والاقتصادية في ليبيا. إن تطبيق مفاهيم وتقنيات واستراتيجيات المباني المستدامة وبالإمكانيات الكبيرة التي تقدمها يخلق فرصا عديدة لاستغلال مصادر الطاقة البديلة، وإمكانية استرجاع وإعادة استخدام المواد الإنشائية في نهاية دورة حياة المبنى. تمثلت الطريقة التي اعتمدت في هذا البحث في مراجعة بعض الدراسات السابقة، وتحليل للأمثلة المشابهة في تجارب بعض الدول التي واكبت تطبيق مفاهيم المباني المستدامة بمشاريعها، وإعداد صحيفة استبيان موجهة للعاملين في بعض المكاتب الهندسية والشركات المحلية بليبيا للإجابة على التساؤلات المطروحة حول مدى الإلمام واستخدام مفاهيم المباني المستدامة في مشروعات البناء والتشييد بليبيا. واعتمد في تحليل البيانات المتحصل عليها على برنامج الحزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS) واشتمل أسلوب التحليل الإحصائي على تطبيق بعض أدوات الإحصاء الوصفي والإستنتاجي. خلصت نتائج البحث على عدم تطبيق معايير الاستدامة في مشاريع البناء والتشييد بليبيا، وعلى أن هناك حاجة ماسة وملحة لتطبيق مفاهيم المباني المستدامة لما لها من اثر ايجابي على الموارد وتخفيض كلفة التشغيل ومردودها بالتقليل من الأعباء على الاقتصاد الوطني.