ملخص
ان المتتبع لأدبيات المساواة بين المرأة والرجل يلاحظ وجود بيانات تصدر سنويا من قبل مؤسسات بحثية دولية وإقليمية إلي جانب منشورات أكاديمية باللغتين العربية والأجنبية. إن توفر البيانات دفع الكثير من الباحثين لوصف وتحليل العلاقة بين فجوة الجندر الاقتصادية ومدى تمكين المرأة في مجال التعليم، وبالتالي يلاحظ تجاهل الأدبيات لمجالات أخرى لا تقل أهمية عن ذلك. وتنبع أهمية هذه الدراسة من وصف وتحليل علاقة الفجوة الجندرية الخليجية بالتنمية البشرية في المجالات المختلفة. عليه، فإن هذا الكتاب يهدف الي الاجابة على مجموعة التساؤلات التالية: إذا كانت دول مجلس التعاون الخليجي قد حققت بالفعل تنمية بشرية مرتفعة جدا جدا، فهل تمكنت بالتالي من تضييق فجوة الجندر في الألفية الثالثة؟ وهل يمكن قياس الفجوة الجندرية الخليجية ؟ وما هي العوامل الاكثر تأثيرا على الفجوة الجندرية الخليجية المعاصرة؟ وما هي سيناريوهات تقليص الفجوة الجندرية الخليجية في الالفية الثالثة؟ إن محاولة الإجابة المؤقتة على التساؤلات السابقة، قادتنا عموما إلى تطوير فرضية أساسية، تتوقع وجود علاقة قوية ودالة احصائيا بين تحقيق مستويات عالية للتنمية البشرية وتقليص الفجوة الجندرية الخليجية، وفرضية أخرى عدمية أو صفرية لا تتوقع مثل هذه العلاقة. وبناء على الإشكالية والفرضيتين السابقتين ، فإن أهداف هذه الدراسة تتمثل في وصف وتحليل والتنبؤ بتأثير التنمية البشرية على فجوة الجندر الخليجية في إطار مقارن يأخذ في الحسبان انجازات بعض البلدان المتقدمة في هذا السياق ، مثل سويسرا التي احتلت الترتيب الاول في مجال تقليص هوة الجندر على مستوى العالم ككل عام 2021. وتمشيا مع الاشكالية والفرضيتين السالفتي الذكر، فإن هذه الكتاب قد تم تقسيمه الي مجموعة المحاور التالية: مفهوم المساواة بين المرأة والرجل أو فجوة الجندر الخليجية (الفصل الأول)، والتنمية البشرية الخليجية (الفصل الثاني)، وتأثير التنمية البشرية على فجوة الجندر الخليجية (الفصل الثالث)، وخاتمة للكتاب فيها النتائج والتوصيات. كلمات دالة: البلدان الخليجية، فجوة الجندر الخليجية، التنمية البشرية الخليجية، الفجوة الجندرية الاقتصادية، الفجوة الجندرية السياسية، وعدم مساواة الجونسة.