ملخص
تعد المرحلة الابتدائية هي المرتكز الحقيقي والأساسي الذي يبني عليه نجاح التلاميذ في المراحل التعليمية اللاحقة، بالإضافة إلى كونها المرحلة التي يظهر فيها الصعوبات التي قد تعوق مسيرتهم العلمية والتعليمية، وبالتالي كان من الضروري البحث عن أنسب طرق التدريس المناسبة مناسبة لهؤلاء التلاميذ، وذلك لمساعدتهم في التخفيف من حدة الصعوبات التي يعانون منها، وكذلك زيادة تفاعلهم الاجتماعي مع الآخرين، لمواكبة الانفجار المعرفي والتغيرات العلمية السريعة التي من شأنها التأثير الإيجابي على التلميذ. ولقد أكدت عديدٌ من الدراسات أهمية المهارات الاجتماعية لدى التلاميذ ذوي صعوبات التعلم بوصفها متطلبات هامة للنجاح في العمل المدرسي، وفي نواحي الحياة المختلفة، فهناك علاقة بين القصور في المهارات الاجتماعية في المرحلة الابتدائية، وبين وجود مشكلات اجتماعية في المراحل العمرية اللاحقة، كالجنوح والتسرب من المدرسة وغيرها من السلوكيات التي لها تأثير سلبي على الفرد نفسه وعلى مجتمعه. ومن هذه الدراسات دراسة : دراسة روبنسون (1999)Robinson، دراسة كورت وجيفون (2003) Court &Givon، دراسة ناجي السعايدة (2004)، دراسة نشأت أبوحسونة ( 2004 ). وبالنظر إلى واقع التدريس في ليبيا يتضح أن الطـــــريقة التقليدية مازالت تشغل حيزاً كبيراً من بين الطرق والأساليب التي يستخدمها المعلم داخل الفصل، وبذلك أصبح التعلم نظرياً تلقينياً، مما جعل التلاميذ أكثر سلبية واعتماداً في تحصيلهم على مساعدة الآخرين. وبذلك فإن الأساليب التقليدية أصبحت عاجزة عن مساعدة التلميذ ذوي صعوبات التعلم في التخفيف من الصعوبة التي يعاني منها داخل الفصل الدراسي. فإذا أمكـن تـوفير بيئة تعليمية تستخـــدم إستراتيجيات تدريسية تتلاءم مع خصائص التلاميذ ذوي صعـوبات التعلم، وتدفعهم إلى الإنجــــاز والمشاركة الإيجابية في جميع الأنشطة، أمكن الاستفادة من قدرات هؤلاء التلاميذ واستعداداتهم، وهذا ضروري لأن العالم والعلم في تطور مستمر، والتلميذ بحــــاجة لهذا الأسلــوب لمــــــواكبة كل هذه التطورات العلمية المحيطة به