تنمية المجتمع في إطار تطوير التعليم الجامعي

تاريخ النشر

2022-6

نوع المقالة

مقال في مجلة علمية

عنوان المجلة

مجلة القلم المبين

المؤلفـ(ون)

د. صلاح عثمان علي صوه
د. حورية عثمان علي صوة

الصفحات

35 - 47

ملخص

لم تعد الحياة االجتماعية واالقتصادية تسير بمحض الصدفة بل بدأت معظم المجتمعات توجه هذه الحياة نحو إستراتيجية محددة، وخطط تنموية وضعت ضمن السياسة االجتماعية لتلك المجتمعات فالتنمية البشرية في أبسط أهدافها التي تحددها تقارير األمم المتحدة لعام )1991 )تشير إلى )توسع نطاق الخيارات المتاحة أمام الناس لكي تصبح التنمية قائمة على مزيد من الديمقراطية ومزيد من المشاركة الشعبية الفعالة، وتتضمن هذه الخيارات الحصول على فرص عمل على دخل، وعلى فرص للتعليم والرعاية الصحية والعيش في بيئة طبيعية نظيفة ومأمونة، وان تتاح لكل الناس الفرص في أن يشاركوا مشاركه كاملة في القرارات التي يتخذها المجتمع المحلي(. فهذا الهدف التنموي مرتبط في تنفيذه بخطط وب ارمج تربوية وتعليمية يضعها المجتمع ضمن خطط التنمية البشرية، والتي تركز على تحديد الحاجات ،واألولويات وتحديد اإلمكانيات، واألهداف فالت اربط بين التخطيط التربوي التعليمي وتخطيط التنمية الشاملة ترابطا ليس مؤقتا، أو ظرفأ، إنما هو ترابط يمكنه أن يجنب عملية التنمية أعباء قد تعوقها عن تحقيق أهدافها المجتمعية المنشودة. وبما أن تقدم األمم والشعوب يرتبط الي حد كبير بنوعية أفرادها ونوعية التعليم الذي يتلقونه داخل المؤسسات التعليمية ألحل إعدادهم للمشاركة في تنمية وتطوير مجتمعاتهم اإلنسانية فإن التعليم عموما، والتعليم الجماعي على وجه الخصوص يعد من أهم العوامل المساعدة في تقدم المجتمع (ثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية( كما أنه يساعد في الكشف عن قدرات وميول األفراد بصورة شاملة ومتكاملة وانسجاما مع رؤي وتطلعات المؤسسة الجامعية في ليبيا، والمتمثلة في تنشئة جيل واع مستنير ومدرك لواجباته وقادر على تحمل المسؤولية، األمر الذي تطلب االهتمام بتلك المؤسسة ودعم العمل فيها ومساعدتها على حل المشكالت وإزالة المعوقات التي تعوق عملها أثناء تنفيذها لخطط وب ارمج التنمية واقت ارح سبل لتطوير األداء األكاديمي واإلداري فيها وتسخير نتائج البحث العلمي لخدمة المجتمع من أجل تحقيق التنمية المستدامة. إن التنمية مفهوم معنوي لعملية ديناميكية موجهة أصال إلى اإلنسان باعتباره، )العنصر البشري الذي يساهم في عملية تنمية المجتمع وهذا من ناحية ومن ناحية أخرى، فأن التنمية تهدف في النهاية إلى تحقيق الرفاهية االقتصادية واالجتماعية لإلنسان ، فاإلنسان وسيلة التنمية وغايتها، ونظرا للتغيرات الكبيرة التي يشهدها العالم بدخول عصر المعلومات والتطور التكنولوجي الهائل، فإن الحاجة ملحة في هذا الوقت تحديدا إلى تطوير برامج التنمية التعليمية، واالجتماعية، والمهنية لكي تواكب تلك التغيرات. ومن هنا كان تأكيد الفالسفة والمفكرين وعلماء التربية على: )أن بناء اإلنسان أسمى من كل بناء أخر وذلك ألن اإلنسان أثمن ثروة فإذا بني البناء السليم كان دعامة قوية لمجتمعه، وسندا ألمته في مواجهة الصعاب والتغلب على العقبات( فإذا كان التعليم االبتدائي يؤدي دورا كبيرا في تكوين شخصية اإلنسان ، نظرا الرتباطه بمرحلة الطفولة والتي تتبنى األسس األولى للشخصية اإلنسانية فان التعليم الجامعي ليس أقل شأنا وأهمية عنه ذلك ألنه يسهم أسهاما فعاال في إكمال وترسيخ ما قام به التعليم االبتدائي، وعن طريق تزويد الطالب باألسس النظرية والفكرية للعلوم والمعارف التي يبني عليها اإلنسان والمجتمع. وتأكيدا على هذا اإلتجاه فقد تطور التعليم الجامعي في ليبيا بداية من عام )1950 ،)وهو العام الذي شهد ميالد أول جامعة في المجتمع الليبي عرفت باسم: )الجامعة الليبية( والتي كان نواتها كلية اآلداب والتربية ومقرها مدينة بنغازي( وتلتها عام )1957 )كلية العلوم في مقرها الفرعي في طرابلس ( ثم تأسست كلية االقتصاد والتجارة في مدينة )بنغازي( وتبعتها كلية الز ارعة عام )1966 )بمدينة طرابلس، وفي عام )1967 )بدأت الجامعة في توسيع نطاقها التعليمي، وقد ضمت إليها كلية الدراسات الفنية العليا، وكلية المعلمين حيث أنشئت هاتان الكليتان باالتفاق مع منظمة )اليونسكو( وسميت هاتان الكليتان فيما بعد بكلية الهندسة والتربية، وتوالت االنشاءات التعليمية وشملت كل مناطق ليبيا، وتتناول هذه الورقة البحثية موضوع التنمية في المجتمع العربي الليبي في أطار تطوير التعليم الجامعي، وتحديد أهم المعوقات والمشكالت التي تعوق عملية التنمية في قطاع التعليم الجامعي إضافة إلي اقتراح بعض السبل لتطوير التعليم الجامعي في ضوء متغيرات العصر.

النص الكامل

عرض