ملخص
رعاية الطفل التوحدي تعتبر مبدأ إنساني بدرجة الأولى، وتوكد على ضرورة مراعاة حقوقهم وتوفير إمكانيات النمو الشامل لهم من جميع الجوانب بما يساهم في إعدادهم لحياة ناجحة من جميع النواحي الشخصية والاجتماعية والاقتصادية لكي تتاح لهم فرص المشاركة والاندماج داخل المجتمع أسواه بأقرانهم العاديين. فأطفال التوحد يجب النظر إليهم على أنهم أطفال قبل أن يكونوا من ذوي الإعاقة، ولابد من تقديم الرعاية المناسبة لهم حتى يتمكنوا من مقابلة احتياجاتهم في أحسن صورة ممكنة، وبما يساهم في نموهم وتطورهم من خلال مراحل النمو اللاحقة، فمقابلة احتياجاتهم تتم من خلال برامج التدخل المبكر، والتي تقدم لهم في وقت مبكر، وذلك بهدف إتاحة الفرصة لهم للنمو والتطور بما يحسن من قدراتهم وأدائهم على مختلف المستويات. فقد تم التوسع في برامج التدخل المبكر للأطفال التوحد، والذي نتج عنه تزايد الوعي بأهمية التدخل المبكر في المراحل الأولى من عمر الطفل، وكذلك الاعتراف المتزايد بالأطفال بأن لهم حقوق في الحصول على فرص متساوية مع من هم في عمرهم الزمنى لتنمية وتطوير قدراتهم، فبرامج التدخل المبكر هي المدخل العلمي الأكثر جدوى في مقابلة احتياجات، ومتطلبات النمو المتعددة لهذه الشريحة من الأطفال. فالممارسة العامة للخدمة الاجتماعية تلعب دوراً بارزاً في إنجاح برامج التدخل المبكر على مستوى الطفل والأسرة، وهذا ما جعل ممارسة الخدمة الاجتماعية تصبح ضرورية في العمل مع أسر الأطفال التوحديين من أجل دعم السلوك الاجتماعي المرغوب فيه.