ملخص
من التطورات الهامة في مجال تعليم األطفال ذوي االحتياجات الخاصة، ما يسمى بحركة الدمج، وهي استراتيجية تقوم على أساس تعليم هؤالء األطفال مع أقرانهم العاديين، في نفس الفصول داخل المدارس العادية، دون فصل أو إقصاء، ويمثل أسلوب الدمج هذا أحد أهم المفاهيم التربوية الحديثة، والتي أصبحت ال يتجزأ من السياسة التعليمية في كثير من البلدان وخاصة المتقدمة منها، وذلك في مجال ذوي جزءا االحتياجات الخاصة . فمع بداية النصف الثاني من القرن العشرين، ومع تزايد االنتقادات لنظام العزل، بدأت التوجهات في التربية الخاصة تتحول من اتجاه عزل ذوي االحتياجات الخاصة إلى الدمج مع األطفال العاديين – فهي تربية تقو م على “ الوصل ال الفصل “ بين مجتمع العاديين وغير العاديين، وتسعى إلى دمج ذوي االحتياجات في جسم المجتمع، واندماجهم فيه كأعضاء فاعلين وانتمائهم إليه كمواطنين فعالين ) 1 ،)كما أكدت المواثيق الدولية في إعالن م نظمة األمم المتحدة لحقوق ذوي االحتياجات الخاصة سنة ) 1975 )على أن ذوي االحتياجات الخاصة، مهما تعددت وتنوعت احتياجاتهم لديهم قابلية وقدرات وبواعث للتعلم والنمو واالندماج في الحياة العادية للمجتمع، كما أكدت هذه المواثيق على مبدأ العدالة االجتماعية وتكافؤ الفرص بين جميع أفراد المجتمع، وأن األفراد ذوي االحتياجات الخاصة يحق لهم أن يتمتعوا ب الحقوق األساسية كافة الممنوحة ألقرانهم العاديين ممن هم في مثل عمرهم الزمني، مهما تنوعت اإلعاقات التي يعانون منها أو طبيعتها أو درجة خطورتها، ومن أهم تلك الحقوق تلقي تعليم يتنا سب مع احتياجاتهم الفردية ) 2. ) إن دمج ذوي ا الحتياجات الخاصة في المدارس العادية ليس حالة ولكنه يتضمن مجموعة من العمليات المتداخلة التي يتم من خاللها تطور السلطات )اإلدارات والمناطق التعليمية المحلية( ثقافاتها وممارساتها من أجل استيعاب ذوي االحتياجات الخاصة بالمدارس العادية، فمصطلح الدمج وما يرتبط به من خالف متصل بجميع مراحل وأنواع المدارس وكل ما يتصل بالسياسات والممارسات التى تُبذل فيها الجهود 2 إلى جنب مع أقرانهم الذين ال هو لتمكين األطفال ذوي االحتياجات الخاصة من المشاركة والتفاعل جنبا يُعتبرون من ذوي االحتياجات الخاصة )3. ) وعلى ا عتبار أن األطفال ذوي ا الحتياجات الخاصة يشكلون شريحة من شرائح المجتمع، وهي في حالة تزايد مستمر، فقد تطورت برامج التربية الخاصة وصفاتها تطورا هائال من حيث الفلسفات واالستراتيجيات والنظم والمحتوى والعمليات والفنيات ، كي تواكب هذا التزايد، وأصبح مستوى الخدمات التربوية الخاصة في أي بلد مؤشرا النظام التعليمي في هذا البلد .