ملخص
نظرا لإجماع التربويين على أهمية الكتاب المدرسي، وما يحتويه من معلومات، وقيم، وإتجاهات، ومهارات، لذا فقد شغلوا عقودا طويلة بتقييمه، حتى يتم تعديله وتحسينه وفق المستجدات العصرية، وإذا كانت الكتب المدرسية بصفة عامة بحاجة إلى التقييم المستمر فإن كتب الأحياء أكثرها حاجة للمراجعة، والتطوير، لما لعلم الأحياء من أهمية في حياة المتعلم، إذ يعتبر علم الأحياء أحد أهم مكونات العلوم، حيث يمثل نقطة لقاء بين كل من العلوم الطبيعية والاجتماعية. ولما كان كتاب الأحياء العام موضوع الدراسة من الكتب حديثة التطبيق بليبيا، وقد تم إعداده وتعميم استخدامه قبل تجريبه على عينة تمثل مجتمع الطلاب، لذا فمن المفيد إجراء دراسة تقييمه له؛ لمعرفة مدى ملاءمة هذا الكتاب لتحقيق الأهداف المرسومة للمادة، ومدى توفر شروط الكتاب المدرسي الجيد به. مشكلة الدراسة: نظرا للأهمية التي يكتسيها التقييم المستمر للكتب المدرسية، وانطلاقا من الحاجة الماسة والملحة لتقييم الكتب الجديدة، ونتيجة لغياب مثل هذه الدراسات، ولما سيؤدي إليه غياب التقييم المبكر من تراكم للمشكلات، فقد رأى الباحث اختيار موضوع تقييم كتاب الأحياء العام للصف الأول بثانويات (العلوم الأساسية، والهندسية، وعلوم الحياة). ومما دعا الباحث إلى ذلك أيضا ما يلي: 1- أن هذا الكتاب يدرس في ثلاث ثانويات تخصصية، ويعطي معلومات هامة للمتخصصين في المستقبل في هذا المجال، ولغيرهم من الطلاب. 2- تكرر الشكوى من هذا الكتاب من حيث: غزارة مادته العلمية، وكثرة تفاصيلها، وتفريعاتها، وعدم كفاية الوعاء الزمني المخصص لها. وقد تجلى ذلك من خلال تقارير المشرفين التربويين. 3- أن هذا الكتاب – كغيره من الكتب - تم تعميم استخدامه قبل تجريبه، ولم تجر له دراسة تقييمية- على حد علم الباحث - من قبل. وتتحدد مشكلة الدراسة في الإجابة على التساؤلات الآتية:- 1- ما هي المعايير التي ينبغي توافرها في الكتاب المدرسي الجيد ؟ 2- ما مدى توفر معايير الكتاب المدرسي الجيد في محاور الكتاب- موضوع الدراسة الآتية: • شكل الكتاب، وإخراجــه، وطباعتـه. • محتوى الكتاب. • تنظيم محتوى الكتاب. • الرسوم، والصور، والأشكال التوضيحية. • الأنشطة، والتدريبات، والتجارب العملية. • أسئلة الكتاب. 3- ما مدى مساهمة محتوى الكتاب في تحقيق أهداف منهج الأحياء العام؟