مؤسسات رعاية الشباب في المجتمع الليبي (دراسة تاريخية تحليلية من سنة 1950 الى سنة 2010م

تاريخ النشر

2015-5

نوع المقالة

رسالة دكتوراة

عنوان الاطروحة

المؤلفـ(ون)

أمنة فرج علي المغزازي

ملخص

ملخص رسالة الدكتوراه بعنوان نشأة وتطور مؤسسات رعاية الشباب في المجتمع الليبي “دراسة تاريخية تحليلية من سنة (1952- 2010 م)” دكتورة :- آمنة فرج المغزازى 1- المشكلة البحثية: نظرا للتغير الذي مر ويمر به المجتمع الليبي خلال فترات تاريخ، والذي نتج عنه تغير في القيم، وبالتالي تغير واضح في اتجاهات الشباب وسلوكهم، ولأهمية شريحة الشباب حالة كونهم المحور الأساسي، والركيزة التي تعتمد عليها المجتمعات في مسيرة تقدمها. اهتم المجتمع والدولة الليبية بالشباب من خلال التخطيط والتشريع والتنفيذ، ومن خلال إنشاء أجهزة ومؤسسات، تتولى القيام برعاية هذه الفئة، وعلى الرغم من أسبقية المجتمع للدولة في هذا الاهتمام من خلال مؤسساته الأهلية، إلا أن مخرجات كل هذه المؤسسات الرسمية وغير الرسمية ما زالت ضعيفة، ومازال الشباب يعاني من بعض المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، لوجود صعوبة في التعايش مع واقعه، كما لوحظ أن الشباب في المجتمع الليبي لم يتأسس لديه الوعي الكافي ليتعايش مع واقعه بشكل سليم. في حين أن المجتمع ينتظر من شبابه المزيد من المعرفة والالتزام. ومن وجهة نظر الباحثة فأنه حال قيام المؤسسات المنوطة برعاية الشباب بدورها، حتما ستكون أدوار الشباب في المجتمع ايجابية، وولائهم للمجتمع والوطن سيزداد وهو ما دفعنا لدراسة مؤسسات رعاية الشباب للوقوف على ما تقدمه من خدمات رعاية تستفيد منها هذه الشريحة، ومعرفة دور هذه المؤسسات في تأسيس الوعي لدى الشباب وتنمية قدراتهم ليكونوا فاعلين في المجتمع. اختير هذا الموضوع والذي ستتطرق من خلاله الباحثة لدراسة هذه المؤسسات من سنة (1952) إلى سنة (2010) م خلال ستة عقود من الزمن، دراسة تاريخية تحليلية، سواء من حيث التشريعات المتعلقة بالرعاية الاجتماعية للشباب خلال هذه الفترة، وتوثيقها وتحليلها، أو تحليل أداء المؤسسات ومخرجاتها، للإسهام في إحداث التغييرات الاجتماعية المطلوبة للتنمية البشرية، وبناء على ذلك تحددت مشكلة الدراسة في السؤال التالي: ما هي ملامح العمل في مؤسسات رعاية الشباب في المجتمع الليبي إن وجدت ؟ وما هي الأدوار التي تقوم بها من أجل إشباع احتياجات الشباب وتوجيههم؟ وهل هي فعلا متخصصة في هذا المجال؟ هذا ما سندرسه بأذن الله. - أهمية البحث: تكمن أهمية هذا البحث في التالي: أ - إلقاء الضوء على مؤسسات رعاية الشباب في المجتمع الليبي، بما ستتناوله من تحليل، من شأنه أن يساعد المختصين في هذا المجال على فهم احتياجات الشباب، وكيفية إشباعها من خلال مختلف البرامج والمشروعات التي تقدمها مؤسسات رعاية الشباب، للوقاية من المشكلات بكل الطرق العلمية الممكنة. ب- تكمن أهميتها في كونها من الدراسات التاريخية والتحليلية في هذا المجال بالمجتمع الليبي، لغياب مثل هذه الدراسات في هذا المجال. ج- تساعد هذه الدراسة السياسيين في رسم السياسات الاجتماعية في مجال رعاية الشباب وتوفير احتياجاتهم. د- تعتبر هذه الدراسة إضافة علمية في مجال رعاية الشباب خاصة، والرعاية الاجتماعيـة بصفة عامة. هـ- إلقاء الضوء على أهمية إسهام الشباب في بناء المجتمع، وإشعارهم بهذه المسئولية الكبرى على عاتقهم. 4 - أهداف البحث: أ – التعرف على الأجهزة المعنية بالرعاية الاجتماعية للشباب على مستوى التخطيط والتنفيذ. ب – التعرف على تكامل الأهداف العامة للأجهزة المعنية برعاية الشباب. ج – التعرف على السياسة العامة لتحقيق أهداف رعاية الشباب في المجتمع الليبي. د – التعرف على الأنشطة التنفيذية التي تتضمنها رعاية الشباب في المجتمع الليبي. – على مستوى العناية بالصحة البدنية. – على مستوى التوعية الدينية. – على مستوى الرعاية الفكرية. – على مستوى تنمية قدرات الشباب الوظيفية. هـ – التعرف على الأنشطة الحرة الموجهة التي يستفيد منها الشباب في أوقات الفراغ المتاح على مدى الأسبوع الدراسي. و – التعرف على برامج ومشروعات الرعاية الاجتماعية للشباب في ليبيا بالإضافة إلى الرعاية البديلة. ز – التعرف على الدور المهني للخدمة الاجتماعية في تفعيل الرعاية الاجتماعية للشباب الليبي بصفة عامة وتحقيق الرعاية البديلة بصفة خاصة. ح – التعرف على مدى التنسيق بين جهود الأجهزة المعنية برعاية الشباب في المجتمع الليبي. ط – التعرف على المشاكل والصعوبات التي واجهت كل مرحلة من مراحل البحث. 5 - تساؤلات الدراسة: تسعى هذه الدراسة إلى الإجابة عن التساؤلات الآتية: س 1: ما هي الأجهزة المعنية بالرعاية الاجتماعية للشباب على مستوى التخطيط والتنفيذ؟ س 2: ما مدى تكامل الأهداف العامة للأجهزة المعنية برعاية الشباب؟ س 3: ما السياسة العامة لتحقيق أهداف رعاية الشباب في المجتمع الليبي؟ س 4: ما الأنشطة التنفيذية التي تتضمنها رعاية الشباب في المجتمع الليبي؟ – على مستوى العناية بالصحة البدنية. – على مستوى التوعية الدينية. – على مستوى الرعاية الفكرية. – على مستوى تنمية قدرات الشباب الوظيفية. س 5: ما الأنشطة الحرة الموجهة التي يستفيد منها الشباب في أوقات الفراغ المتاح على مدى الأسبوع الدراسي؟ س 6: هل الرعاية الاجتماعية تتضمن البرامج الإيوائية (الرعاية البديلة)؟ س 7: هل للخدمة الاجتماعية دورٌ مهنيٌّ ملموس في تفعيل الرعاية الاجتماعية للشباب الليبي بصفة عامة؟ وتحقيق الرعاية البديلة بصفة خاصة؟ س 8: ما مدى التنسيق بين جهود الأجهزة المعنية برعاية الشباب؟ س 9: - ما هي الأسس التي ينبغي أخذها في عين الاعتبار، لتحقيق الرعاية الاجتماعية للشباب مستقبلا؟ (الرؤية المستقبلية). ـ النتائج: ـ - نتائج عامة: أهم النتائج التي تم التوصل إليها: - من النتائج المهمة، وتكمن هذه الأهمية فيما تطرحه من أسئلة وحوارات لو أخذت ببعض الجدية ستفتح إمكانية وضع تصور لكيفية التعامل مع هذا القطاع او الفئة من المجتمع الليبي وهذه النتائج أو الملاحظات تتعلق بالرؤية، والآليات ويمكن إجمالها في الآتي:/ 1-غياب سياسة عامة لرعاية الشباب في المرحلتين. 2- أن المجتمع الليبي فشل في إدارة العلاقة بين شبابه وشيوخه على مدى ستة عقود من الزمن، مما أصاب هذا المجتمع بهزات اجتماعية وسياسية كبيرة. 3- تبين من خلال هذه الدراسة أن "مفهوم" رعاية الشباب لم يتبلور كفكرة قائمة بذاتها، أو على أساس أن هناك شريحة من المجتمع تحتاج إلى رعاية خاصة، ولها متطلبات (احتياجات) تتميز بها عن بقية أفراد المجتمع. 4- يغلب على تخصصات من تولى مسئولية قيادة أو رئاسة مؤسسات رعاية الشباب وخاصة الوزارات التخصص الرياضي، والهوايات الشخصية لا تخرج عن هذا الإطار، وغياب التخصصات الفكرية والفنية أو التخصصات في مجال رعاية الشباب، ويجب ألا يقلل هذا الاستنتاج من جهود البعض اللذين ساهموا بصدق، ولكن عددهم قليل أو لم تتح لهم الفرصة. 5-ـ يسير العمل في مجال مؤسسات رعاية الشباب "باستثناء الكشافة" بشكل عشوائي ووقتي دون دراسة وتخطيط سليم. 6-ـ يعاني مجال رعاية الشباب من قصور شديد في المهتمين أو المسئولين في هذا المجال من حيث التخصص والإعداد والتكوين. 7- تبين أن العمل في هذا المجال يكاد يكون مقتصرا على المدن (المركزية) ولا يوجد في باقي مناطق ليبيا. 8-ـ قلة الهيئات والمؤسسات الخاصة برعاية الشباب من حيث الكم والكيف والتي تتولى الاهتمام بهم، وشغل أوقات فراغهم، وتكوينهم فكريا بشكل سليم خاصة بعد تعرضهم لمشكلات وهزات اجتماعية. 9ـ أثبتت الدراسة بأن المؤسسات وكما هي موجودة الآن لا تؤدي الغرض المنوط بها رعاية الشباب، حيث إن جل اهتمامها في الغالب بالرياضة فقط. 10- تدني دور الوزارات الخاصة برعاية الشباب على مر خمسة عقود نتيجة لتسييس هذه الرعاية وسيطرة الدولة على كل البرامج، بالإضافة إلى عدم التخصص. 11-غياب برامج رعاية الشباب لعقود سابقة، وتركيزها إن وجدت على الجوانب المادية رسخ في ذهن الشباب أن الاهتمام بهم في أفضل حالاته هو توفير النقود والسيارات. نتائج خاصة: أ- إن مرحلة الشباب بخصائصها النفسية والاجتماعية تحتاج دائما إلى التوجيه المستمر الذي يدعم من القيم الاجتماعية والأخلاقية لديهم. ب- إن حياة الشباب الجامعي تدعم الترابط والتكافل الاجتماعي والتعاون بين الشباب بصورة عامة وتقوية العلاقات الاجتماعية بين الأعضاء التي تضمنها برامج التدخل المهني لدعم قيمة إدراك أهمية القيم الاجتماعية في الحياة. ج- إن ارتفاع معدلات البطالة والفقر الذي يعيشه الشباب يؤدي بهم للوقوع فريسة للانحراف والتطرف والإرهاب. د- إن العمل الفريقي داخل أجهزة رعاية الشباب يؤدي إلى تكامل الخدمات المقدمة للشباب. ه- إن توفر الإمكانيات المادية والبشرية المؤهلة للتعامل مع الشباب تلعب دورا هاما في توجيههم واستغلال وقت فراغهم لما يعود عليهم بالنفع. و- رعاية الشباب تؤثر في دعم القيم الاجتماعية من خلال استخدام أساليب الاتصال المهنية اللفظية وغير اللفظية والأنشطة المتعددة كالعمل التطوعي والمناقشات الجماعية. ز- لمؤسسات رعاية الشباب دور فعال بمساعدة الشباب على المحافظة والتمسك بدراستهم واستثارتهم لزيادة القراءة والاطلاع مما يزيد من إدراكهم بدورهم في بناء المجتمع. ح- تتيح برامج رعاية الشباب للشباب الفرصة بالمشاركة والتعاون في تنظيم مجتمعهم وتنمية روح الأخوة والتعاون فيما بينهم مع توجيههم للمساهمة في مشروعات إنتاجية وخدمية عامة تساعد على رفع مستوى البيئة والمجتمع. ط- تساهم برامج رعاية الشباب في نمو وتكوين شخصية الشاب ي- تساهم برامج رعاية الشباب في تكوين الجماعات التي ينضم لها الشباب وتعمل على تنمية شخصية الشباب في الأنشطة التي تلبى حاجاتهم وتتمشي مع قدراتهم وميولهم وتنمي مهاراتهم المختلفة لاكتساب الخبرة والتجارب من خلال ممارسة الأساليب الديمقراطية التي تنمي الشباب وتزودهم بالمعلومات اللازمة عن البيئة التي يعيش فيها. ك- برامج رعاية الشباب تساعد المسئولين والمختصين في القيام بالبحوث الاجتماعية لتحديد الخدمات المناسبة والمشكلات لإيجاد حلول مناسبة لها. ل- تساهم رعاية الشباب الجامعي في الإرشاد والتوجيه للشباب بحيث تتمكن الجامعة من احتواء الشباب بمختلف اتجاهاتهم داخل برامج إرشادية خاصة تهتم بما لديهم من مشكلات واحتياجات وتدعم مشاركتهم من أجل مواجهة هذه المشكلات والاحتياجات بحيث يشعر الشباب من خلال هذه البرامج بالانتماء الحقيقي للجامعة والارتباط بالقيم الوطنية. م- تساهم برامج رعاية الشباب من خلال برامجها من العناية وتطوير البرامج الأسرية ومن المسلم به أن الأسرة تلعب دورا حيويا في تنشئة الشباب وتزويدهم بالقيم الأساسية خلال هذه المرحلة الهامة من حياتهم ثم يتعين الاهتمام برعاية الأسرة كافة. ن- تساهم برامج رعاية الشباب بدعم سياسات الإعلام الشبابي وتزويدها بالإمكانيات تجعلها تسهم بفعالية في توطيد القيم الوطنية الإيجابية عند الشباب وحفزه نحو المشاركة أكثر فأكثر في برامج تنمية المجتمع. المقترحات: ترى الباحثة أن من الأهمية بمكان العمل على تحقيق مقومات الرعاية الاجتماعية للشباب واكتمالها، وذلك وفق أساليب الممارسة المهنية الآتية: 1 - الأسلوب العلاجي: أ – ضرورة حث المعلمين بالمدارس على المشاركة في رفع المستوى الصحي للطلاب. ب– التكامل والتنسيق الواعي بين المسؤولين عن أجهزة الإعلام والمشرفين على المؤسسات التعليمية بما يحقق التعاون بين أجهزة الإعلام والتعليم. ج– إن العلاقة بين أولياء أمور الطلاب وبين الهيئة الإدارية والتدريسية في المدرسة ذات أهمية عظيمة وانعكاس مباشر على تحصيل الأبناء واستفادتهم من المدرسة، ويساعد ذلك على حل الكثير من مشكلاتهم، فيجب الاستفادة من هذه المعطيات لتقويم سلوك الطلاب. د– ضرورة الاهتمام بإعداد المعلم القادر على أن يكون قائداً تربوياً، ومصلحاً اجتماعياً، وقدوة حسنة لطلابه، يحثهم على البحث والتفكير، ويبث فيهم حب المعرفة والاطلاع؛ وذلك من خلال إخراج خطط التدريس الجامعي لتكون محققة لهذه الغايات، ويجب تقويمها دورياً لتواكب مستجدات الحياة. 2 - الأسلوب الوقائي: أ – الاهتمام بالبرامج الوقائية الصحية التي تقدمها فرق طبية مزودة بأطباء ومساعدين فنيين من خلال القيام بجولات على المناطق التعليمية، والتأكد من سلامة البيئة المدرسية وتزويدها بلوازم الإسعاف الأولي، ومحاربة ظاهرة التدخين بين أوساط الشباب. ب– التقليل من الاستعانة بمباني المدرسية مستأجرة؛ وذلك لافتقارها للمرافق المدرسية المهمة المخصصة لممارسة الأنشطة المختلفة. ج– العمل على زيادة التعاون والتنسيق بين امانة التعليم والقطاعات الأخرى التي ترعى الفئة نفسها من الشباب ادارة مكافحة المخدرات، هيئة الاوقاف، والروابط الشبابية، وتكثيف ذلك التعاون إن كان قائماً بما يحقق للشباب الرعاية والعناية المنظمة والشاملة. 3 - الأسلوب الإنمائي: أ – الاهتمام بتطوير المناهج المدرسية بما يوافق التطور العلمي ويخدم حاجات المجتمع وحاجات الطلاب الفعلية؛ إذ إن المنهج في الوقت الحالي يضم موضوعات لا تواكب هذا التقدم، ولا تراعي الفروق الفردية بين الطلاب بدقة، رغم كثافة المعلومات في المناهج وتكرار الكثير منها في المراحل الدراسية المختلفة. ب– تقدير التفوق والإبداع لدى العاملين في مجال التعليم؛ وذلك بتشجيعهم وتقديم الحوافز لهم وتوفير الإمكانات والوسائل والوقت الكافي لهم. ج– الاهتمام بالموهوبين ومساعدتهم ببرامج خاصة، تناسب قدراتهم وتنميها، وفي نفس الوقت تكثيف الاهتمام بالمتأخرين دراسياً؛ وذلك بدراسة حالاتهم وتقديم المساعدة اللازمة لهم. د– الوقوف على آراء المدرسين بشكل عام فيما يخص تقويم المناهج والاسترشاد بمرئياتهم. هـ– استطلاع آراء الطلبة بشأن القضايا التي تتعلق بهم وإعطاؤهم فرصة لتقويم الأساتذة، ولا سيما مستوى التعليم المتوسط والجامعي. أما ضرورة التنسيق على مستوى برامج رعاية الشباب فإنها تبرز في تكوين جهاز مركزي يوزع المسؤوليات بين الأجهزة التي ترعى قطاعات الشباب، وبذلك ستتحقق المكاسب الآتية: أ – توفير الجهود والإمكانات الموجهة لرعاية الشباب، ويجب إدراك أن تكون المكاسب والفوائد من هذه الجهود موازية لما يبذل من إمكانات. ب– اتساع رقعة الخدمات الموجهة للشباب؛ لأن عملية التنسيق تحقق التكامل بين الخدمات وتقلل من الازدواجية أو التركيز بشكل كبير على فئة دون أخرى. ج– توحيد الخطط والسياسات الموجهة لرعاية الشباب على مستوى البلاد ملخص رسالة الدكتوراه بعنوان نشأة وتطور مؤسسات رعاية الشباب في المجتمع الليبي “دراسة تاريخية تحليلية من سنة (1952- 2010 م)” دكتورة :- آمنة فرج المغزازى 1- المشكلة البحثية: نظرا للتغير الذي مر ويمر به المجتمع الليبي خلال فترات تاريخ، والذي نتج عنه تغير في القيم، وبالتالي تغير واضح في اتجاهات الشباب وسلوكهم، ولأهمية شريحة الشباب حالة كونهم المحور الأساسي، والركيزة التي تعتمد عليها المجتمعات في مسيرة تقدمها. اهتم المجتمع والدولة الليبية بالشباب من خلال التخطيط والتشريع والتنفيذ، ومن خلال إنشاء أجهزة ومؤسسات، تتولى القيام برعاية هذه الفئة، وعلى الرغم من أسبقية المجتمع للدولة في هذا الاهتمام من خلال مؤسساته الأهلية، إلا أن مخرجات كل هذه المؤسسات الرسمية وغير الرسمية ما زالت ضعيفة، ومازال الشباب يعاني من بعض المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، لوجود صعوبة في التعايش مع واقعه، كما لوحظ أن الشباب في المجتمع الليبي لم يتأسس لديه الوعي الكافي ليتعايش مع واقعه بشكل سليم. في حين أن المجتمع ينتظر من شبابه المزيد من المعرفة والالتزام. ومن وجهة نظر الباحثة فأنه حال قيام المؤسسات المنوطة برعاية الشباب بدورها، حتما ستكون أدوار الشباب في المجتمع ايجابية، وولائهم للمجتمع والوطن سيزداد وهو ما دفعنا لدراسة مؤسسات رعاية الشباب للوقوف على ما تقدمه من خدمات رعاية تستفيد منها هذه الشريحة، ومعرفة دور هذه المؤسسات في تأسيس الوعي لدى الشباب وتنمية قدراتهم ليكونوا فاعلين في المجتمع. اختير هذا الموضوع والذي ستتطرق من خلاله الباحثة لدراسة هذه المؤسسات من سنة (1952) إلى سنة (2010) م خلال ستة عقود من الزمن، دراسة تاريخية تحليلية، سواء من حيث التشريعات المتعلقة بالرعاية الاجتماعية للشباب خلال هذه الفترة، وتوثيقها وتحليلها، أو تحليل أداء المؤسسات ومخرجاتها، للإسهام في إحداث التغييرات الاجتماعية المطلوبة للتنمية البشرية، وبناء على ذلك تحددت مشكلة الدراسة في السؤال التالي: ما هي ملامح العمل في مؤسسات رعاية الشباب في المجتمع الليبي إن وجدت ؟ وما هي الأدوار التي تقوم بها من أجل إشباع احتياجات الشباب وتوجيههم؟ وهل هي فعلا متخصصة في هذا المجال؟ هذا ما سندرسه بأذن الله. - أهمية البحث: تكمن أهمية هذا البحث في التالي: أ - إلقاء الضوء على مؤسسات رعاية الشباب في المجتمع الليبي، بما ستتناوله من تحليل، من شأنه أن يساعد المختصين في هذا المجال على فهم احتياجات الشباب، وكيفية إشباعها من خلال مختلف البرامج والمشروعات التي تقدمها مؤسسات رعاية الشباب، للوقاية من المشكلات بكل الطرق العلمية الممكنة. ب- تكمن أهميتها في كونها من الدراسات التاريخية والتحليلية في هذا المجال بالمجتمع الليبي، لغياب مثل هذه الدراسات في هذا المجال. ج- تساعد هذه الدراسة السياسيين في رسم السياسات الاجتماعية في مجال رعاية الشباب وتوفير احتياجاتهم. د- تعتبر هذه الدراسة إضافة علمية في مجال رعاية الشباب خاصة، والرعاية الاجتماعيـة بصفة عامة. هـ- إلقاء الضوء على أهمية إسهام الشباب في بناء المجتمع، وإشعارهم بهذه المسئولية الكبرى على عاتقهم. 4 - أهداف البحث: أ – التعرف على الأجهزة المعنية بالرعاية الاجتماعية للشباب على مستوى التخطيط والتنفيذ. ب – التعرف على تكامل الأهداف العامة للأجهزة المعنية برعاية الشباب. ج – التعرف على السياسة العامة لتحقيق أهداف رعاية الشباب في المجتمع الليبي. د – التعرف على الأنشطة التنفيذية التي تتضمنها رعاية الشباب في المجتمع الليبي. – على مستوى العناية بالصحة البدنية. – على مستوى التوعية الدينية. – على مستوى الرعاية الفكرية. – على مستوى تنمية قدرات الشباب الوظيفية. هـ – التعرف على الأنشطة الحرة الموجهة التي يستفيد منها الشباب في أوقات الفراغ المتاح على مدى الأسبوع الدراسي. و – التعرف على برامج ومشروعات الرعاية الاجتماعية للشباب في ليبيا بالإضافة إلى الرعاية البديلة. ز – التعرف على الدور المهني للخدمة الاجتماعية في تفعيل الرعاية الاجتماعية للشباب الليبي بصفة عامة وتحقيق الرعاية البديلة بصفة خاصة. ح – التعرف على مدى التنسيق بين جهود الأجهزة المعنية برعاية الشباب في المجتمع الليبي. ط – التعرف على المشاكل والصعوبات التي واجهت كل مرحلة من مراحل البحث. 5 - تساؤلات الدراسة: تسعى هذه الدراسة إلى الإجابة عن التساؤلات الآتية: س 1: ما هي الأجهزة المعنية بالرعاية الاجتماعية للشباب على مستوى التخطيط والتنفيذ؟ س 2: ما مدى تكامل الأهداف العامة للأجهزة المعنية برعاية الشباب؟ س 3: ما السياسة العامة لتحقيق أهداف رعاية الشباب في المجتمع الليبي؟ س 4: ما الأنشطة التنفيذية التي تتضمنها رعاية الشباب في المجتمع الليبي؟ – على مستوى العناية بالصحة البدنية. – على مستوى التوعية الدينية. – على مستوى الرعاية الفكرية. – على مستوى تنمية قدرات الشباب الوظيفية. س 5: ما الأنشطة الحرة الموجهة التي يستفيد منها الشباب في أوقات الفراغ المتاح على مدى الأسبوع الدراسي؟ س 6: هل الرعاية الاجتماعية تتضمن البرامج الإيوائية (الرعاية البديلة)؟ س 7: هل للخدمة الاجتماعية دورٌ مهنيٌّ ملموس في تفعيل الرعاية الاجتماعية للشباب الليبي بصفة عامة؟ وتحقيق الرعاية البديلة بصفة خاصة؟ س 8: ما مدى التنسيق بين جهود الأجهزة المعنية برعاية الشباب؟ س 9: - ما هي الأسس التي ينبغي أخذها في عين الاعتبار، لتحقيق الرعاية الاجتماعية للشباب مستقبلا؟ (الرؤية المستقبلية). ـ النتائج: ـ - نتائج عامة: أهم النتائج التي تم التوصل إليها: - من النتائج المهمة، وتكمن هذه الأهمية فيما تطرحه من أسئلة وحوارات لو أخذت ببعض الجدية ستفتح إمكانية وضع تصور لكيفية التعامل مع هذا القطاع او الفئة من المجتمع الليبي وهذه النتائج أو الملاحظات تتعلق بالرؤية، والآليات ويمكن إجمالها في الآتي:/ 1-غياب سياسة عامة لرعاية الشباب في المرحلتين. 2- أن المجتمع الليبي فشل في إدارة العلاقة بين شبابه وشيوخه على مدى ستة عقود من الزمن، مما أصاب هذا المجتمع بهزات اجتماعية وسياسية كبيرة. 3- تبين من خلال هذه الدراسة أن "مفهوم" رعاية الشباب لم يتبلور كفكرة قائمة بذاتها، أو على أساس أن هناك شريحة من المجتمع تحتاج إلى رعاية خاصة، ولها متطلبات (احتياجات) تتميز بها عن بقية أفراد المجتمع. 4- يغلب على تخصصات من تولى مسئولية قيادة أو رئاسة مؤسسات رعاية الشباب وخاصة الوزارات التخصص الرياضي، والهوايات الشخصية لا تخرج عن هذا الإطار، وغياب التخصصات الفكرية والفنية أو التخصصات في مجال رعاية الشباب، ويجب ألا يقلل هذا الاستنتاج من جهود البعض اللذين ساهموا بصدق، ولكن عددهم قليل أو لم تتح لهم الفرصة. 5-ـ يسير العمل في مجال مؤسسات رعاية الشباب "باستثناء الكشافة" بشكل عشوائي ووقتي دون دراسة وتخطيط سليم. 6-ـ يعاني مجال رعاية الشباب من قصور شديد في المهتمين أو المسئولين في هذا المجال من حيث التخصص والإعداد والتكوين. 7- تبين أن العمل في هذا المجال يكاد يكون مقتصرا على المدن (المركزية) ولا يوجد في باقي مناطق ليبيا. 8-ـ قلة الهيئات والمؤسسات الخاصة برعاية الشباب من حيث الكم والكيف والتي تتولى الاهتمام بهم، وشغل أوقات فراغهم، وتكوينهم فكريا بشكل سليم خاصة بعد تعرضهم لمشكلات وهزات اجتماعية. 9ـ أثبتت الدراسة بأن المؤسسات وكما هي موجودة الآن لا تؤدي الغرض المنوط بها رعاية الشباب، حيث إن جل اهتمامها في الغالب بالرياضة فقط. 10- تدني دور الوزارات الخاصة برعاية الشباب على مر خمسة عقود نتيجة لتسييس هذه الرعاية وسيطرة الدولة على كل البرامج، بالإضافة إلى عدم التخصص. 11-غياب برامج رعاية الشباب لعقود سابقة، وتركيزها إن وجدت على الجوانب المادية رسخ في ذهن الشباب أن الاهتمام بهم في أفضل حالاته هو توفير النقود والسيارات. نتائج خاصة: أ- إن مرحلة الشباب بخصائصها النفسية والاجتماعية تحتاج دائما إلى التوجيه المستمر الذي يدعم من القيم الاجتماعية والأخلاقية لديهم. ب- إن حياة الشباب الجامعي تدعم الترابط والتكافل الاجتماعي والتعاون بين الشباب بصورة عامة وتقوية العلاقات الاجتماعية بين الأعضاء التي تضمنها برامج التدخل المهني لدعم قيمة إدراك أهمية القيم الاجتماعية في الحياة. ج- إن ارتفاع معدلات البطالة والفقر الذي يعيشه الشباب يؤدي بهم للوقوع فريسة للانحراف والتطرف والإرهاب. د- إن العمل الفريقي داخل أجهزة رعاية الشباب يؤدي إلى تكامل الخدمات المقدمة للشباب. ه- إن توفر الإمكانيات المادية والبشرية المؤهلة للتعامل مع الشباب تلعب دورا هاما في توجيههم واستغلال وقت فراغهم لما يعود عليهم بالنفع. و- رعاية الشباب تؤثر في دعم القيم الاجتماعية من خلال استخدام أساليب الاتصال المهنية اللفظية وغير اللفظية والأنشطة المتعددة كالعمل التطوعي والمناقشات الجماعية. ز- لمؤسسات رعاية الشباب دور فعال بمساعدة الشباب على المحافظة والتمسك بدراستهم واستثارتهم لزيادة القراءة والاطلاع مما يزيد من إدراكهم بدورهم في بناء المجتمع. ح- تتيح برامج رعاية الشباب للشباب الفرصة بالمشاركة والتعاون في تنظيم مجتمعهم وتنمية روح الأخوة والتعاون فيما بينهم مع توجيههم للمساهمة في مشروعات إنتاجية وخدمية عامة تساعد على رفع مستوى البيئة والمجتمع. ط- تساهم برامج رعاية الشباب في نمو وتكوين شخصية الشاب ي- تساهم برامج رعاية الشباب في تكوين الجماعات التي ينضم لها الشباب وتعمل على تنمية شخصية الشباب في الأنشطة التي تلبى حاجاتهم وتتمشي مع قدراتهم وميولهم وتنمي مهاراتهم المختلفة لاكتساب الخبرة والتجارب من خلال ممارسة الأساليب الديمقراطية التي تنمي الشباب وتزودهم بالمعلومات اللازمة عن البيئة التي يعيش فيها. ك- برامج رعاية الشباب تساعد المسئولين والمختصين في القيام بالبحوث الاجتماعية لتحديد الخدمات المناسبة والمشكلات لإيجاد حلول مناسبة لها. ل- تساهم رعاية الشباب الجامعي في الإرشاد والتوجيه للشباب بحيث تتمكن الجامعة من احتواء الشباب بمختلف اتجاهاتهم داخل برامج إرشادية خاصة تهتم بما لديهم من مشكلات واحتياجات وتدعم مشاركتهم من أجل مواجهة هذه المشكلات والاحتياجات بحيث يشعر الشباب من خلال هذه البرامج بالانتماء الحقيقي للجامعة والارتباط بالقيم الوطنية. م- تساهم برامج رعاية الشباب من خلال برامجها من العناية وتطوير البرامج الأسرية ومن المسلم به أن الأسرة تلعب دورا حيويا في تنشئة الشباب وتزويدهم بالقيم الأساسية خلال هذه المرحلة الهامة من حياتهم ثم يتعين الاهتمام برعاية الأسرة كافة. ن- تساهم برامج رعاية الشباب بدعم سياسات الإعلام الشبابي وتزويدها بالإمكانيات تجعلها تسهم بفعالية في توطيد القيم الوطنية الإيجابية عند الشباب وحفزه نحو المشاركة أكثر فأكثر في برامج تنمية المجتمع. المقترحات: ترى الباحثة أن من الأهمية بمكان العمل على تحقيق مقومات الرعاية الاجتماعية للشباب واكتمالها، وذلك وفق أساليب الممارسة المهنية الآتية: 1 - الأسلوب العلاجي: أ – ضرورة حث المعلمين بالمدارس على المشاركة في رفع المستوى الصحي للطلاب. ب– التكامل والتنسيق الواعي بين المسؤولين عن أجهزة الإعلام والمشرفين على المؤسسات التعليمية بما يحقق التعاون بين أجهزة الإعلام والتعليم. ج– إن العلاقة بين أولياء أمور الطلاب وبين الهيئة الإدارية والتدريسية في المدرسة ذات أهمية عظيمة وانعكاس مباشر على تحصيل الأبناء واستفادتهم من المدرسة، ويساعد ذلك على حل الكثير من مشكلاتهم، فيجب الاستفادة من هذه المعطيات لتقويم سلوك الطلاب. د– ضرورة الاهتمام بإعداد المعلم القادر على أن يكون قائداً تربوياً، ومصلحاً اجتماعياً، وقدوة حسنة لطلابه، يحثهم على البحث والتفكير، ويبث فيهم حب المعرفة والاطلاع؛ وذلك من خلال إخراج خطط التدريس الجامعي لتكون محققة لهذه الغايات، ويجب تقويمها دورياً لتواكب مستجدات الحياة. 2 - الأسلوب الوقائي: أ – الاهتمام بالبرامج الوقائية الصحية التي تقدمها فرق طبية مزودة بأطباء ومساعدين فنيين من خلال القيام بجولات على المناطق التعليمية، والتأكد من سلامة البيئة المدرسية وتزويدها بلوازم الإسعاف الأولي، ومحاربة ظاهرة التدخين بين أوساط الشباب. ب– التقليل من الاستعانة بمباني المدرسية مستأجرة؛ وذلك لافتقارها للمرافق المدرسية المهمة المخصصة لممارسة الأنشطة المختلفة. ج– العمل على زيادة التعاون والتنسيق بين امانة التعليم والقطاعات الأخرى التي ترعى الفئة نفسها من الشباب ادارة مكافحة المخدرات، هيئة الاوقاف، والروابط الشبابية، وتكثيف ذلك التعاون إن كان قائماً بما يحقق للشباب الرعاية والعناية المنظمة والشاملة. 3 - الأسلوب الإنمائي: أ – الاهتمام بتطوير المناهج المدرسية بما يوافق التطور العلمي ويخدم حاجات المجتمع وحاجات الطلاب الفعلية؛ إذ إن المنهج في الوقت الحالي يضم موضوعات لا تواكب هذا التقدم، ولا تراعي الفروق الفردية بين الطلاب بدقة، رغم كثافة المعلومات في المناهج وتكرار الكثير منها في المراحل الدراسية المختلفة. ب– تقدير التفوق والإبداع لدى العاملين في مجال التعليم؛ وذلك بتشجيعهم وتقديم الحوافز لهم وتوفير الإمكانات والوسائل والوقت الكافي لهم. ج– الاهتمام بالموهوبين ومساعدتهم ببرامج خاصة، تناسب قدراتهم وتنميها، وفي نفس الوقت تكثيف الاهتمام بالمتأخرين دراسياً؛ وذلك بدراسة حالاتهم وتقديم المساعدة اللازمة لهم. د– الوقوف على آراء المدرسين بشكل عام فيما يخص تقويم المناهج والاسترشاد بمرئياتهم. هـ– استطلاع آراء الطلبة بشأن القضايا التي تتعلق بهم وإعطاؤهم فرصة لتقويم الأساتذة، ولا سيما مستوى التعليم المتوسط والجامعي. أما ضرورة التنسيق على مستوى برامج رعاية الشباب فإنها تبرز في تكوين جهاز مركزي يوزع المسؤوليات بين الأجهزة التي ترعى قطاعات الشباب، وبذلك ستتحقق المكاسب الآتية: أ – توفير الجهود والإمكانات الموجهة لرعاية الشباب، ويجب إدراك أن تكون المكاسب والفوائد من هذه الجهود موازية لما يبذل من إمكانات. ب– اتساع رقعة الخدمات الموجهة للشباب؛ لأن عملية التنسيق تحقق التكامل بين الخدمات وتقلل من الازدواجية أو التركيز بشكل كبير على فئة دون أخرى. ج– توحيد الخطط والسياسات الموجهة لرعاية الشباب على مستوى البلاد