Abstract
مسرحية "نهاية اللعبة" (1957م) للكاتب المسرحي الإرلندي الفرنسي صمويل بيكيت (1909-1989م) تكشف لنا من خلال عناصرها المختلفة كالمكان والزمان والأشياء والشخوص والحوارات الدائرة بينها عن العبثية لأنها تعيش مكرهة في عزلة تامة عن العالم الخارجي داخل غرفة مغلقة وشبه مظرمة تنبعث منها الروائح الكريهة وتسودها الرتابة والملل والفراغ والضياع لبعدها عن الحياة. تنتمي هذه الشخصيات إلى ثلاثة أجيال تعاني جميعاً من العاهات الجسدية والنفسية... يُحرركها بيكيت بقدرة ودقة، كلاعب الشطرنج الماهر. إنها تعيش مقترنة بالحاجز المكاني في حالة من الحصار الأبدي تجتر حواراتها المتقطعت وجملها المبتورة المفككة التي يتخللها الكثير من الصمت دون معنى أو هدف. ولأن الشخصية تكتفي بالكلام والثرثرة بدل الفعل، فإنها تفقد ذاتتها وتتحول إلى مجرد صفر. ولهذا فإن المسرحية تعكس الفراغ التام الذي عبّر عنه كلوف بـ"لا شيء لا شيء لا شيء،" إنها يعيشون فقط في انتظار النهاية ولكن دون وعي بالزمن. إن المأساة التي تعانيها الشخصيات تعكس العجز والعوز والبؤس والخواء الفكري... الذي يعيشة الإنسان حقيقة على أرض الواقع. وقد انتهج بيكت للتعبير عن نظريته التشاؤمية تجاه عصره بالبساطة والعمق والإختصار وبـ"الفكاهة السوداء."