ملخص
تقع الصومال في اقصى شرق القارة الافريقية والتي تشبه في تكوينها قرن الحيوان الكركدان واسع الانتشار في القارة الافريقية ولذا أطلق عليه أسم القرن الافريقي) .( إن موقع الصومال المهم الذي يطل على مضيق باب المندب، المنفذ الجنوبي للبحر الاحمر، الذي بدوره دفع الولايات المتحدة الامريكية الى تعزيز وجودها في الصومال للتحكم والسيطرة على حركة النفط الذي يأتي من دول الخليج العربي، والوقوف ضد اي مطامع روسية بمنطقة القرن الافريقي وخاصة العلاقة التاريخية ما بين الاتحاد السوفيتي سابقا (روسيا) وأثيوبيا. ولا تتوقف أهمية الصومال في موقعه الجغرافي الهام فقط، بل يتعداه إلى الموارد والثروات الطبيعية الأخرى، كاحتياطي كبير من الغاز الطبيعي، والنفط، والحديد، والجبس، والقصدير، والنحاس، والملح. وبالإضافة الى ثروات حيوانية وبحرية وزراعية كبيرة. عندما نستعرض علاقات الصومال مع دول الجوار كأثيوبيا مثلاً، لم تكن العلاقات التي مرت بها بينهم طبيعية، بل سادها نوعاً من التوتر وعدم الاستقرار. فقد بدأ الصراع بينهم منذ القرن الثالث عشر الميلادي وسمى المؤرخون ذلك الصراع بصراع المسجد والكنيسة في القرن الافريقي. فمنذ ذلك الوقت حتى اليوم تعتبر أثيوبيا أكثر دولة إقليمية ودولية مؤثر في الشؤون الصومالية من ناحية عدم استقراره، وأثيوبيا عبر تاريخها ساعدت أو تحالفت مع المستعمر الاجنبي في احتلال الصومال( ). وكنتيجة لما سبق ذكره حول اهمية هذا البلد المهم بموقعه، جعل بعض القوى الدولية تسعى للحصول على موطئ قدم لها بمنطقة القرن الافريقي. وايضاَ كنتيجة لانفجار الوضع القبلي بين ابناء الصومال وتفاقمه، زد على ذلك الاقتتال الذي اندلع ما بين الفصائل الصومالية، بالإضافة الى التدخل الخارجي الذي فاقم من الصراع وعقده بالصومال. وكانت نتيجته نزوح الكثير من السكان من قراهم، وايضا هجرة بعضهم لدول الجوار. ولقد استمر الوضع المأساوي بالصومال لغاية الان دون الوصول لحل ينهي الصراع بهذا البلد العربي الافريقي المهم بموقعه. ان استمرار الازمة الصومالية إنما مرده الى الضعف والعجز لهيئة الأمم المتحدة التي من مهامها حفظ الامن والسلم الدوليين. كذلك عجز جامعة الدول العربية في الوصول لحل سلمي ينهي الصراع بهذا البلد العضو بها، وكذلك عدم ملء الفراغ بهذه المنطقة الافريقية المهمة شجع بعض القوى الكبرى من ملء ذلك الفراغ، وبالتالي ترتب عليه نتائج سلبية على منطقة القرن الافريقي نتج عنه خلق بؤر لصراع تزداد يوماً بعد يوم.