ملخص
بات الاهتمام برياض الأطفال والاعتراف بدورها الهام في العملية التربوية والتعليمية أمرا لا يمكن غض الطرف عنه باعتبارها سمة ضرورية يفرضها تطور الحياة بإيقاعها السريع فقد زاد الاهتمام بها وبتربية الطفل من خلالها لأنها بحق مرحلة ضرورية للتمهيد لمسار العملية التعليمية والتربوية فيما بعد . وهي بذلك تستحق الاهتمام لما لها من دور هام في تشكيل شخصية الطفل ورسم أبعاد نموه المختلفة سواء الجسمية, والحركية والعقلية والإدراكية, أو اللغوية, أو الجمالية, أو النفسية الانفعالية, أو الاجتماعية أو الخلقية, أو المهارية, وهي المدرسة التي لا يملها الطفل فهي مشوقة بكل ما فيها من أنشطة حركية جسمية ومثيرات ومحفزات عقلية نشطة, تساعده علي تكوين المفاهيم البسيطة من خلال إثراء قدراته الإدراكية بالانتباه والتركيز والإحساس والبحث والتحري, ويتمثل الأساس اللغوي للطفل في هذه المرحلة في تعزيز نموه, وترسيخ نبرات كلامه, وطريقة تحدثه, بالإنصات الجيد والكلام المتواصل . وعلي المستوي النفسي, فإن الطفل في نموه النفسي في حاجة مستمرة إلي الشعور بالأمان والحنان والحرية في التعبيرعن ذاته, وعن مشاعره وأحاسيسه. وأما علي المستوي النمو الاجتماعي, فالطفل عادة ما يكون في حاجة ملحة إلي أجواء اجتماعية وعلاقات إنسانية وانتماء اجتماعي وتقدير من البالغين له, كما يكون في حاجة الي سلطة ضابطة حازمة تبين له ما يجب أن يفعل وما لا يجوز له فعله في ظل معاملة أبوية تتسم بالحنان الممزوج بالحزم الهادف, وأمومة تتسم بالدفء والحنان . ولما كان نجاح مؤسسات رياض الأطفال في تحقيق أهداف يعتمد علي عدة عوامل, لعل من أهمها ما يوفره البرنامج المعد للروضة من مناخ تعليمي مؤثر يحقق تنمية شاملة للطفل, ويرفع من مستوي ذكائه, كما يعمل علي إشباع حاجات الطفل الإنسانية من خلال ما يحتويه من خبرات متنوعة تقابل تلم الحاجات. ومن ثم فإن تقييم المنهج المطبق في رياض الأطفال بشعبية طرابلس لمعرفة مدي ملاءمته لأهداف المرحلة وفلسفتها يعد مشكلة الدراسة الأساسية والذي تطلب الإجابة علي التساؤلات التالية :- 1- ما لواقع الحالي لمنهج رياض الأطفال بشعبية طرابلس ؟ ومن هذا السؤال الرئيس يتفرع جملة من التساؤلات التالية :- - ما مدي ارتباط منهج رياض الأطفال بجوانب النمو العقلي للأطفال ؟ - ما مدي ارتباط منهج رياض الأطفال بجوانب النمو الجسمي للأطفال ؟ - ما مدي ارتباط منهج رياض الأطفال بجوانب النمو الانفعالي للأطفال ؟ - ما مدي ارتباط منهج رياض الأطفال بجوانب النمو الاجتماعي للأطفال ؟ - ما مدي ارتباط منهج رياض الأطفال بجوانب النمو اللغوي للأطفال ؟ 2- ما التصور المقترح الذي يحقق أهداف المرحلة وفلسفتها ؟ وقد تمثلت أهمية الدراسة في تقييم المنهج المطبق حاليا في رياض الأطفال بشعبية طرابلس مع وضع تصور مقترح يعتمد علي تكامل المفاهيم وترابطها بما يحقق أهداف المرحلة وفلسفتها وتحددت أهمية الدراسة أيضا في أنها تعرضت لمرحلة عمرية من اهم المراحل في عمر الإنسان وهي مرحلة ما قبل المدرسة حيث يؤكد علماء التربية وعلم النفس علي أنها من أهم سنوات العمر باعتبارها الفترة العمرية الحاسمة لرسم الخطوط الأساسية لشخصية الإنسان . وقد شكلت مؤسسات رياض الأطفال بشعبية طرابلس مجتمع الدراسة الذي تكونت عينته من المنهج المقرر في هذه المؤسسات والمعمول به من قبل المعلمات المتمثل في دليل المربية الصادر عن الإدارة العامة للتعليم العام قسم رياض الأطفال والمقسم إلي سبعة مجالات أساسية تتمثل في : التربية الإسلامية, النشاط اللغوي, الحساب التربية الرياضية, التربية العملية والصحية, التربية الفنية, التربية الموسيقية والأناشيد . وأما حدود الدراسة فقد اقتصرت علي تحليل محتوي المنهج المطبق في رياض الأطفال بشعبية طرابلس والمتمثل في دليل المربية علي اعتبار ترجمة المنهج الأطفال بشعبية طرابلس والمتمثل في دليل المربية علي اعتبار ترجمة للمنهج الحالي برياض الأطفال وصولا إلي إعداد الإطار العام للمنهج المقترح مشتملا علي الأهداف ومخطط المحتوي واستراتيجيات واساليب التقويم المقترحة وللإجابة علي مشكلة الدراسة الرئيسية والتساؤلات الفرعية أتبعت الباحثة الخطوات التالية :- 1- إعداد قائمة مبدئية بالمفاهيم الواجب توافرها في منهج رياض الأطفال من خلال مراجعة بعض الدراسات والمصادر العلمية في هذا المجال والتي تتناول مفهوم رياض الأطفال وفلسفتها وأهدافها ومقوماتها العلمية والتربوية . 2- عرض قائمة المفاهيم السابق إعدادها علي مجموعة من المحكمين للتعرف علي مدي مناسبتها لهذه المرحلة . 3- إعداد قائمة في صورتها النهائية بعد تعديلها في ضوء أراء المحكمين. 4- تحليل محتوي منهج رياض الأطفال بشعبية طرابلس في ضوء القائمة المعدلة وتمت عملية تحليل المحتوي في إطار الخطوات التالية :- أ- توضيح المقصود بعملية تحليل المحتوي . ب- تحديد عينة التحليل وأهدافه . ت- إجراء عملية التحليل . ث- رصد النتائج النهائية لعملية التحليل وتفسيرها . وقد خرجت الباحثة من خلال الخطوات السابقة بقائمة بالمفاهيم الواجب توافرها في منهج رياض الأطفال اشتملت علي (148) مفهوما موزعا علي المجالات التالية :- المجال اللغوي, المجال الحسابي, المجال الجسمي, المجال الاجتماعي, المجال الانفعالي, "المجال الفني " الرسم الموسيقي "المجال الديني " الروحاني "المجال العلمي "المفاهيم العلمية" المجال البيئي . 5- إعداد الإطار العام للمنهج المقترح لرياض الأطفال بشعبية طرابلس من خلال دراسة وتحليل عدة مصادر منها :- أ- نتائج بعض البحوث والدراسات السابقة في مجال رياض الأطفال . ب- توصيات وقرارات مؤتمرات وندوات وحلقات النقاش التي تدار في مجال رياض الأطفال والاهتمام بمرحلة الطفولة المبكرة . ت- مراجعة بعض المصادر العلمية التي تناولت أهمية مرحلة الطفولة المبكرة ورياض الاطفال . ث- مراجعه أهداف البنية التعليمية الجديدة الخاصة بمرحلة رياض الأطفال. ومن ضمن الأهداف التي حققتها الدراسة :- التعرف علي الواقع الحالي لمنهج رياض الأطفال بشعبية طرابلس, ومعرفة مدي ارتباطه بجوانب النمو "العقلي, الجسمي, الانفعالي, الاجتماعي, اللغوي" لأطفال الروضة وكذلك وضع تصور مقترح يعتمد علي تكامل المفاهيم وترابطها بما يحقق أهداف المرحلة وفلسفتها . وتكونت هذه الدراسة من خمسة فصول, تناول الفصل الأول منها :- أساسيات الدراسة وهي : مشكلة الدراسة, التساؤلات, الأهداف, الأهمية, العينة... إلي تحديد مفاهيم الدراسة المتمثلة في :- رياض الأطفال, المنهج. التقييم. في حين تناول الفصل الثاني الدراسات السابقة, التي تم تقسيمها إلي ثلاثة محاور, المحور الأول تناول الدراسات التي أجريت في البيئة المحلية, أما المحور الثاني فقد عرض دراسات أجريت في البيئة العربية, بينما عرض المحور الثالث الدراسات الأجنبية . أما الفصل الثالث فقد تناول الإطار النظري لهذه وقد تم تقسيمة إلي محورين :- استهدف المحور الأول عرض خصائص نمو طفل الروضة, وأبرز عناصر هذا المحور تدور حول مبادئ عامة حول مفهوم النمو , ومعني النمو, وأهمية دراسة النمو, ومراحل النمو, والقوانين العامة للنمو, والعوامل المؤثرة في النمو وأهم مطالب النمو في مرحلة الطفولة المبكرة والتي تشتمل علي مطالب النمو الجسمي, ومطالب النمو العقلي, ومطالب النمو الاجتماعي, ومطالب النمو الانفعالي, ومطالب النمو اللغوي, أما المحور لثاني فقد تناول رياض الأطفال من حيث مفهومها , والتطور التاريخي للاهتمام بالطفولة المبكرة ورياض الأطفال, وأهداف رياض الأطفال, وأهمية مرحلة رياض الأطفال ودورها الفعال في العملية التربوية ومكانتها في السلم التعليمي المعاصر, ونتائج المؤتمرات العالمية وانعكاساتها علي تربية الطفل في دور الحضانة ورياض الأطفال, مع عرض الاتجاهات التربوية المعاصرة في مجال تربية طفل ما قبل المدرسة, والمبادئ والشروط الرئيسية التعلم والتعليم في رياض الأطفال, والمبادئ العامة التي يتم في ضوئها إعداد واختيار وتنظيم محتوي برامج الأنشطة لأطفال الروضة ... وأما الإطار العملي لهذه الدراسة فقد تم معالجته في الفصل الرابع, الذي انقسم الي محورين اثنين تناول, تناول الأول منه دراسة لواقع المنهج المطبق حاليا في رياض الأطفال بشعبية طرابلس المحور, وقد تمت هذه الدراسة في إطار التعريف بمفهوم المنهج في رياض الأطفال, وأهمية تعلم المفاهيم في مرحلة رياض الأطفال . أما المحور الثاني من الإطار العملي لهذه الدراسة فقد تم فيه وضع الإطار العام لمنهج رياض الأطفال المقترح . أما الفصل الخامس من هذه الدراسة فقد تناول ملخص الدراسة ونتائجها وتوصياتها ومقترحاتها, وقد شمل أيضا قائمة المراجع والملاحق . ومن أهم النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة :- * أن محتوي منهج رياض الأطفال لم يتضمن إلا عداد محدودا جدا من المفاهيم الواجب توافرها في منهج رياض الأطفال التي وردت متناثرة وليس لها هدف محدد, ومن تم فهمي لا تسهم في تحقيق أهداف المرحلة وفلسفتها . * أن المجالات التي تعرضت لبعض المفاهيم لم يكن القصد منها تحقيق أهداف رياض الأطفال, وإنما وجدت فقط لطبيعة المجال ومتطلباته العلمية. وهي بذلك لا تستهدف النمو الشامل والمتكامل للطفل, ولا تهدف لتحقيق أهداف مرحلة رياض الأطفال . * افتقار المجالات لعرض أبرز التطور والتقنيات التربوية في حقل رياض الأطفال التي من الأهمية بمكان تناولها ضمن المناهج الدراسية بكافة المستويات التعليمية علي اختلاف تخصصاتها, فما بالك بضرورة تضمينها في مناهج الطفولة المبكرة . * افتقار الدليل إلي أنشطة تعليمية واضحة تعكس أهداف المنهج مما أدي إلي اتجاه الروضة إلي التعلم المدرسي والواجبات المدرسية . ثانيا :- توصيات الدراسة :- في ضوء إجراءات الدراسة ونتائجها يمكن تديم التوصيات التالية :- 1- ضرورة اهتمام الجهات المسئولة بالإشراف علي مؤسسات رياض الأطفال بوضع أهداف واضحة ومحددة للرياض بحيث تكون نابعة من حاجات ومتطلبات نمو الطفل في هذه المرحلة . 2- الابتعاد عن الطريقة الحالية في إعداد المناهج والبرامج التي تشبه المواد الدراسية المنفصلة إلي حد كبير ليحل محلها الاتجاه الذي يعتمد علي اللعب والنشاط . 3- أن يحتوي منهج الروضة علي البرامج والأنشطة التي تكون نابعة من حاجات الأطفال ومطالب نموهم وقدراتهم, علي أن تتميز تلك البرامج بالمرونة والشمولية لجميع نواحي شخصياتهم . 4- إنشاء مراكز للدراسات الخاصة بثقافة الطفل ومتطلباته, مهمتها التعرف علي عادات وميول الأطفال وحاجاتهم المختلفة في مختلف أعمارهم, ومهمتها توفير المواد الثقافية اللازمة لكل مرحلة من مراحل عمر الطفل . 5- العمل علي إقامة ندوات ولقاءات مشتركة بين الهيئات والمؤسسات التربوية المسئولة علي الطفولة, للاطلاع علي أبرز التطورات والتقنيات التربوية, بهدف تبادل الخبرات واستكمال متطلبات رياض الأطفال من أنشطة وبرامج وألعاب تسهم بشكل مباشرة في إشباع حاجات الطفل . 6- ضرورة أن يقوم بإعداد برامج ومناهج رياض الأطفال فريق عمل, يتضمن الفريق أعضاء من كافة التخصصات " التربية وعلم النفس, علم نفس النمو, علم نفس الطفولة, علم نفس الاجتماعي ,المناهج وطرق التدريس ...الخ". ثالثا :- مقترحات الدراسة :- تقدم الباحثة عدة مقترحات لتكون مجالا لبحوث مستقبلية :- 1- إعداد وحدات تدريسية تفصيلية للمنهج المقترح وتجريبها وقياس مدي تأثيرها علي أطفال الروضة . 2- دراسة تتبعيه لتطور رياض الأطفال في الجماهيرية. 3- دراسة تجريبية مقارنة لمعرفة أثر التربية داخل رياض الأطفال وخارجها علي نمو الطفل العقلي واللغوي وعلاقة ذلك بالنمو الاجتماعي . 4- دراسة مقارنة لأنماط التربية داخل مؤسسات رياض الأطفال بين الدول العربية . 5- دراسة مسحية وصفية للسمات الشخصية لمعلمة الروضة وعلاقتها بالتوافق النفسي والاجتماعي لدي أطفال الروضة .