ملخص
سعت الدراسة إلى الوقوف على الجانب التطبيقيّ للقواعد النحويّة المتّصلة بحروف الجرّ، والتعرّف على وظائفها النحويّة والدلاليّة من خلال النصّ القرآنيّ. واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفيّ وإجراءاته المتمثّلة في جمع المعلومات وتصنيفها وتحليلها وتفسيرها ومقارنتها واستخلاص النتائج منها. ووَفْقَ طبيعة الدراسة وما اشتملت عليه قسّمها الباحث إلى: مقدّمة، وتمهيد، وفصلين، وخاتمة؛ اشتمل كلّ فصل على خمسة مباحث. وأسفرت الدراسة عن جملة من النتائج أهمها: • للزمخشريّ آراء في معاني حروف الجرّ انفرد بها ولم أقف عليها عند غيره. • رفض الزمخشريّ فكرة نيابة حروف الجّر بعضها عن بعض، ورأى وجوب إبقاء كلّ حرف على معناه، والتفتيش عن صحّة وقوعه موقع غيره ببيان سبب المخالفة بين الحروف المتعاقبة، أو إبقاء كلّ حرف بمعناه، وتضمين العامل معنى عامل آخر يناسب حرف الجرّ المصاحب. • كثيراً ما يجنح الزمخشريّ إلى تفسير المعنى ويغلِّبه على تفسير الإعراب؛ الأمر الذي أدّى إلى فهم عباراته من قبل بعض النحاة في القديم وبعض الباحثين في الحديث فهماً غير صحيح، من ذلك ما نسب إليه من أنّه يرى أنّ "مِنْ" التبعيضيّة تكون اسماً مفعولاً به بمعنى بعض. ويوصي الباحث بدراسة الإضافة في هذا التفسير؛ لتتميم دراسة ظاهرة الجرّ، ولكثرة استعمال المركّب الإضافيّ في الكلام العربيّ، وكثرة المسائل الخلافيّة التي دارت بين النحاة في كثير من جوانبها، والتعرّف على معانيها واستخداماتها من خلال السياق.