ملخص
لقد تم تناول موضوع الاستنساخ لِمَ له من أهمية ، وهو يُعد من القضايا التي حظيت باهتمام العلماء وشدت إليه انتباه الفقهاء والمشرعين في القرن الأخير سواء من المؤسسات العلمية والدينية ، والسياسية ، والقانونية ، والاجتماعية ، وما أثير حوله من نقاش علمي وضجة إعلامية ما زال صداها يتردّد في وسائل الإعلام ، وما أثارته من تساؤلات حول مصير البشرية ومستقبلها ؛ لذا فالاستنساخ هو من القضايا المطروحة على بساط البحث العلمي سواء ما يتعلق منها باستنساخ النبات أو الحيوان أو الإنسان ، فهي حالة لا يحدّها جهد فردي ، ولا يستقصي تداعياتها مجهود أحادي ، وإنما تحتاج إلى جهد جماعي مضاعف من الدولة وأهل الاختصاص في كثير من مجالاتها الدقيقة ، كالطبية والفقهية ، والقانونية ، والاجتماعية ، والنفسية ، والأخلاقية ، حتى يتسنى لنا الوقوف على أبعادها وسلبياتها ، وما هو موجود منها وما يتوقع وجوده ، ليتيسّر لنا استنباط الأحكام المناسبة لها من أصول الشريعة الإسلامية، وقد شهد هذا العصر العديد من التطورات العلمية الهائلة في شتى المجالات ، أهمها الاستنساخ ، خاصة بعد اكتشاف العلماء المادة الجينة الوراثية وكيفية التحكم في الجهاز الوراثي للإنسان ليتسنى لهم التحكم في برمجة الجنس البشري وفق نماذج وتصميمات معدّة سلفاً .