نقل وزراعة الأعضاء البشرية في ميزان الشريعة الإسلامية

تاريخ النشر

2016-10

نوع المقالة

مقال في مجلة علمية

عنوان المجلة

المكتب الوطني للبحث و التطوير - طرابلس

الاصدار

Vol. 2016 No. 0

المؤلفـ(ون)

علي جمعة أبو عميّد

الصفحات

1 - 25

ملخص

تتجلى هذه الدراسة في موضوع نقل وزراعة الأعضاء البشرية ، بحيث أصبح هناك مجال يتيح للأطباء نقل وزراعة الأعضاء البشرية من إنسان إلى آخر ، واستغلال هذا من سماسرة البشر للأحياء والأموات على حد سواء ، وباتوا يستغلون الفقراء باستئصال أعضاء من أجسامهم وبيعها ، وبرزت ظاهرة الاستخدام السيئ لمشروعية نقل الأعضاء البشرية في هذا العصر ؛ الأمر الذى أدى إلى استغلال الفقراء ببيع أجزاء من أجسادهم مقابل الأموال . وبالتالي فإن موضوع نقل وزراعة الأعضاء البشرية ليس حديثاً وإنما هو قديم ، ولكنه انتشر في نهاية القرن العشرين ، إلا أن إباحة نقل وزراعة الأعضاء البشرية دون ضوابط شرعية قد يؤدي إلى استغلاله بشكل غير مشروع من قبل العديد من الجهات ، وقد يصبح هذا العمل حلقة الوصل بين إنقاذ المرضى وهلاك الفقراء ؛ لأن شراء الأعضاء البشرية من المحتاجين قد يصبح منتشراً في غياب الرقابة الشرعية والقانونية. لذا فإن الشريعة الإسلامية أذنت في عملية نقل وزراعة الأعضاء البشرية بضوابط مقيدة ودقيقة ، وذلك من خلال رجحان الرأي القائل بأن جسم الإنسان يعدّ من الحقوق المشتركة بين الله وبين العبد مع تغليب حق - الله سبحانه وتعالى - والرأي القائل بإباحة الانتفاع بجسد معصوم الدم في حالة وفاته ، وجواز انتفاع الإنسان باقتطاع جزء من جسده لنفسه في حالة الضرورة التي تستدعي النقل والزرع ، شريطة إذن ورضاء المريض ، وقبول جسم المتبرع له للعضو المنقول ، وألا يترتب على النقل ضرر بالمتبرع وألا يكون النقل أو الزرع مخالفاً للنظام والآداب العامة ، وهو ما انتهى إليه قرار المجمع الفقهي الإسلامي الذي انعقد بمكة.