ملخص
مقدمة: يشهد العالم اليوم مجموعة من التحديات في مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبرزت ظاهرة النظام العالمي الجديد والتكتلات السياسية والاقتصادية والعولمة الثقافية، بالإضافة إلى جملة التحديات الإقليمية والمجتمعية التي تواجه كل مجتمع على نحو خاص، وقد نتج عن هذه التحديات بأبعادها المختلفة ضرورة إصلاح النظام التربوي وعناصره. وقد شكلت هذه التغيرات تحديات واجهت المؤسسات التعليمية والتربوية في العالم العربي عموماً وفي المجتمع العربي الليبي خصوصاً، مما حملها على إعادة النظر في قبول كثير من المسلمات، ودفعها إلى البحث عن مفهوم جديد لإدارة المدرسة، يخرجها من التفكير التقليدي إلى عالم أوسع في الفكر المستقبلي البعيد عن القيود التقليدية والذي يدفعها إلى تغيير أساليب ممارستها لوظائف الإدارة المدرسية بمختلف أنواعها وأشكالها، فبرزت الحاجة إلى إداريين مبدعين لممارسة وظائف الإدارة المدرسية بأسلوب أكثر فاعلية وكفاءة، ليدفعوا بعملية تطوير الإدارة المدرسية قدماً للأمام. مشكلة الدراسة وأسئلتها: تتحدد مشكلة الدراسة في الإجابة عن السؤال الرئيس التالي: كيف يمكن تنمية الإبداع الإداري لمديري المدارس الثانوية بليبيا في ضوء الاتجاهات الإدارية المعاصرة؟ ويتفرع عن السؤال الرئيس مجموعة من الأسئلة الفرعية على النحو التالي: 1) ما الأطر النظرية للإبداع الإداري؟ 2) ما الاتجاهات الإدارية المعاصرة لتنمية الإبداع الإداري؟ 3) ما واقع إدارة المدارس الثانوية بليبيا والصعوبات التي يواجهها؟ 4) ما واقع ممارسة الإبداع الإداري لمديري المدارس الثانوية بليبيا من وجهة نظر أفراد العينة؟ 5) ما التصور المقترح لتنمية الإبداع الإداري لمديري المدارس الثانوية بليبيا؟ أهداف الدراسة: تتمثل أهداف الدراسة إلى: 1) التعرف على الأطر النظرية للإبداع الإداري. 2) الوقوف على أهم الاتجاهات الإدارية المعاصرة لتنمية الإبداع الإداري (إدارة الجودة الشاملة، إدارة الوقت)؟ 3) الكشف عن واقع إدارة المدارس الثانوية بليبيا والصعوبات التي تواجهها. 4) الكشف عن واقع ممارسة مديري المدارس الثانوية للإبداع الإداري بليبيا من وجهة نظر أفراد العينة. 5) وضع تصور مقترح لتنمية الإبداع الإداري لمديري المدارس الثانوية بليبيا. أهمية الدراسة: تستمد هذه الدراسة أهميتها من عدة اعتبارات يمكن عرضها في الآتي: 1) تدرس موضوعاً تربوياً مهماً وهو الإبداع الإداري وذلك لمواكبة الجهود الداعية إلى تطوير الممارسة الإدارية للمديرين، وخاصة مدير المدرسة الثانوية للحصول على توكيد الجودة والاعتماد للمؤسسات التعليمية، ومن بينها المدرسة الثانوية. 2) قد يستفيد من هذه الدراسة كل من: • مديري المدارس الثانوية بشكل خاص، ومديري مدارس التعليم الأساسي بشكل عام. • القائمين على متابعة مديري المدارس الثانوية مثل مكاتب التعليم ومكاتب التفتيش التربوي. • الباحثين في مجال الإدارة المدرسية وتنمية الإبداع. 3) قد تفيد الدراسة واضعي السياسات ومتخذي القرارات التعليمية في توجيه وإرشاد مديري المدارس من خلال القرارات الوزارية نحو الإبداع الإداري في ممارسة الأعمال الإدارية والفنية. 4) سعت هذه الدراسة إلى تقديم بعض الإجراءات المقترحة لتنمية الإبداع الإداري لمديري المدارس الثانوية والذين يقع على عاتقهم التجديد والتطوير للتعليم الثانوي. 5) قد تسهم الدراسة في تنمية الإبداع الإداري لمديري المدارس الثانوية نتيجة تطبيقهم للاتجاهات الإدارية المعاصرة في إدارة الجودة الشاملة وإدارة الوقت. حدود الدراسة: اقتصرت مجال الدراسة على الحدود التالية: 1) الحدود الموضوعية: وضع تصور مقترح لتنمية الإبداع الإداري لمديري المدارس الثانوية بطرابلس (قصر بن غشير) في ضوء بعض الاتجاهات الإدارية المعاصرة (إدارة الوقت، إدارة الجودة الشاملة). 2) الحدود البشرية: اقتصرت الدراسة على عينة عشوائية من إداريي ومعلمي مرحلة التعليم الثانوي بطرابلس (قصر بن غشير). 3) الحدود المكانية: تم تطبيق أداة الدراسة على مدارس التعليم الثانوي بطرابلس (قصر بن غشير). منهج الدراسة وأداتها: اعتمدت الدراسة الحالية على المنهج الوصفي الذي يحاول وصف الظاهرة موضوع الدراسة وتحليل بياناتها، وبيان العلاقة بين مكوناتها، ويُعرف المنهج الوصفي على أنه دراسة الأحداث والظواهر والممارسات القائمة والموجودة والمتاحة للدراسة والقياس كما هي، دون تدخل من الباحث في مجرياتها، ويستطيع الباحث أن يتفاعل معها فيصنفها ويحللها كما هي في الواقع. واستخدمت الباحثة إحدى أدوات المنهج الوصفي وهي الاستبانة للتعرف على واقع ممارسة الإبداع الإداري في المدارس الثانوية والكشف عن أهم المعوقات التي يواجهها للتوصل إلى بعض المقترحات لتنميته في ضوء الاتجاهات الإدارية المعاصرة. فصول الدراسة: اشتمل البحث على ستة فصول على النحو التالي: الفصل الأول: تم تحديد الإطار العام للدراسة من حيث مقدمة الدراسة، مشكلة الدراسة وأسئلتها، وأهدافها، وأهميتها، وحدودها، وكذلك منهج الدراسة وأداتها، ثم مصطلحات الدراسة والدراسات السابقة. الفصل الثاني: تحديد الأسس النظرية للإبداع الإداري لمديري المدارس حيث تشمل عرضاً لمفاهيم الإبداع، ومستوياته مراحله وعناصره وخصائصه، ثم الإبداع الإداري وأهميته والعوامل التي تساعد على تحقيقه وعناصره وخصائصه ومبادئه، ثم المراحل والمعوقات وأساليب تنميته. الفصل الثالث: الاتجاهات الإدارية المعاصرة لتنمية الإبداع الإداري، عرض إدارة الجودة الشاملة، يليها إدارة الوقت من حيث مفهوم كل منهما والمبادئ والاتجاهات الفلسفية والأساليب وخصائص وأساليب ومضيعات الوقت. ثم عرض دور إدارة الجودة وإدارة الوقت في تنمية الإبداع الإداري، والعلاقة بينهما. الفصل الرابع: واقع إدارة المدارس الثانوية في ليبيا حيث تم عرض نشأته وتطوره والأسس العامة التي يرتكز عليها وإدارة التعليم الثانوي ومستوياته ومفهومه وأهدافه ثم واقع الإدارة المدرسية والهيكل التنظيمي والمشكلات التي تواجهه. الفصل الخامس: الدراسة الميدانية: بهدف الوقوف على واقع ممارسة مديري المدارس الثانوية للإبداع الإداري في ليبيا من خلال إدارة الجودة الشاملة وإدارة الوقت باستخدام أداة الاستبانة وتوزيعها على عينة من الإداريين والمعلمين بمدارس التعليم الثانوي بقصر بن غشير ومعالجتها إحصائياً، ثم نتائج الدراسة الميدانية وتحليلها وتفسيرها في ضوء معطيات الدراسة. الفصل السادس: التصور المقترح لتنمية الإبداع الإداري لمديري المدارس الثانوية بليبيا في ضوء إدارة الجودة الشاملة وإدارة الوقت من خلال نتائج الدراسة الميدانية. نتائج الدراسة: توصلت الدراسة إلى عدة نتائج يمكن إبراز أهمها في الآتي: 1) ضعف الاهتمام بتوثيق العلاقة بين المدرسة والبيئة المحيطة. 2) ضعف تطبيق مبدأ العدالة بمنظومة العملية التعليمية بالمدرسة. 3) الاهتمام بتشجيع استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العملية التعليمية. 4) قلة البرامج التدريبية التي تقدم لمديري المدارس لتنمية قدراتهم الإبداعية. 5) ضعف توزيع العمل بين العاملين بالمدرسة وفق قدراته وإمكانيات كل فرد منهم. 6) الحرص على تحليل المعوقات التربوية والتعليمية بموضوعية. 7) الحرص على توفير الإمكانيات المتاحة لتحقيق أهداف الدراسة. 8) قدمت الدراسة تصوراً لتنمية الإبداع الإداري لمديري المدارس الثانوية بليبيا في ضوء الاتجاهات الإدارية المعاصرة (إدارة الجودة الشاملة/ إدارة الوقت).