ملخص
المقدمــــة يعيش المجتمع عصر التغير ، عصر التقدم التكنولوجي ، عصر التفجر الثقافي في عصر الاتصــالات الإدارية السريعة ، عصر التجديد التربوي والتقني ، مما فرض علينا العديد من الأنمــاط الإدارية المستحدثـة في مجالات الحياة المختلفة . كما تعد الإدارة الحديثة من أهم تحديات العصر الحالي التي بدأت ملامحها تظهر في العقود الأخيرة من القرن العشرين والتي بدأت تطرق بفاعلية جميع أبواب الدول في كافة المجـــالات . لذلك يتسم العصر الحالي باعتماده على الإدارة في مختلف مجالات الحياة ومن بينها مجالات العملية التربوية . وتكتسب الإدارة التربوية أهميتها من خلال فعاليتها في تحقيق أغراض النظام التعليمي ، ولكل نظام تعليمي أهدافه مستخدما في ذلك الوسائل والطرق والتجهيزات والكوادر لزيادة كفاءته الإنتاجية إن لم يتم تفعيل عمل هذه الوحدات في الميدان وأقصد هنا المدرسة ، والعمود الفقري لها هو المعلم في صفــه . ولكي تنجح العملية التعليمية في تحقيق أهدافها تحتاج إلى إدارة ناجحة وعلى هذا الأساس عمل الباحثون في كل مكان على تطوير الإدارة التعليمية باعتبار أنها تمثل الجانب الأشمل للإدارة المدرسية التي تعد أهم مؤسسة اجتماعية وبالتالي فإن المدرسة لها أهميتها نظرا لما تقوم به من مهام وما تؤديــه من وظائف هامة يتلقى الإنســان فيها مبادئ المعرفة وفيها تبني شخصيته ومن خلالها يتشرب سلوكياتــه . يعد المعلم أحد المتغيرات الرئيسية لنجاح العملية التعليمية والتربوية في تحقيق أهدافها المنشودة ، وهو أحد المكونات الأساسية للمدخلات المدرسيــة . فالمعلم حجر الزاوية في العملية التعليمية وأبرز عنصر في الموقف التعليمي ، حيث يتفاعل معه التلميذ ويكتسب عن طريق تفاعله معه كثيراً من خبراته ومعارفه ومفاهيمه وقيمه واتجاهاته ، وعلى الرغم من أن التعليم متعدد الجوانب يدخل فيها المعلمون والتلاميذ والمواد الدراسية والإمكانات التعليمية المختلفة ، فإن معظم الدراسات التربوية تجمع على أن المعلم هو حجر الزاوية في العملية التعليمية وكمــا يقول زايــد ( 1990ف ) أنه يوجد شبه إجماع بين معظم الدراسات السابقة على أن المعلم هو أحد أركان العملية التعليمية الرئيسية ونجاحها يقع بنسبة 60% منها على عاتق المعلــم . وإذا كانت المدرسة تحتاج إلى مدير يطبق عناصر الإدارة لكي يضمن تحقيق أهدافها ، فإنه يمكن للمعلم أن يطبق الإدارة داخل حجرة الفصل لضمان تحقيق فاعلية عمليتي التعليم والتعلم . أن الإدارة الصفية جزء من الإدارة المدرسية ككل وصورة مصغرة منها والمنفذ للسياسة التي تخططها هذه الإدارة. تعمل الإدارة الصفية على تهيئة البيئــة الصفية المناسبة التي تــؤدي دوراً هاماً في استثمـار الوقت والإمكانــات المتوافرة وتوظيفهــا في تحقيق تعلم ذي معنــى للمتعلمين . وذهب بعض المفكرين إلى أن الإدارة الصفيــة أهم عنصر من عناصر الموقف التعليمـي ، فهـي تمثل قلب هذه العمليـة ومعيار نجاحها ، وتحــدد دائمــاً معايير تميز المعلمين وتقويهــم . • مشكلة الدراســــة : تتبلـــور مشكلة الدراسة في السؤال الرئيسى التالــي :- س/ ما طرق وأساليب إدارة الصف للشــق الأول من مرحلة التعليـم الأساسـي ؟ . ويتفــرع من هذا السؤال الأسئلــة التاليــــة : س1/ ما واقع الطرق والأساليب المستخدمة في إدارة الصف للشق الأول من مرحلة التعليم الأساســي ؟ س2/ ماهــى المشكــلات التي تواجه المعلم في إدارة الصف بالشق الأول من مرحلة التعليم الأساســـي ؟ س3/ ماهـى التوصيات والمقترحات المناسبة التي تساهم في زيادة فاعلية إدارة الصف الدراســـي ؟ • أهداف الدراســة : تبرز أهداف هذه الدراســة فـــي الآتــــي :- 1- التعرف على واقع الطرق والأساليب المستخدمة في إدارة الصف . 2- التعرف على المشكلات التي تواجه المعلم في إدارة الصف بالشق الأول من مرحلة التعليم الأساســي . 3- التعــرف على المقترحات والتوصيات التي تساهم في إدارة الصف . • أهمية الدراســـة : - تكمن أهمية هذه الدراسة في الإطلاع على الجديد في هذا المجال من نظريات ومفاهيم ومصطلحــات توظف لخدمــة هذه الدراسة من الجانب النظري والجانب العملــي . - تفيد الدراسة في وضع برامج لتدريب المعلمين وكيفية إعدادهم وتدريبهم كما تفيده في التعــرف على المشكــلات التي تواجه المعلم في صفه في المراحل الأولى ووضع الحلول لهـــا . - تفيد الدراسة في تقديم المساعدة البناءة للمعلمين وفهم أوسع لفاعلية عملية التدريس وتلبية حاجات التلاميذ بطريقة منظمة وهادفـــة . - تفيـد الدراسة في الكشف عن الايجابيـات والسلبيات التي يمارسها المعلمون ، بدعم الايجابيات وتقديم حلول لبعض المواقف السلبية أثناء عملية التدريس . - تعد نتائج الدراسة مهمه للمعلم نفسه ، حيث تمده بصورة واضحــة لعملية إدارة الصف يستطيع بوساطتها مراجعة نفسه وأسلوبه بطريقة يستطيع تحديد أهدافه ونشاطاتــه بانتظــام وتنسيـــق . - تفيد هذه الدراسة القائمين على التخطيط للتعليم الأساسي بالجماهيرية في صياغة معايير واضحة لإدارة الصف كمدخل لإصلاح التعليم قبل الجامعـي . - قد تفيد هذه الدراسة المكتبة العربية بصيغة عامة والمكتبة التربوية في الجماهيرية بصفة خاصـــة . • حدود الدراســــة : تتحدد هــذه الدراســـة في ما يلــــي : - المجال البشـــري : جميع معلمى ومعلمات الشق الأول بمدارس مرحلة التعليم الأساسـي. - المجال الجغرافـــي : تــم إجراء هذه الدراسة بمدارس التعليم الأساسي بالشق الأول بمنطقـــة قصر بــن غشيــر . - المجال الزمنــــي : استمرت الدراســة خــلال الفتـــرة 2006 – 2008 ف . - منهج الدراســـة :- استخدم المنهج الوصفي التحليلي باعتباره منهجا شائع الاستخدام في مثل هذه القضايـــا . - أداة الدراســــة :- قامت الباحثة بإعداد وبناء استبيان يشمل محاور لها علاقة بموضوع الدراسة لغرض تجميع البيانات من عينة الدراســـة . • نتائج الدراســــة : 1- أكدت الدراسة على حرص المعلم على توفير الضبط والنظام داخل الصف الدراســـي . 2- بينت لنا الدراسة أن المعلم يحاول على إيجاد نوع من احترام قيم التلاميذ ويقدر مشاعرهــم . 3- كما يوجد شبه اتفاق بين أفراد العينة على أن المعلم يساعد التلاميذ في رسم الخطط واتخاذ القــرارات . 4- بينت الدراسة أن المعلم يشجع التلاميذ من خلال الحوافز المختلفــة . 5- أظهرت الدراسة نذرة خروج المعلم عن المقرر الرئيسي أثناء العرض مع نذرة خروج بعض الألفاظ ضد المعلم أثنــاء شــرح الدرس . 6- أظهرت الدراسة أن المعلم يتحيز أحياناً لبعض التلاميذ في حين يلجأ للعقاب البدني لبعض التلاميــذ . 7- يري غالبية أفراد العينة أن المعلم يستطيع أن يقوم بعمليات تقويم السلوك الطلابي. 8- أكدت الدراسة الميدانية أن المعلم يحاول أن يدفع التلاميذ لبذل المزيد من الجهد لتحمل المسؤوليـــة . 9- أظهرت الدراسة أن قلة التخطيط يؤدي إلى زيادة في المشاكل التعليمية نتيجة القصور في تنظيم الأنشطة التعليمية لتحقيق الأهداف المرجوة . 10- ينادي المعلمون بزيادة الحوافز المادية والمعنوية وربطها بالآداء الجيد للمعلم في إدارة الصف الدراســـي . • توصيـــات الدراســــة : 1- ضرورة استخدام النمط الحازم أو النمط الديمقراطي المبني على التشاركية حيث يتسم بالاتصال الدائم مع التلاميذ ويحقق نتائج عاليــة . 2- ضرورة أن يحرص المعلم على إيجاد نوع من احترام قيم التلاميذ وتقدير شعورهم وذلك من خلال المشاركة الفعالة للتلاميذ في الأنشطة التعليمية المختلفــة . 3- التنسيق مع أمانة اللجنة الشعبية العامة للتعليم بضرورة بث برامج تعليمية للتلاميذ في جميع المراحل للقضاء على انخفاض مستوى التلاميذ . 4- محاولة البعد عن استخدام الأسلوب التسلطي لإدارة وضبط الفصل الدراسي حيث أنه يحقق نتائج عكسية مع التلاميــذ . 5- ضرورة تنمية قدرات الطلاب الموهوبين وتوجيهيها لتطوير الموقف التعليمي ومساعدة الطلاب على الابتكار والتطويــر . 6- محاولة البعد عن استخدام الأسلوب الفوضوي في إدارة وضبط الفصل الدراسي حيث أنه يحقق أحياناً نتائج عكسية في العملية التعليميــة . 7- ضرورة أن يحسن المعلم مدخلات العملية التعليمية وإدارة العمليات التعليمية داخل الصف الدراسي لتكون النتائج طيبــة . 8- ضرورة الوضع في الحسبان عند صياغة الدرس وأهدافه قدرات واستعدادات التلاميـذ ومستواهم الفعلـي والعلمي وأن يسود الصف الدراسي المنــاخ المناسب . 9- ضرورة الاهتمام باعداد المعلم وتدريبه علـى الأساليب الحديثـة لإدارة الفصل المدرسي . 10- ضرورة التنسيــق بين المعلم وإدارة المدرسة والتخطيط للعمل داخل الفصل ليفعل أساليب إدارة الفصل . 11- ضرورة عقد محاضرات وندوات ودورات تدريبية لتثقيف المعلمين وتدريبهم على الأساليب الحديثة فــي الإدارة .