المهيأ في مناهج شراح روايات موطأ الإمام مالك في باب المعاملات المالية

تاريخ النشر

2021-1

نوع المقالة

كتاب

عنوان الكتاب

جامعة طرابلس

المؤلفـ(ون)

محمدأنور عزالدين علي الشيباني

ملخص

فخدمة الموطأ وشرحه مرتبة عالية، توازي مرتبة علو الموطأ ومكانته، ومن تأمل شروح الموطأ وطرائقها، لم يخفَ عليه أن نفع أولئك الشراح لم يقتصر على الموطأ، بل تعداه إلى خدمة علوم الحديث، والفقه، لا بل الدين كله، فشروح الموطأ أسهمت في حل ألغازه، وسبر أغواره، وللوصول إلى أكبر فائدة منها، لابد من معرفة طريقة أصحابها؛ فكثير من المسائل لا تفهم إلا بمعرفة طريقة المؤلف، بل ورأيه في مسائله، وقرائن الترجيح لديه، وكل هذا لا يكون إلا بدراسة منهج تأليف الشارح، دراسة لتعامله مع نص الكتاب المشروح، ثم مع أحاديثه، واستنباط الفقه منها. أما ما يبرز أهمية هذه الدراسة، فهو إبراز معالم الصنعة الحديثية الدقيقة، والآلة الفقهية والأصولية المعمقة لهؤلاء الأئمة، ولكل عالم منهم طريقته في الوصول إلى الغاية من تأليفه، وما يغلب ميله إلى علم من العلوم، ولاشك أن إضفاء نظرة شمولية لمذاهبهم جميعاً وفي سفر واحد، يعطي هذا البحث بُعداً آخر من أبعاد الدراسات الشمولية المقارنة، مما ينتج عنه أبرز السمات العامة والخاصة، بل وتتضح أهم الفوارق. ويتلخص عملي مع الشروح، هو أني أنظر إليها كل واحد منها على حدة، وأستقرئ الباب المحدد للدراسة، وهو باب المعاملات المالية وبعد الاستقراء أصنف مسائله في مباحث الدراسة، فتتكون لدي مادة علمية غزيرة، ثم أنظر فيها للتصنيف والفرز، لأجمع شتاتها، وأركز مسائلها، فيتحصل لدي مسائل مصنفة، أجمع فيها المتشابه منها على بعض، وأفرق المفترق منها عن بعض؛ لأصل بعد ذلك لقطاف جني، وهو المقارنة بين مناهج هؤلاء الشراح. وعموماً فنتائج مثل هذا الدراسات أغلبية؛ إذ يستحيل أن يكون الاستقراء تاماً، ويُستتبع بنتائج كلية، فقد يشذ على القاعدة الأغلبية بعض أفرادها، ولكن هذا لا يقلل من أغلبيتها، وإمكانية الاعتماد عليها في استصدار حكم عام، وإنما عملت الجهد في الاستقراء، وتتبعت كتب الشروح المحددة، فقرأتها مع التأمل والنظر، ولا يخفى مقدار ذلك، كمًّا وكيفًا، وهو من الصعوبة بمكان أن يُدرك كما ينبغي، ولكن يكفي أني بذلت الوسع، والله من وراء القصد.