قلق الامتحانات وعلاقته بدافعية الإنجاز لدى طلاب كلية التربية قصر بن غشير بجامعة طرابلس

تاريخ النشر

2018-12

نوع المقالة

رسالة دكتوراة

عنوان الاطروحة

جامعة تونس

المؤلفـ(ون)

طارق ميلاد علي أبوغمجة

ملخص

یمكن القول في الأخير أنه من خلال هذه الدراسة حاول الباحث معرفة العلاقة بين قلق الامتحان ودافعية الانجاز، وذلك بعد أن تم التطرق الي قلق الامتحان ، كحالة انفعالية غير سارة مكتسبة ناتجة عن خبرات بغيضة تنتاب الطالب قبل وأثناء وبعد الامتحان يصاحبها أعراض جسمية ونفسية وانفعالية وسلوكية ، وهناك تفسيرات مختلفة له حسب النظريات التي بحثت فیه ، وترجع لعوامل عديدة ، منها ما هو متعلق بالفرد، ومنها ما هو متعلق بالبيئة، ولقياس قلق الامتحان تُعتبر الاستبيانات والمقاييس أكثر الوسائل استخدامًا، لأنها تتنح الفرصة للطالب للتعبير عن أحاسيسه التي یشعر بها أثناء الامتحان. وبعد هذا تم التطرق الى دافعية الانجاز وهو عبارة عن استعداد الطالب للسعي في سبيل التفوق والاقتراب من النجاح والتغلب على الصعوبات والفشل في الأعمال، التي يقوم بها من خلال الاستمتاع بحل المشكلات الصعبة وإنجاز الأهداف والمحافظة على الوقت ورفض الاستسلام بسهولة ، وأنه تختلف الاتجاهات في تفسيره، وتفسير أسبابه، وله طرق قياس مختلفة منها القياس عن طريق الاستبيانات والمقاییس ، تصنيف مقاييس الدافعية للإنجاز إلى مقاييس اسقاطية ومقاييس موضوعية . ومن خلال إجراء الباحث لهذه الدراسة على عینة عشوائية من طلاب كلية التربية قصر بن غشير بجامعة طرابلس ، واعتمادا على مقياس قلق الامتحان ، ومقياس دافعية الانجاز من اعداد الباحث ، واعتمدت المنهج الوصفي في طریقة البحث الذى يهتم بدراسة الواقع كما هو في واقعها، ويتم وصفها وصفًا دقيقًا للوصول إلى استنتاجات تسهم في التطوير والتغيير، واعتمادا في حساب الخصائص السيكومترية لها من ثبات وصدق، حيث استخدم الباحث في حساب صدق أدوات الدراسة صدق المحكمين وصدق التحليل العاملي الاستكشافي والتوكيدي، وتم حساب الثبات لأدوات الدراسة عن طريق ألفا كرنباخ والتجزئة النصفية. توصل الباحث إلى أن العلاقة بين قلق الامتحان ودافعية الإنجاز والتحصيل الدراسي سالبة أي أن الزيادة في أحد المتغيرين يرتبط بالنقص في المتغير الآخر والعكس صحيح ، غير أن العلاقة بين دافعية الإنجاز والتحصيل الدراسي كانت موجبة ، وهذا يعني أن الزيادة في أحد المتغيرين يرتبط بالزيادة في المتغير الآخر والعكس صحيح كذلك. واتفقت هذا النتائج مع بعض الدراسات ذات الصلة ، وكانت الفروق بين متوسطات درجات الطلاب منخفضي ومرتفعي التحصيل الدراسي في قلق الامتحان لصالح منخفضي التحصيل الدراسي ويفسر الباحث إلى أن الطلاب مرتفعي التحصيل الدراسي لديهم قدرة تنظيمية على مواجهة المواقف وحل المشكلات. واتفقت مع بعض الدراسات أيضا، ويوضح الفروق بين متوسطات درجات الطلاب منخفضي ومرتفعي دافعية الإنجاز في قلق الامتحان لصالح منخفضي دافعية الإنجاز، حيث يتميز الطالب ذو دافعية الإنجاز المرتفعة بالمثابرة والسعي لتحقيق أهدافه وتحقيق طموحاته فهو يرى موقف الامتحان فرصة ليحقق أهدافة وطموحاته بعكس الطالب المنخفض على دافعية الإنجاز. وكانت الفروق بين متوسطات درجات الطلاب منخفضي ومرتفعي التحصيل الدراسي في دافعية الإنجاز ، لصالح المرتفعين التحصيل الدراسي ، ويفسر الباحث ذلك بأن الطلاب مرتفعي التحصيل الدراسي هم أيضاً مرتفعو في دافعية الإنجاز فهم أكثر ميلًا وحرصًا للوصول إلى حلول للمواقف التي تتطلب حل المشكلة، والاستمرار في العمل والاجتهاد . أما متغير الجنس (ذكور – إناث) في قلق الامتحان كانت لصالح الإناث ، ويعزو الباحث نتيجة درجات قلق الامتحان لدي الإناث أعلى منه عند الذكور، إلى طبيعة تفكير الطالبة، حيث تجد أن الطالبة مهمومة على مستقبلها التعليمي، وبالتالي تزيد عندها حدة القلق والتوتر. أما متغير الجنس (ذكور – إناث) في دافعية الإنجاز لصالح الذكور ، وأرجعت انخفاض الدافع للإنجاز لدى الإناث مقارنة بالذكور إلى أنهن يكشفن عن توتر أعلى مما يكشف عنه الذكور، نظرا لمعايشتهن الصراع في الأدوار. ويتضح وجود فروق بين طلاب التخصص العلمي والأدبي في قلق الامتحان لصالح التخصص الأدبي ، ويفسر الباحث ذلك بسبب النظرة الدونية من قبل طلاب التخصص الأدبي للامتحان فهو يعتبر بالنسبة إليهم تحصيلا حاصلاً أما طلاب التخصص العلمي فيرون أن الامتحان يتوقف عليه مصيرهم وتحقيق أهدافهم لبلوغ ما يسعون إليه. وأيضا يتبين على وجود فروق بين طلاب التخصص العلمي والأدبي في دافعية الإنجاز لصالح التخصص العلمي ، ويرجع الباحث سبب ذلك إلى أن الطالب الجامعي يعتقد أن حصوله على الشهادة الجامعية تفسح له أي مجال من مجالات الحياة التي يخوضها ويعمل بها ، فطلاب الاقسام الأدبية قد يكون طموحهم نحو المستقبل محدوداً بسبب ضيق مجالات التخصص وكثرة أعداد الخريجين من هذه التخصصات فالمراكز الاجتماعية والاقتصادية التي سوف يشغلونها في المستقبل محدودة . وفسر قلق الامتحان بأنه تداخل لأفكار عند الطالب وتشويش لمعلوماته مما یعیقه في عملية استرجاعها، والإجابة عن الامتحان، وهذا ما یؤدي إلى انخفاض تحصيله الدراسي. أما الدافعية هي حالة داخلية وظروف خارجية تستثير سلوك الفرد وتوجهه نحو تحقيق هدف معين ، وذلك بهدف تحقــيق الاعتــــبار للذات. والدافع للإنجاز هو استعداد الفرد لتحـــمل مسؤولــــية ، والسعي نحو التفوق لتحقيق أهداف معينة ، والمثابرة للتغلب على العقبات التي تواجهه والشعور بأهمية الزمن والتخطيط للمستقبل بغية الوصول إلــى النجـــــاح والتفوق ومنافسة الآخرين في ضوء مستوى معين من الامتياز. ونظراً إلى أن متغيرات الدراسة تتأثر بممارسات التنشئة الاسرية والمتغيرات النفسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي يمر بها لطلاب ، نجد فروق واضحة بين أفراد طبقات المجتمع الواحد وبين أفراد الثقافات المختلفة، وذلك لاختلاف ممارسات التنشئة من طبقة إلى أخرى. وعموماً فإن الطبقات والثقافات التي تشجع على الاستقلالية والمبادأة وتثيب ذلك منذ السنوات الباكرة في الطفولة، ويتوقف مدى إشباع الحاجات تودي إلى نجاح الفرد في تحقيق ما يضعه لنفسه من أهداف. (وبهذا یكون الباحث قد أجاب عن فروض الدراسة الحالیة)