الضغـوط النفسية التي يعـاني منها والـدا الطفـل المعـاق وعلاقتها ببعض المتغيرات

تاريخ النشر

2005-1

نوع المقالة

رسالة ماجستير

عنوان الرسالة

جامعة طرابلس

المؤلفـ(ون)

فتحية فرج محمد عبيد

ملخص

ملخص الدراسة : ليس من السهل أن يحتمل الإنسان مسئولية الأبوة والأمومة وذلك لأن مسؤولية الأبوة والأمومة من أثقل وأعقد المسؤوليات خصوصاً إذا ما أصبح الإنسان أباً لطفل ذو إعاقة، حيث يتوقع الآباء دائماً الكمال والسوية لأطفالهم حديثي الولادة، وإذا حدث عكس ذلك تكون النتيجة فاجعة بالنسبة لهم، لذا فأي شيء أقل من المتوقع يعد مصدراً لصدمة وضغوطاً نفسية تقع على الوالدين. ومما لا شك فيه أن وصول طفل مصاب بشكل أو بآخر من أشكال العجز أة القصور وسواء حدث بعد الميلاد مباشرة عندما تكون جوانب القصور الجسمي واضحة، أو جاء في وقت لاحق عند\ما يتم التعرف على جوانب القصور في أداء الطفل، يمثل ضغطاً نفسياً بالنسبة للوالدين، فالتباعد بين التوقع والواقع المتمثل في ميلاد طفل ذو إعاقة يعني على الوالدين أن يعيدا توثيق دورهما في الحياة الزوجية، فإعاقة طفلهما تعني لهما تحدياً أساسياً لقدرتهما على مسايرة الموقف والتوافق معه وذلك لتحمل المسؤوليات الجديدة المضاف إليها طفل ذو إعاقة، فلقد أصبح من المتفق عليه أن إعاقة الفرد هي إعاقة لأسرته بصفة عامة ووالديه بصفة خاصة. كما أن الطفل يمثل جزءاً أساسياً من نظام الوالدية فبعض الأطفال يتصفون بخصائص تعتبر معوقة لأدوار الوالدية تمثل ضغطاً إضافياً على الدور الوالدي كأن يكون الطفل معاقاً ذهنياً أو يعاني من صعوبات في اللغة والتواصل، أو لديه إعاقة بدنية، وبالتالي فإن افتقاده لأداء دوره يشكل بالضرورة عبئاً على أدوار الآخرين فضلاً عن ردود الأفعال السلبية لعجزه عن أداء دوره، وبالتالي فإن تعرض الآباء للأزمات والضغوط يؤثر على قدرتهما على توجيه الطفل نحو الخبرات الملائمة، وتجنب الخبرات الضارة، فمع الضغوط والأزمات يركز الآباء على مشاكلهم وتستنفذ طاقاتهم وينصرفون عن أطفالهم ومشكلات النمو الخاصة بهم، وتضعف قدرتهم على الصبر والتحمل، فالأبوة تتطلب إدارة فنية ووقت وجهد حتى تؤدي وظيفتها بفعالية وكفاءة ، وتثمر طفل سليم النمو جسمياً ونفسياً واجتماعياً، كما أنم أهمية الوالدين ودورهم في نمو طفلهم النفسي والاجتماعي والأكاديمي تعتبر من الأمور التي لا سبيل إلى إنكاره أثر الأطفال على والديهم فيكون هذا التأثير جوهرياً عندما يكون الطفل غير عادي. ومن هنا برزت الحاجة إلى هذه الدراسة بفصولها الخمسة التي تضمن الفصل الأول منها على مقدمة تناولت فيها الباحثة إعطاء صورة عن أن الإعاقة لا تؤثر على الطفل فحسب ولكنها تؤثر على الأسرة بوجه عام والوالدين بوجه اص، كما أوضحت الباحثة ما يعنيه الضغط بشكل عام وما يعنيه ميلاد طفل معاق من ضغط لوالدين على وجه الخصوص. كما اشتمل الفصل الأول على مشكلة الدراسة والتي من خلالها تمّ عرض ما يمن أن نسميه إعاقة الطفل للوالدين من أعراض كدر وضيق وصدمة، وردود فعل نفسية تشكل ضغوطاً شديدة وأزمة حقيقية للوالدين بالإضافة إلى التأثير التبادل بين الطفل ووالديه وبذلك تمحورت مشكلة الدراسة في إلقاء الضوء على مستوى الضغوط النفسية لدى الآباء والأمهات وعرفة ملا إذا كانت هناك فروق في الضغوط تعزى للمتغيرات المتمثلة في المستوى التعليمي ومستوى الدخل نوع إعاقة الطفل، ثم أهمية الدراسة والتي تكمن في تصميم الباحثة لاستبيان خاص بالضغوط النفسية لدى آباء وأمهات الأطفال المعاقين ومن ثم تقنينه على البيئة الليبية، الأمر الذي يعد إثراء للمكتبة السيكولوية التي تشكو من ندرة هذه الفنيات، كما تكمن الأهمية في الكشف عن علاقة الضغوط النفسية ببعض المتغيرات الديمجرافية كالجنس والمستوى التعليمي ومستوى الدخل ومن ثم الوقوف على العوامل المؤثرة في ظاهرة الضغوط النفسية، وتعتقد الباحثة أن أهمية هذه الدراسة تتمثل في النتائج التي توصلت إليها الدراسة والتي قد تفيد بعض الباحثين في مجال الصحة النفسية والمهتمين بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أن آباء وأمهات الأطفال المعاقين والقائمين على تربيتهم وتأهيلهم في حاجة واضحة إلى دراسة علمية في هذا الموضوع خصوصاً وأن المكتبة تفتقر إلى مثل هذا الموضوع فلم تعتبر الباحثة في مجالها المكاني على أية دراسة علمية تتعلق بالضغوط النفسية لآباء وأمهات الأطفال المعاقين . أما الفصل الثاني من الدراسة فقد اشتمل على الإطار النظري الذي تضمن كل من أدبيات موضوع الدراسة والنظريات المفسرة للضغوط النفسية والدراسات السابقة، وقد تناولت في الباحثة تعاريف الضغوط النفسية وأنواعها، ومصادرها وكيفية الاستجابة لها بالإضافة إلى النظريات المفسرة لظاهرة الضغوط النفسية، وفي المحور الثاني تناولت الباحثة تعاريف الإعاقة وأسبابها وتصنيف المعاقين والتطور التاريخي للمعاقين، ثم لمحة تاريخية عن المعاقين في الجماهيرية بالإضافة إلى حجم الإعاقة في المجتمع الليبي. وبالمحور الثالث تناولت الباحثة متغيرات الدراسة ثم المراحل التي يمر بها الآباء لتقبل الإعاقة، وانتهى هذا الفصل بعرض الدراسات التي أسهمت ولو بشكل بسيط في توضيح أبعاد مشكلة الدراسة وبذلك احتوت الدراسات السابقة على دراسات عربية ودراسات أجنبية. وفي الفصل الثالث لهذه الدراسة تمّ جمع المعلومات المتعلقة بمجتمع الدراسة وتحيد منهجية الدراسة حيث اختارت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي كمنهاجاً علمياً لهذه الدراسة وتحديد مجتمع الدراسة والذي تكون آباء وأمهات الأطفال المعاقين المسجلين على قيد الدراسة بمؤسسات التربية الخاصة للعام الدراسي (2004-2005م) والذي تتراوح أعمارهم من (6-12) سنة سواء كان ذكر أم أنثى، كما اقتصرت الدراسة على آباء وأمهات الأطفال المعاقين سمعياً، بصرياً، ذهنياً، والمسجلين بكل من مركز طليلطلة لرعاية وتأهيل المعاقين ذهنياً، ومركز الأمل لتعليم وتأهيل الصم والبكم وضعاف السمع، وجمعية النور للمكفوفين حيث بلغ عدد الآباء والأمهات ممن لديهم أطفال معاقين وتوفرت فيهم شروط العينة بكل من مركز الأمل لتعليم وتأهيل الصم والبكم وضعاف السمع (50) مفردة، بواقع (25) للآباء و(25) للأمهات، وبلغ عدد الآباء والأمهات ممن لديهم أطفال معاقين بجمعية النور للمكفوفين (50) مفرد بواقع (25) للآباء و(25) للأمهات، وبلغ عدد الآباء والأمهات ممن لديهم أطفال معاقين بمركز طليطلة لرعاية وتأهيل المعاقين ذهنياً (50) مفرد بواقع (25) للآباء و(25) للأمهات، واشتملت أدوات الدراسة على استمارة لجمع البيانات الأولية واستبيان خاص بالضغغوط النفسية كأداة للدراسة من إعداد الباحثة والتي تتألف من (45) عبارة تقيس في مجملها الضغوط النفسية على ثلاثة أبعاد وهي (التعرض للخطر- الصدمة، نشاط الأزمة- القيم الذاتية، حل الأزمة- التقبل والواقعية) وقد سبق إيضاح ذلك في الفصل الخاص بالإجراءات المنهجية، كما أن الاستجابات حددت على سلم مؤلف من خمس اختيارات وهي (أوافق بشدة، أوافق، لا أعرف، لا أوافق، لا أوافق بشدة) وعلى المفحوص أن يجيب على العبارة بوضع دائرة تحت الاختيار الذي يتفق ورأيه. وللإجابة على تساؤلات الدراسة ولتي تنص على التساؤلات تمّ استخدام الأساليب الإحصائية الآتية : 1- حساب المتوسطات والتباين والانجراف المعياري وفترة ثقة للمتوسطين. 2- استخدام اختبار (ت) (T-test) لدلالة الفرق بين أوساط مجموعتين. 3- استخدام اختبار (ف) (F- test) لدلالة الفرق بين أكثر من مجموعتين. وبذلك توصلت الدراسة للنتائج الآتية 1- تتراوح متوسطات درجات الآباء والأمهات على الأداة الخاصة بالضغوط النفسية المستخدمة في الدراسة ما بين (14.0) و (16.7) بالنسبة للمحاور الفرعية بينما متوسط الدرجة الكلية للبعد يساوي (46.1) وهر درجة أعل من المتوسط العام. 2- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات الآباء والأمهات في الضغوط النفسية تبعاً لأبعاد الضغوط النفسية الثلاثة. 3- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الآباء والأمهات في الضغوط النفسية بين مجموعات الدخل الثلاثة وذلك وفقاً للبعد الأول والبعد الثالث. 4- بينما توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) وفقاً للبعد الثاني لصالح مجموعة الدخل المتوسط. 5- توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) وفقاً للبعد الأول لصالح مجموعة التعليم العالي. 6- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين مجموعات التعليم الثلاثة وذلك وفقاً للبعد الثاني والبعد الثالث. 7- توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) لصالح مجموعة آباء وأمهات المعاقين بصرياً وذلك وفقاً للبعد الأول. 8- توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) لصالح مجموعة آباء وأمهات المعاقين بصرياً وذلك وفقاً للبعد الثاني. 9- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.01) بين مجموعات الإعاقة الثلاثة وذلك وفقاً للبعد الثالث. التوصيات : في ضوء ما أسفرت عنه نتائج الدراسة وكذلك ما لاحظته الباحثة خلال هذه الدراسة فإن الباحثة توصي بما يلي: 1- ضرورة العمل على جعل عملية توصيل المعلومة الخاصة بإعاقة الطفل في إطار ظروف نفسية مقبولة، وذلك من خلال فريق عمل يتكون من الأطباء والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين لتوصيل المعلومة إلى الآباء والأمهات مع مراعاة التوضيح الكافي وإمدادهم بمعلومات دقيقة عن الموضوع وأبعاده. 2- ضرورة العمل على إتاحة الفرص للالتقاء بين الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال لهم نفس الإعاقة، وذلك من خلال الجلسات ذات الحوار الهادف لمناقشة الأمور المتعلقة بإعاقة أطفالهم دون الشعور بالخجل على اعتبار أن هذا العمل هو بمثابة عملية تأهيلية نفسية وتعليمية يتم فيها التحدث عن الإعاقة لتباد\ل الخبرات والمعلومات والآراء والتجارب التي تمّ تنفيذها وأعطت نتائج إيجابية . 3- توصي الدراسة بضرورة العمل على بناء مقاييس واختبارات خاصة بفئة المعاقين مع مراعاة أساليب الاتصال التي تستخدمها كل فئة من فئات الإعاقة. 4- العمل المستمر على توعية الزوجين ومساعدتهم في حل المشكلات الأسرية التي قد تنجم عن الإعاقة وما تسببه من أثار سلبية على الطفل وأسرته معاً على علاقات الأسرة الاجتماعية. مقترحات بإجراء دراسات تالية : لضمان اكتمال الفائدة في مجال الدراسة فإن الباحثة تتقدم ببعض المقترحات التي قد تكون موضوع بحوث تالية ومن هذه المقترحات ما يلي : 1- تتناول آباء وأمهات ذوي إعاقات أخرى كالإعاقة الجسدية والأمراض المزمنة،، الخ، ومعرفة مدى الاختلاف بين عينات الآباء والأمهات والمقارنة بين أنواع الإعاقات. 2- إجراء دراسة حول الفروق في الضغوط النفسية للوالدين نحو الأطفال المعاقين والمقيمين بالداخل والمقيمين بالخارج. 3- تناول آباء وأمهات متعددي الإعاقة، والإعاقة الواحدة مختلفة الدرجة، وتعدد وجود حالات إعاقة في الأسرة بالدراسة والمقارنة.