ملخص
من الخصائص المميزة لهذا العصر الذي تتسارع أحداثه ، وتتراكم معارفه ، وتتنوع أشكال الصراع فيه ، أنه عصر يتميز بدرجة عالية من التنافس تسود مختلف مجلات الحياة سواء على مستوى الأفراد بين بعضهم البعض أو بين المؤسسات بعضها البعض من أجل تحقيق مستويات أفضل سواء على مستوى الإنتاج أو على مستوى الخدمات . إن تحقيق الأهداف في مستوياتها الدنيا لم يعد الغاية التي تقف عندها جهود الافراد والمؤسسات ، وإنما أصبح الوصول إلى درجة عالية مقبولة من أتقان وارتفاع مستويات الأداء إلى أعلى ما يمكن الطموح إليه هو الغاية المنشودة والسقف الذي يحاول الجميع الوصول إليه ، والأمل الذي يطمحون في تحقيقه . إذن التميز والوصول إلى أقصى درجات الجودة من أهم أسباب البقاء في حلبة السباق ، وفي عصرنا هذا يمكن القول إن البقاء للأذكي وللمتميز . ومن بين المؤسسات التعليمية – المؤسسات الأكاديمية في التعليم العالي التي يجب أن تواكب حركات التجديد ، وأن تترجم شعارات التمييز والجودة إلى أساليب عمل حتى تلحق بركب التقدم ، وتجد لها على ساحته موقعا ، وعلى خريطته مساحة . من هنا برزت فكرة ضمان الجودة وتطبيقها داخل تلك المؤسسات ، لأنها تعتبر أداة تكوين الموارد البشرية ، وتنميتها التي تحدث التغيير وتقوده بفعالية ، وابتكار للوصول للأهداف المرجوة تحقيقها في ظل هذا العصر ، وكذلك للوصول إلى تصور عملي للتوفيق بين مخرجاتها ومتطلبات سوق العمل . ولهذه الأسباب وغيرها دعت المؤسسات الأكاديمية في التعليم العالي إلى تبني ضمان الجودة ، والاعتماد المؤسسي والأكاديمي للعمل على تطوير النظام التعليمي القائم بها ، وللحفاظ على ثقة العملاء ، ومؤسسات المجتمع المحلي ، والانتقال بمشروعات التطوير والتحسين من مستوى الأفكار والرؤى إلى مستوى الممارسة الفعلية على أرض الواقع . واستناد لما سبق تتحدد مشكلة البحث في التعرف على ( الجودة وعلاقتها بالمؤسسات الأكاديمية في التعليم العالي وضمان تطبيقها ) هدف البحث إلى التعرف على القضايا التي تؤخذ في الاعتبار عند التعامل مع جودة المؤسسات الأكاديمية في التعليم العالي، وكذلك المحاور التي تحتويها المؤسسات الأكاديمية أي العناصر والمكونات ، وأيضا المعوقات التي تواجه المؤسسات في تطبيق الجودة وضمانها ، كما سعى البحث إلى وضع رؤى مستقبلية لتطبيق الجودة داخل المؤسسات الأكاديمية ، وطرح بعض التوصيات والمقترحات التي من شأنها تدليل الصعوبات أمام العمل على تطبيق الجودة وضمان تطبيقها داخل المؤسسات الأكاديمية في التعليم العالي .