ملخص
تسلط الدراسة الضوء على مدى تعاطي وسائل الإعلام الليبية الحكومية والخاصة مع القضايا العربية والمصيرية وتحديداً القضية الفلسطينية منذ الفترة التي أعقبت ثورة 17 فبراير 2011م وحتى الوقت الحالي. وقد سعت الدراسة إلى رصد ومعرفة أسباب تراجع اهتمام وسائل الإعلام الليبي بالقضية الفلسطينية خلال فترة الدراسة، وكذلك مناقشة الآراء والاقتراحات التي من شأنها أن تسهم في تفعيله للرفع من تغطياته للقضية الفلسطينية، وذلك من خلال محاولة الإجابة على السؤالين التاليين: 1 - ما مدى تعاطي وسائل الإعلام الليبية مع القضية الفلسطينية، وسبب التراجع الإعلامي الليبي في تغطية أخبارها وأحداثها؟ 2 - ما هي الوسائل التي يمكن اتباعها من قبل وسائل الإعلام الليبية لدعم ونصرة القضية الفلسطينية؟ وانطلاقاً من هذا الأساس تم إجراء دراسة ميدانية اعتمدت على أسلوب المقابلة كأداة لتجميع البيانات لغرض البحث العلمي من خلال عينة بلغ حجمها 30 فرداً من الخبراء الأكاديميين والإعلاميين الليبيين من مختلف مدن ومناطق ليبيا تمثل مؤسسات تعليمية وإعلامية مختلفة. وبعد تحليل العينة أكدت إجابة المبحوثين بنسبة عالية جداً أنَّ هناك ضعفاً شديداً خلال زمن الدراسة في تعاطي وسائل الإعلام الليبية بمختلف أشكالها مع القضية الفلسطينية. وقد أرجعت الإجابات سبب ذلك الضعف إلى عدة عوامل أهمها انعكاس التطورات السياسية والاقتصادية التي وقعت في ليبيا منذ 2011م على أداء وسائل الإعلام عند تناول القضية الفلسطينية، حيث ظل الإعلام الليبي منشغلاً وراء هذه التطورات، وتسليط الضوء على الصراعات السياسية والنزاعات المسلحة والحروب التي شهدتها البلاد أثناء هذه الفترة. ولم ينكر مجموعة من المبحوثين أيضاً أن مصادر تمويل الوسائل الإعلامية في ليبيا لها دور كبير وهام في تدني حجم ومساحات تغطياتها ومتابعاتها لأخبار القضية الفلسطينية وتطوراتها، حيث صارت بالنسبة لها لا تحظى بالاهتمام بالدرجة الأولى، ولا تخدم سياساتها التحريرية. وقدم المبحوثون آراء واقتراحات مهمة فيما يخص كيفية تفعيل الإعلام الليبي لخدمة القضية الفلسطينية أهمها الحاجة إلى تنظيم إعلام مسؤول وخطاب إعلامي موحد يؤدي دوره الوطني والقومي والإسلامي تجاه القضية الفلسطينية. الكلمـات المفتاحيـة: وسائل الإعلام الليبية، القضية الفلسطينية، الإعلاميون والأكاديميون الليبيون.