ملخص
من الملاحظ أن ثورة 17- فبراير- 2011 قد غيرت، بشكل ملحوظ، الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في ليبيا الجديدة. فثورة 17 فبراير تجسد وجود عملية تغيير جدري في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حيث يلاحظ مثلا إن النظام الدكتاتوري قد أصبح يتحول بخطى ثابتة إلى نظام ديمقراطي تعددي, وأن هيمنة نخبة حاكمة على ثروات ليبيا قد انتهى بحيث أن هذه الموارد سيتم توزيعها بعدالة إلى جانب توظيفها في تحقيق عدالة اجتماعية افتقر إليها الشعب الليبي منذ انقلاب عام 1969. وتواجه عملية التحول الديمقراطي التي يعمل ثوار 17 فبراير على تحقيقها في إطار ليبيا الجديدة عدة صعاب، لعل أبرزها غياب مؤسسات الدولة التي اختزلها النظام الديكتاتوري في شخص الطاغية القدافي. فعملية التحول الديمقراطي في إطار ليبيا الجديدة تنطلق إذن من فراغ مؤسساتي، الأمر الذي يعني إن عملية تضيق الفجوة المؤسساتية يحتاج إلى فترة انتقالية طويلة إذا ما قورنت بثورتي كل من تونس ومصر. وبالرغم من الصعاب العديدة التي تواجه عملية التحول الديمقراطي في إطار ليبيا الجديدة، فإنه يمكن القول بأن الثقافة السياسية التي بدأت تتشكل منذ قيام ثورة 17 فبراير قد تسرع من عملية التحول الديمقراطي. إن التساؤل عما إذا كانت عملية التحول الديمقراطي تعتبر نتيجة أم سببا لثقافة ثوار 17 فبراير سيقودنا عموما للحديث عن منهجية هذه الدراسة، ولكن ذلك سيتم بعد استعراض أدبيات الثقافة السياسية في ليبيا حتى يمكن الإلمام بأدبيات الموضوع من منظور مقارن. arabic 120 English 0