ملخص
تمهيد دخلت البشرية عصرا جديدا بعد اكتشاف التقنيات الحديثة بدء بالتلفزيون والانترنت وصولا بالنقال وشبكات التواصل الاجتماعى ولا احد بمناى من هذه الحداثة والعولمة القادمة من خلالها حتى اصبحت دول بأسرها تعانى من عدم التحكم فى هذه التقنية الكبرى او حتى اتخاذ موقف بالقرب والاستخدام او بالابتعاد عنها. حيث بدات هذه التقنية ترسم ملامح الشخصية العالمية ذو الثقافة الواحدة والتفكير الواحد ضاربت بعرض الحائط كل المحاولات الوطنية للحفاظ على الهوية القومية والعرقية والقبلية فى مختلف أمم العالم حتى اتهم من يملكون هذه التقنية بتسويق الافكار وتغيير القيم للامم الأخرى ناهيك عن محاربة الحضارة والاعراف والمكونات الاجتماعية المحلية واحلال محلها التيار القادم من خلال المحتوى التى تحمله هذه التقنيات والوسائل المملوكة لقطب واحد. "من يملك الوسائل يملك المحتوى" -التاثير السياسي:ـ التقنية شرا لابد منه فاذا نضرنا فى حياتنا اليومية سوف نجد ان هذه التقنيات تقدم لنا خدمات كبيرة ولكن تتحكم بشكل يومى فى نمط تفكيرنا وحياتنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فلقد غيرت التقنيات الحديثة قرارانا السياسي وحددته ورسمته وفق القضايا التى يتبناها القائم بالاتصال فى هذه التقنيات فلقد عاصرنا جميعا كيف كان لهذه التقنيات تاثير فى ثورات الربيع العربي وكيف كانت هى العمود الفقرى فى تحريك الجماهير و تكوين الارهاصات الثورية فى المدن بشكل عام سوى كانت هذه الحركات سلبية او ايجابية ومن خلال القاعدة الخوازمية لشبكات التواصل الاجتماعي والدور الكبير للبث المباشر واستخدام الوسائط والوسائل التقنية الحديثة تم صناعة الاحداث وحشد الراي العام لها وعليها ووجد الانسان نفسه مقاد نحوها على طيب خاطر اذا صح التعبير. ونوكد هنا على مداخل علمية ومداخل نظرية والكثير من القواعد التى تقول ان الانسان يتاثر بنسب متفاوته فى تكوين رايه وقيمه الشخصية بناء على تعرضه للاسرة والتعليم والمدرسة والاصداقاء ووسائل الاعلام والتقنيات الحديثة من خلال الجوانب النفسية والمعرفية والحاجات الفيسولوجية التى حددها العلماء منذ عقود . وفي هذا الصدد، يذهب الباحث "أحمد فهمي"، في كتابه "هندسة الجمهور"، إلى إستراتيجيات ثلاث يتم التعامل من خلالها للتحكم في "الخريطة الإدراكية" لدى الجماهير، تبدأ من توظيف هذه الخريطة حسب رغبة القوى المتحكمة في الصناعة الإعلامية، فتقوم الحملة الإعلامية بقياس رغبات الجمهور ثم توظيف هذه الرغبات في خدمة أهدافها،" فعندما يفضل البريطانيون -مثلا- الرجل القوي، فإن حملة "توني بلير" الدعائية ستصوره على هذه الصورة لتستميل الناخبين، وحينما يميل الأميركيون إلى الحاكم الخبير؛ فإن الدعايا ستصور "بيل كلينتون" كذلك، وسيقوم المكياج بإظهاره أكبر من سنه الحقيقي ليفوز بتأييد الجماهير"] [. ولكن هنا لابد ان نصحح بعض الاعتقادات من خلال مشاهداتنا اليومية وقد لا تستحق الى قياس عندما تكون واضحة المعالم والنسب ،اذ ان فى هذه السنوات نؤكد بان الانسان ينمي قراراته السياسية من خلال التعرض للمحتوى التى تحمله وسائل الاعلام ويعتمد فى حياته اليومية عليها بالتعرض لها بشكل يومي ولساعات طويلة. -التاثير الاجتماعى:ـ تقنيات الاتصال قربت المسافات وجعلت الاسرت تتواصل اينما كانت وفى اى بقعة من العالم كما سهلت التعلم والوعى العام نحو الكثير من القضايا العالمية ولكن فى المقابل استخدام تقنيات الاتصال أصبح بديلاً للتفاعل الاجتماعي الصحي مع الرفاق والأقارب وأصبح هم الفرد قضاء الساعات الطويلة في استكشاف مواقع الانترنت المتعددة مما يعني تغيرًا في منظومة القيم الاجتماعية للافراد حيث يعزز هذا الاستخدام المفرط القيم الفردية بدلا من القيم الاجتماعية وقيم العمل الجماعي المشترك الذي يمثل عنصرًا هامًا في ثقافتنا. و أن الاستخدام الفردي للحواسيب والانترنت يعزز الرغبة والميل للوحدة والعزلة للمراهقين والشباب مما يقلل من فرص التفاعل والنمو الاجتماعي والانفعالي الصحي الذي لا يقل أهمية عن النمو المعرفي وحب الاستطلاع والاستكشاف، بل إن الكثير من الناس الذين لا يتمتعون بميزة استخدام الانترنت أصبحوا عرضة للاتهام بالتخلف والغباء مما يساعد على تطوير نموذج من الصراع الاجتماعي والثقافي بين الأجيال أو شرائح المجتمع أو بين الصغار والكبار أو الأبناء والآباء. ومن ناحية اخرى كانت التقنية سببا فى الكثير من المشاكل الاجتماعية من خلال الاقناع المستخدمين ودفعهم لتبنى افكار وقرارات اثرت بشكل كبير بدء بارتفاع حالات الطلاق ووصولا الى اغتناق المسيحبة والمثلية زد على ذلك ان "خطورة ممارسة الرذيلة عبر الإنترنت ليست كغيرها، فالرجل المفتون بالمواقع الإباحية يزهد في زوجته، وتصبح الرغبة عنده مشفرة، ولا يفكها سوى جو العزلة والسرية والإلكترونية الذي توفره غرف الدردشة، والمواقع المشبوهة".[1] لقد رسمت التقنيات قرارانا الاجتماعى فى مختلف القضايا وتحكمت فى تفكيرنا بسكل تام فلقد اصبح الساب يختار زوجته من خلال قروبات الفيس بك واصبح الطفل يقضى جل وقته على النقال واصبحت كل العائلة تتعامل بالتقنيات الجديثة فى الشراء وتوفير الاحتياجات الى تغذية الحاجات الشخصية والملذات . -التاثير الاقتصادى :ـ اثرت التقنية فى نمط حياتنا الاقاتصادية حيث فرضت علينا سعرها المكلف والمثقل لمتوسطى الدخل حيث الانسان العادى يستهلك اكثر من اربعة او خمسة هواتف ناهيك عن اجهزة الاطفال والمحمول والتلفزيون وملحقاته فلقد بداءات الاسرت تنفق ماقيمته على الاقل 10% من دخلها على تقنيات الاتصال بشكل سنوى ومن ناحية اخرى غيرت تفكيرنا من ناحية الاستهلاك فى الغذاء والدواء وغيره حيث انتشرت الاسواق الالكترونية مثل اموزون وكوم وجوميا التى بداءت توصل الاشياء الى منازل الناس وقد يراها البعض على انها مميزات وجوانب اجابية للتقنية ونختصر جوانب التاثير لهذه التقنية فى حياتنا من خلال النقاط التالية :ـ 1. الاتصال: تتيح التكنولوجيا وسائل اتصال مثل الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يسمح للأفراد بالبقاء على اتصال مع أصدقائهم وعائلاتهم بسهولة، بغض النظر عن المسافات الجغرافية. 2. التعليم: تقنيات التعلم عبر الإنترنت ومواد التعليم الرقمي توفر فرصًا واسعة للتعلم والتطوير الشخصي. يمكن للأفراد الوصول إلى مصادر تعليمية عالية الجودة من جميع أنحاء العالم. 3. العمل: التكنولوجيا تسهل العمل عن بعد وتعزز من كفاءة الإنتاج والإبداع. الأتمتة وبرامج إدارة المشاريع تساعد الشركات على تحقيق أهدافها بشكل أفضل. 4. الرفاهية: تقنيات الرفاهية تشمل الأجهزة المنزلية الذكية والتكنولوجيا القابلة للارتداء وأنظمة الترفيه المتقدمة. هذه التكنولوجيا تجعل حياتنا اليومية أكثر سهولة ومتعة. 5. الصحة: التكنولوجيا تلعب دورًا حاسمًا في تحسين مجال الرعاية الصحية. تتضمن ذلك أجهزة الرصد الصحي والتشخيص الرقمي والتلقيحات ومجموعة متنوعة من تطبيقات الصحة واللياقة البدنية. « 6. البيئة: تسهم التكنولوجيا في تطوير حلول أكثر فعالية للمحافظة على البيئة، بما في ذلك توليد الطاقة المتجددة وإدارة النفايات. 7. الأمان والخصوصية: تعرض التكنولوجيا تحديات جديدة للأمان والخصوصية. يجب على الأفراد والمؤسسات تبني إجراءات أمان وحماية بياناتهم الشخصية. 8. التغيير الاجتماعي: التكنولوجيا تؤثر على الثقافة والمجتمع والعلاقات الاجتماعية. يمكن أن تساعد في تعزيز التواصل وفهم مختلف الثقافات وتحقيق التغيير الاجتماعي. 9. الاقتصاد: تلعب التكنولوجيا دورًا هامًا في تحفيز النمو الاقتصادي وتحسين الإنتاجية وخلق فرص العمل. 10. الابتكار: التكنولوجيا تمنح الأفراد والشركات القدرة على الابتكار وتطوير حلول جديدة لمشاكل متنوعة.[1] المراجع :ـ -المصادر 1ـ - أحمد فهمي،هندسة الجمهور، مركز البيان للبحوث والدراسات طبعة 3، ص 123 - مواقع الانترنت 1ـ – تأثير التقنيات الحديثة على الابتكار والتنمية في بيئة العمل والحياة اليومية،2023 ،متاح على https://www.bskl.app/post/ - 2-أرامل الإنترنت، ضحايا أزواج يبحثون عن أوهام السعادة في الغرف المظلمة، الأحد 21 يناير 2024، ،متاح على الموقع - https://www.aletihad.ae/article