ملخص
لا يخلو مجتمع من المجتمعات الإنسانية متقدما كان أو في طور التقدم من وجود نسبة من أفراده قد أصيبوا بنوع من أنواع الإعاقة، سواء كانت هذه الإعاقة خلقية أما نتيجة حادث ما، وقد زادت هذه النسب من الإعاقات بعد الحربين العالميين الأول والثاني، إلا أن بعض الإعاقات لم تكتشف إلا متأخرا ولم ترتبط بالحروب فقط، ومن بين هذه الإعاقات حديثة الاكتشاف إعاقة التوحد والتي ازدادت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة حيث تحولت إلى إحدى المشاكل التي تواجهها المجتمعات، ويتطلب بذل الجهود لتوفير الخدمات العلاجية الجسدية والنفسية اللازمة للمصابين، لتمكينهم من تخطي إعاقتهم وإحساسهم بأنهم عالة على المجتمع، ولتمكينهم أيضاً من تحقيق ذاتهم للمساهمة في خدمة مجتمعاتهم مما يشعرهم بمكانتهم ودورهم كأفراد. ولقد برز في علاج هذه المشكلة اتجاهين: اتجاه ينادي بدمج فئة التوحد والتي كانت بنوعين دمج كامل ودمج جزئي، وهناك اتجاه ينادي بعدم الدمج. من هنا كانت فكره هذه الورقة البحثية تدور حول مدى إمكانية نجاح دمج فئة التوحد داخل المدارس العامة، والكشف عن مدى نجاح هذا الاتجاه أو هذه الطريقة، وذلك من خلال وجهة نظر المعلمين في بعض مدارس مدينة طرابلس والتي بها هذه التجربة للكشف عن مدى إمكانية نجاح دمج فئة التوحد داخل المدارس العامة، والوقوف على أهم العراقيل التي تواجههم من خلال دراسة وصفية تقوم على استبيان يوجه للمعلمين بهذه المدارس عينة الدراسة ووصلا إلى نتائج من خلال تحليل هذه الاستبيانات والتي بدورها تمكننا من الوصل إلى بعض الحلول التي من شأنها المساهمة في نجاح هذه العملية وذلك من خلال التوصيات التي سوف تقدمها الباحثان.