ملخص
هدفت الدراسة إلى تطوير منهج الكيمياء في ضوء تطبيقاتها الحياتية للمرحلة الثانوية بليبيا، ولتحقيق هذا الهدف استخدم الباحث المنهج الوصفي والمنهج التجريبي متبعا مجموعة من الإجراءات تمثلت في إعداد قائمة بالتطبيقات الحياتية لعلم الكيمياء اللازمة لطلاب المرحلة الثانوية، وتصميم بطاقة لتحليل محتوى المنهج الحالي للكيمياء في ضوء تطبيقاتها الحياتية، كما تم اختيار إحدى وحدات محتوى منهج الكيمياء للصف الثاني ثانوي وبناؤها تفصيلياً بغرض تجريبها. وللتحقق من فاعلية الوحدة، قام الباحث ببناء اختبار تحصيلي، ومقياس الاتجاه نحو الكيمياء. تكون مجتمع الدراسة من جزئين، الأول كتب الكيمياء للمرحلة الثانوية بليبيا، حيث مثلث كتب الكيمياء الثلاثة لهذه المرحلة أيضاً عينة تحليل محتوى كتب الكيمياء في ضوء التطبيقات الحياتية لعلم الكيمياء، كما تم اختيار عينة من هذه الكتب، تمثلت في وحدة الاحماض والقواعد من كتاب السنة الثانية، لإعادة تصميمها لتضمين التطبيقات الحياتية لعلم الكيمياء بها. وتكون الجزء الثاني من مجتمع الدراسة من طالبات السنة الثانية بمدرسة على سيالة الثانوية بمراقبة تعليم بلدية طرابلس المركز. وتكونت عينة الدراسة من الطلاب من عينة عشوائية من فصلين من فصول المدرسة، الأول منهما مثل المجموعة التجريبية، وضم 14 طالبة درست الوحدة المختارة المتضمنة للتطبيقات الحياتية لعلم الكيمياء، ومثل الفصل الثاني المجموعة الضابطة، وضم 15 طالبة درست الوحدة المختارة وفق المقررالدراسي. وتم تطبيق أدوات الدراسة قبلياً وبعدياً على المجموعتين بعد التأكد من صدقهما وثباتهما، ورصد النتائج وتحليلها وتفسير البيانات. وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها: متوسط ما تم تناوله من تطبيقات حياتية في كتب الكيمياء للسنوات الثلاث كان (17.5%) تطبيقاً حياتياً ومتوسط التطبيقات الحياتية للسنوات الثلاثة التي لم يتم تناولها كان (82.5%). بلغت نسبة تكررات تضمين موضوعات التطبيقات الحياتية بمحتوى كتب الكيمياء بالمرحلة الثانوية لمجموع فقرات التحليل للسنة الأولى (2.39%)، والسنة الثاتية (2.34%)، والسنة الثالثة (1.74%)، أما لكتب الكيمياء للسنوات الثلاث بالمرحلة الثانوية فكانت النسبة (2.08%). هناك فروق دالة إحصائياً عند مستوى دلالة (0.05) بين متوسط تحصيل طالبات المجموعة التجريبية في التطبيق القبلي والبعدي لكل من أسئلة مستوى التذكر والفهم والتطبيق والاختبار ككل لصالح التطبيق البعدي. هناك فروق دالة إحصائياً عند مستوى دلالة (0.05) بين متوسط اتجاه طالبات المجموعة التجريبية نحو الكيمياء في كل من التطبيق القبلي والبعدي لمقياس الاتجاهات لصالح التطبيق البعدي. هناك فروق دالة إحصائياً عند مستوى دلالة (0.05) بين متوسطي تحصيل طالبات المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في التطبيق البعدي للإختبار التحصيلي لصالح المجموعة التجريبية. هناك فروق دالة إحصائياً عند مستوى دلالة (0.05) بين متوسط اتجاه طالبات المجموعة التجريبية نحو الكيمياء واتجاهات طالبات المجموعة الضابطة في التطبيق البعدي لمقياس الاتجاهات لصالح المجموعة التجريبية. وهذه النتائج تشير إلى إن الوحدة المطورة كان لها نتائج إيجابية في تنمية تحصيل واتجاهات طالبات المجموعة التجريبية نحو الكيمياء. وأوصت الدراسة بتطوير منهج الكيمياء ليركز على الجوانب العملية مع الاحتفاظ بالمفاهيم الأساسية، واستخدام تقنيات التعلم التفاعلية وتدريب المعلمين على تدريس التطبيقات العملية وربطها بالواقع المحلي، إضافة إلى تضمين قضايا بيئية واجتماعية حقيقية في المناهج والتواصل مع أصحاب العلاقة لوضع إطار مرجعي لمنهج الكيمياء. كما يقترح الباحث إجراء المزيد من البحوث والدراسات المستقبلية بهدف تكملة واستمرارية نتائج الدراسة الحالية من خلال إجراء دراسات مماثلة في مناطق أخرى والعمل على تطوير منهج الكيمياء ليشمل التطبيقات الحياتية، بالإضافة إلى التعرف على صعوبات تعلم المواد التطبيقية وكيفية التغلب عليها. الكلمات المفتاحية: ( التطبيقات الحياتية – تطوير منهج الكيمياء – التحصيل – الاتجاه )