ملخص
بالرغم من الدور الايجابي الذي تؤديه العوائد النفطية في الاقتصاد الليبي ومساهمتها في تكوين الناتج المحلي الإجمالي وتمويل الموازنة العامة ورفع حجم الصادرات الكلية، إلا آن تلك العوائد لها تداعيات سلبية كبيرة في مقدمتها تعميق الاختلال الهيكلي، وارتفاع معدل البطالة يعزى ذلك بطبيعة الحال إلى العديد من الخصائص والسمات التي يتسم بها الاقتصاد الليبي والتي من بينها محدودية حجم الطاقة الاستيعابية للاقتصاد الناجمة عن صغر حجم السكان وضعف مرونة القطاع الإنتاجي )الزراعة والصناعة التحويلية ( وسوق العمل، الأمر الذي بدوره يحد من كفاءة الاستثمار في هذا القطاع ، مقابل توسع القطاع الخدمي، وهو ما يشار إليه في الأدب الاقتصادي بالمرض الهولندي أو تباطؤ التصنيع ، كما يعرف أيضا بلعنة الموارد. تستعرض هذه الورقة المفاهيم المتعلقة بالريع الاقتصادي واًليات نفاده لبقية القطاعات الاقتصادية في الاقتصاد، وتقدم تحليلا قياسا لأثر العائدات النفطية على الأداء الاقتصادي للاقتصاد الليبي