ملخص
ملخص البحث بالغة العربية دولة ليبيا وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جامعة طرابلس كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة مكتب الدراسات العليا والتدريب قسم إعادة التأهيل والعلاج الطبيعي عــنـوان الــبـحث برنامج مقترح لتنمية التوافق العصبي العضلي وأثره في إعادة التأهيل الحركي للأطفال ذوي الإعاقات الذهنية البسيطة مقدم من الباحث أحمد عبد الله شعبان همل استكمالاً لمتطلبات الحصول على درجة الإجازة العالية ( الماجستير ) في إعادة التأهيل والعلاج الطبيعي إشراف د. جمال أحمد زريبة أستاذ مشارك بقسم إعادة التأهيل والعلاج الطبيعي العام الجامعي 2016 المقدمة : الأشخاص ذوي الإعاقة مهما اختلفت درجة إعاقتهم فهم أفراد من المجتمع لهمم للآخرين من حقوق وما عليهم من واجبات ،غير أن اكتسابهم للمهارات والخبرات الضرورية اللازمة للحياة الطبيعية تكون بدرجة ضعيفة وفقا لنوع ودرجة الإعاقة ، لذلك نجد أن تعلمهم للمهارات يحدث ببطء ويحتاج إلى وقت طويل للتدريب على هذه الضروريات اللازمة للحياة كالتنقل والحركة بمختلف أنواعها التي لابد أن يمارسوها لقضاء حاجاتهم الضرورية على الرغم من اختلاف الحركة من شخص إلى آخر وفقا لنوع الإعاقة ودرجتها. ويعد العمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة قضية إنسانية وخدمة تحتاج إلى وعي دقيق حيث يتم من خلالها توجيههم وتقديم العون والمساعدة إليهم من أجل الانتفاع بمواهبهم المختلفة ، وتأتي ممارسة الأنشطة الرياضية في مقدمة ذلك لما لها من دور رئيسي في حياتهم ، وبهذا فإن الرياضة كناحية تأهيلية أصبحت ضرورة من ضروريات الحياة السليمة لهؤلاء الأشخاص حيث تعتبر الأداة الفاعلة في توجيههم التوجيه الصحيح باعتبارها عنصرا أساسياَ ومهما لتطوير المجتمع وكونها أداة حقيقية لتربية ذوي الإعاقة بدنيا وذهنيا وحسيا من خلال تطوير قدراتهم وإمكانياتهم الجــــسمية والفكرية . يعد البشر أغنى الثروات لدى الأمم ولهذا تتسابق الدول في تقديم أفضل الخدمات لأبنائها بصرف النظر عن اختلاف فهمهم وثقافتهم وسنهم وفئاتهم ، وأصبح يستوفي ذلك السوي والمعاق ، فالمعاقين ذهنيا قد نالوا من المجتمعات القديمة الأسوة والنفي والتخلص منهم وكان ذلك غير إنساني . وتشير الدلائل إلى أن اهتمام المجتمعات القديمة بهذه الشريحة من المجتمع الإنساني ، كذلك في حضارة بلاد ما بين النهرين التي وجدت في سجل قوانين حمو رابي، بالرغم من ذلك كانت بعض الحضارات تقتل ذوي الإعاقة وخاصة وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد المعاقين ذهنيا ً يمثل نسبة ( 3.2 %) من عدد السكان في العالم ، ومن تلك النسبة يوجد حوالي ( 75 % ) من ذوي الإعاقة الذهنية البسيطة ، ( 20 % ) من ذوي الإعاقة الذهنية المتوسطة أما نسبة ( 5 % ) فهي من ذوي الإعاقة الشديدة . حيث تعتبر لجنة صحة الطفل التابعة للرابطة الأمريكية للصحة العامة " الطفل معوقا " إذا كان غير قادر على اللعب ، أو التعليم ، أو العمل ، أو إنجاز ما يمكن أن ينجزه غيره من الأطفال رفقاء سنه ، وإذا كان غير قادر على تحـصـيل أكبر عائد ممكن من استخدام مجهوداته العقلية والعضوية والاجتماعية . تعد برامج التربية البدنية للأطفال المعاقين ذهنياَ من أهم البرامج التعليمية والتربوية التي يغلب عليها الطابع الحركي والتي تأسست نظريتها على فرض أن التدريب النوعي للجهاز العصبي عن طريق تدريب وتحريك العضلات والحواس يمكن أن يقوى الموصلات المستقبلية فيستشير الجهاز العصبي المركزي وتستشير القشرة المخية لأداء عقلي أكثر نشاطاً ، ويمكن عن طريق التربية الحركية توظيف الاستعدادات والقدرات الخاصة بالطفل المعاق ذهنياَ من خلال استثارة قدراته وإمكانياته . مشكلة البحث : تشكل الإعاقة تحدياً إنسانيا واجتماعيا في معظم المجتمعات، وتزداد أهمية الاهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة يوما بعد يوم ، بل إن رعايتهم تعد أحد مظاهر و مؤشرات التقدم الاجتماعي والإنساني ، وفي نفس الوقت معياراً لتقدم المجتمع ورقيه، علاوة على الأهمية الاقتصادية لتحويل الفرد المعاق إلى إنسان منتج وطاقة فعالة تسهم في خير المجتمع ونفعه العام، وتخفف العبء عن كاهل الأسرة في إعالة من يوجد بين أعضائها من فئة ذوي الإعاقة. إن المعلومات بخصوص الإعاقة الذهنية تزداد نسبتها يوماً بعد يوم، وإن نسبة المصابين بالتأخر العقلي إلى المجموع الكلي ليست محددة، إلا أنه يمكننا القول بأن التأخر العقلي موجود في كل الشعوب ، وإن التعليم الإجباري يسهل عملية اكتشاف المتأخرين عقليا، إلا أن إعاقتهم تعتبر بسيطة و درجة ذكائهم أعلى من 50 درجة . وفي ليبيا يوجد عدد ( 20.054 ) حالة إعاقة ذهنية متنوعة بين الإعاقة الشديدة والمتوسطة والبسيطة وفق اَلإحصاءات الهيئة العامة لصندوق الضمان الاجتماعي حتى تاريخ 12/ 2011 . إن التوافق العصبي العضلي يعتمد على سلامة جهاز العضلات والأعصاب حيث يتعين إرسال الإشارات العصبية إلى أكثر من جزء واحد من الجسم في وقت واحد وبسرعة منتظمة، هذا والحركات التي تتطلب حركة أكثر من اتجاه تحتاج إلى سيطرة تامة من الجهاز العصبي على الممرات العصبية حيث تكون الإشارة في توقيت زمني سليم . ومن خلال قراءات الباحث في هذا المجال يمكن تلخيص المشكلة في معاناة بعض الأطفال ذوي الإعاقات الذهنية البسيطة من صعوبات في الحركة الطبيعية ذلك يرجع إلى مشكلة انتقال الإشارة العصبية من الجهاز العصبي المركزي إلى العضلات المسئولة عن الحركة في الأطراف فتتسم عادة بالبطء وعدم القدرة على أداء الحركات المركبة، ويتضح ذلك جلياً في بعض حالات متلازمة داون ، وبعض حالات أطفال التوحد وغيرها. ومن خلال زيارات الباحث المتكررة لمراكز التأهيل اتضح أنه لا توجد برامج محددة لتأهيل هذه الحالات وإنما مجرد برامج تقليدية شخصية من قبل القائمين في مركز تنمية القدرات الذهنية بجنزور، الأمر الذي دعا الباحث إلى وضع برنامج يركز على تنمية عنصر التوافق العصبي العضلي لما له من دور محوري في آلية الحركة وتطويرها خصوصاً في مرحلة الطفولة . ويتلخص البرنامج الذي قام الباحث بتصميمه في التركيز على تنمية عنصر من عناصر اللياقة البدنية وهو " التوافق العصبي العضلي انطلاقا من أهميته المحورية في إحداث الحركة وضمان انسيابية وانتظام سريان الإشارة العصبية من مراكز المخ العليا إلى الأعصاب الطرفية. أهمية البحث : تظهر أهمية البحث في :- 1- الدور الهام الذي يلعبه البرنامج المقترح في تنمية التوافق العصبي العضلي للأطفال ذوي الإعاقة الذهنية البسيطة . 2- الدور الذي يلعبه عنصر التوافق العصبي العضلي في إعادة التأهيل الحركي للأطفال ذوي الإعاقة الذهنية البسيطة . 3- يوفر هذا البحث المعلومات العلمية عن الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية أهمية ممارسة الأنشطة الرياضية لهم . 4- ما يقدمه من خدمة للأطفال ذوي الإعاقة عن طريق تغطية القصور في هذه البرامج بمراكز التأهيل. 5- تقديم خدمة في سياق البحث العلمي على المستوى المحلي . 6- مساعدة على تنمية سرعة الاستجابة الأمر الذي يمكنهم من أداء احتياجاتهم اليومية بكل يسر وإتقان . هدف البحث : تأثير البرنامج المقترح على تنمية التوافق العصبي العضلي وأثره في إعادة التأهيل الحركي للأطفال ذوي الإعاقات الذهنية البسيطة . فرضيات البحث: 1- توجد فروق داله إحصائيا بين القياسين القبلي و البعدي لدى عينة البحث في نسبة تحسن التوافق العصبي العضلي لصالح القياس البعدي . 2- توجد فروق دالة إحصائياً بين اختبارات الأداء الحركي القبلية والبعدية ذلك لصالح الاختبارات البعدية. منهج البحث : أستخدم الباحث المنهج التجريبي لمجموعة واحدة لملائمته لطبيعة البحث . مجتمع البحث : تضمن المجتمع تلاميذ مركز تنمية القدرات الذهنية بجنزور والبالغ عددهم (91) تلميذاً من الذين يتراوح العمر الزمني 8 – 12 سنة والعمر العقلي ( 50 – 70ْ ) درجة. عينة البحث : تم اختيار العينة بالطريقة العشوائية حيث تكونت من ( 9 ) تلاميذ القابلين للتعلم، وتراوحت أعمارهم من 11 إلى 12 سنة من المترددين بالمركز ، وقد تم إجراء عملية التجانس فيما بينهم . يتضح من الجدول رقم (1) أن قيم معامل الالتواء لمتغيرات العمر والطول والوزن ودرجة الذكاء للأطفال ذوي الإعاقات الذهنية البسيطة بأنه جميعها قريبة من الصفر ، حيث تراوحت من ( 0.08 إلى 1.44 ) والتي تشير إلى اعتدالية هذه القيم. الاختبارات المستخدمة في البحث : • اختـــــــبارات التوافــــق العـــــصبي العــــــضلي. 1- اختبار الأشكال الهندسية 2- اختبار رمي كيس رمل على الهدف 3- اختبار الدوائر المرقمة • اختبارات الأداء الحركي . 1- العدو لمسافة 20 متراً. 2- اختبار الجري المكوكي 4*9 متراً. 3- اختبار الوثب العريض من الثبات. 4- اختبار رمي الكرة الناعمة لأبعد مسافة. الأجهزة والأدوات المستخدمة في البحث : - جهاز لوحة الأشكال الهندسية - أكياس رمل تزن 400 جرام . - قطعة سجاد مرسوم عليها 8 دوائر - كور تنس - أقماع ودوائر بلاستيكية - ساعة إيقاف - لوحة الهدف - كور ملونة - مربعات أسفنجية ملونة - سلة مهملات - حواجز بلاستيكية - بساط جمباز - قضبان بلاستيكية - أقراص بلاستيكية ملونة - قضبان للبوينج - صفارة. الدراسة الأساسية : قام الباحث بتنفيذ الدراسة الأساسية في الفترة من 3/3/2015 إلى غاية 15/5/2015على عينة البحث وعددها ( 9 ) تلاميذ واستخدم الاختبارات القبلية للعينة المستهدفة وتسجيلها ، ثم اتبع الاختبارات القبلية بالبرنامج المقترح الذي يهدف إلى تنمية التوافق العصبي العضلي ومدى تأثيره على إعادة التأهيل الحركي للأطفال ، وكانت مدة البرنامج شهرين ونصف ، واعتمد الباحث على التحفيز والمنافسة والتدرج في البرنامج من السهل إلى الصعب في الأداء ، والتنسيق مع أولياء أمور التلاميذ بعدم غيابهم عن البرنامج قدر المستطاع ، وتم التنسيق مع أخصائي الصحة النفسية لتحديد مستوى ذكاء التلاميذ حتى يتسنى للباحث تنفيذ البرنامج بصورة صحيحة ، وعند انتهاء البرنامج تم إجراء الاختبارات البعدية وأخذت بعض الأيام لتنفيذ الاختبارات البعدية ، ولقد تم الاستعانة بمساعدين مدرسة من داخل المركز وأخر من خارج المركز. الاستنتاجات : في ضوء القراءات النظرية وتحليل نتائج التجربة ومناقشتها تمكن الباحث من الخروج بجملة من الاستنتاجات الهامة وهي كما يلي : 1- البرنامج المقترح أثر إيجابياً بدرجة كبيرة في تحسين التوافق العصبي العضلي للأطفال ذوي الإعاقة الذهنية البسيطة في اختبارين من ضمن ثلاث اختبارات : - اختبار الأشكال الهندسية بنسبة تحسن 0.07 . - اختبار رمي كيس رمل على الهدف بنسبة تحسن 0.08 . 2- البرنامج أرتكز على تنمية التوافق العصبي العضلي بدوره أدى إلى تحسن الأداء الحركي بنسبة ضئيلة في اختبارين من ضمن أربعة اختبارات : - اختبار الوثب العريض من الثبات بنسبة تحسن 0.10 . - رمي كرة ناعمة لأبعد مسافة بنسبة تحسن 0.32 . 3- اتضح للباحث أن البرنامج كان له تأثير إيجابي في تنمية عنصر التوافق العصبي العضلي لأفراد العينة أفضل مما كانوا عليه قبل أداء البرنامج،في حين أن تأثير البرنامج على الأداء الحركي بشكل عام لأفراد العينة كان بنسبة ضئيلة جدا. 4- نتائج البحث أظهرت إن أفراد العينة لديهم القدرة والاستعداد والاهتمام لممارسة الأنشطة الحركية وتنمية قدراتهم البدنية . 5- قلة أفراد العينة مما أذى إلى إظهار نتائج البرنامج بهذه الصورة . 5-1 التوصيات : في ضوء أهداف البحث ونتـائجه الـمستخلصة يوصي الـباحث بالـنقاط التالية :- 1- التركيز على عنصر التوافق العصبي العضلي عند وضع البرامج التأهيلية أو الرياضية للأطفال ذوي الإعاقات الذهنية وذلك لما لهذا العنصر من أهمية ارتباطه بإثارة وتحفيز الجهاز العصبي وكذلك العضلي. 2- تشجيع الأطفال ذوي الإعاقة على ممارسة الأنشطة الرياضية المناسبة وخاصة تلك المتنوعة التي يغلب عليها التركيز في اللعب. 3- إجراء اختبارات دورية لعناصر اللياقة البدنية لأنها مؤشراً هاماً لمعرفة مدى تحسن قدراتهم البدنية. 4- إجراء المزيد من الدراسات المشابهة لفئات عمرية مختلفة وإعاقة مختلفة. 5- الكشف المبكر على قدرات الطفل وخصوصاً الحس-حركية لما لها من أهمية في تحسين أدائه . 6- التركيز على فتح أندية ترفيهية للطفل ذو الإعاقة تكون أكثر تركيزاً على الجانب الحركي وتحتوي على كافة الأدوات والتجهيزات وليس الذهني فقط، فالطفل وحدة متعددة الأبعاد وليس عقلاً فقط. 7- مزيداً من الاهتمام بمرحلة رياض الأطفال وتشيع بافتتاح مدارس رياض الأطفال مع توفير الإمكانيات المناسبة من صالات أو ملاعب أو أدوات وذلك لما لهذه المرحلة من أهمية قصوى في تنمية الطفل واكتشاف عيوبه البدنية والذهنية في مرحلة مبكرة .