ان الدول المتقدمة التي حققت تقدما
ملموسا في مجال العلم والمعرفة هي دول أمنت أساسا بالبحث العلمي فهو يكفل مواجهة
المشكلات بطريقة سليمة وبمنهج محكم ودراسة موضوعية لدى يجب تشجيعه ودعمه بكافة
الطرق ومختلف الوسائل، فهو روح الحضارة ومفتاح التنمية وسبيل الرفعة ووسيلة لتقدم
وصناعة الرفاهية لكل الشعوب. ﺇﻥ ﻤـﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺎﺕ ﻭﻤﻌﺎﻫﺩ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﺼﻨﻊ ﻭﺘﺨﻁﻴﻁ
ﻤﺴﺘﻘﺒل ﺃﻱ ﺒﻠﺩ ﻻ ﻴﻘل ﺒﺄﻱ ﺤﺎل ﻤﻥ ﺍﻷﺤﻭﺍل ﻋﻥ ﻤﺴﺌﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻭﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻠﻁﺎﺕ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺩﻟﻴل ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ، ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺍﻟﻤﺘﻘﺩﻤﺔ ﻗﺩ ﺃﻋﻁﺕ ﻭﺘﺒﻨﺕ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺴﺒﻴﻼﹰ ﻭﻁﺭﻴﻘﺎﹰ ﻨﺤﻭ
ﺍﻷﻓﻀل، ﻭﺘﺨﻠﺼﺕ ﻤﻥ ﺍﻷﺴﺎﻟﻴﺏ ﺍﻹﺭﺘﺠﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﺘﺒﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ، ﻭﻟﻼﺴﻑ ﻓﻲ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺩﻭل
ﺍﻟﻨﺎﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺤﺎﻀﺭ . ﻟﺫﻟﻙ ﻟﻴﺱ ﻫﻨﺎﻟﻙ ﻋﻠﻡ ﺃﻭ ﺘﻘﺩﻡ ﻋﻠﻤﻲ ﻴﺘﻡ ﺇﻻ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻴل
ﻭﺍﻹﺴﺘﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﻤﻘﻨﻥ ﻭﺍﻟﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﻟﺔ ﻭﺒﺭﺍﻫﻴﻥ ﻤﺤﺴﻭﺴﺔ.
ﺴﻭﻑ ﻨﺤﺎﻭل ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻘﺭﺭ، ﺃﻥ ﻨﻌﻁﻲ ﻓﻜﺭﺓ ﻋﺎﻤﺔ
ﻭﺘﻌﺭﻴﻔﺎﺕ ﻤﺤﺩﺩﺓ ﻋﻥ ﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺃﻨﺴﺏ ﺍﻟﻁﺭﻕ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺇﺘﺒﺎﻋﻬﺎ ﻋﻨﺩ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﻌﻤﻠﻴﺔ
ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻋﻠﻰ ﺃﺴﺱ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺴﻠﻴﻤﺔ ﻟﻜﻲ ﻨﺤﺼل ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﺴﺘﻨﺘﺎﺠﺎﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺼﺤﻴﺤﺔ ﻭﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ
ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻟﻭﺜﻭﻕ ﺒﻬﺎ ﻗﺒل ﺍﻟﺒﺩﺀ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﺸﺭﻭﻉ ﺃﻭ ﺨﻁﺔ ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ.