ملخص
مقدمة : إن عودة المرأة للجريمة وبالتالي عودتها للسجن له آثار عميقة تنعكس على شخصية المرآة حيث توصم وتنعت من قبل سكان المجتمع بنعوت تجعلها تعيش في حيرة وعزلة اجتماعية بعد ان فقدت احترامها ، ونظراً لما للوصم من أثر في عودة المرأة للجريمة ، وخاصة بعد نبذ المجتمع لها، فلا تجد إلا رفقاء السوء فتعود للجريمة والانحراف ، ويزداد عددهن يوماً بعد يوم ، ولخطورة ما تشكله ظاهرة العود إلى الجريمة على أمن المجتمع ومصالحة ، وما تسببه من خسائر بشرية ومادية ومعنوية تتمثل في فقد العديد منهن نتيجة لعودتهن إلى السلوك الإنحرافي واحتمال تأصيل الإجرام فيهن ، لهذا كانت دراسة هذه الظاهرة من الأمور التي قد تسهم في مواجهة مشكلة الوصم والحد من مشكلة العود للجريمة . وبناءً على ما تقدم فإن هذا البحث اشتمل على ستة فصول : الفصل الأول : احتوى على الإطار المنهجي للبحث حيث تضمن المقدمة وتحديد المشكلة وأهميتها وأهدافها والتساؤلات التي حاول الإجابة عليها ، كما اشتمل على تعريف لمنهجية البحث والادوات التي تم استخدامها في جمع المعلومات وتحليلها ومصطلحات ومفاهيم البحث والدراسات السابقة والنظرية المفسرة للبحث . أما الفصل الثاني :- تناول مدلول الوصم وأدبياته . أما الفصل الثالث :- تناول جرائم المرأة والعود للجريمة أما الفصل الرابع :- تناول الخدمة الاجتماعية في مؤسسات الإصلاح والتأهيل بينما يتناول الفصل الخامس :- الإجراءات المنهجية الفصل السادس :- وفيه عرض وتحليل لبيانات البحث ، ونتائجها ، كما يحتوي على التوصيات والمقترحات التي توصلت لها الباحثة . مشكلة البحث : إن عودة المرأة إلى الجريمة تؤدي إلى تكبد المجتمع خسائر كبيرة سواء بشرية متمثلة تعطيل دور المرأة العائدة إلى الجريمة ، التي كان ينتظر إسهاماً في عملية التنمية ، أو في الموارد المادية التي تصرف على مواجهة الجريمة والحد من آثارها , وكذلك على برامج إعادة التأهيل وغيرها من البرامج التي من المفترض أن تصرف في تفعيل عمليات التنمية , ومعالجة مشكلة العودة إلى الجريمة وما تمثله العائدة للجريمة من خطر على أمن المجتمع وتقدمه , وتأصيل الإجرام في نفسها ، واكتسابها لسلوك إجرامي خطير , وتكرار الفعل الإجرامي , لهذا كانت دراسة هذه الظاهرة من الأمور التي ربما تسهم في الكشف عن مشكلة الوصم الاجتماعي وعلاقته بالعود للجريمة بين الإناث في محاولة لتخفيف حدته وتجنب مخاطره , وسلبياته على النزلات وذويهم بخاص وعلى المجتمع بعامته , ويمكن صياغة المشكلة البحثية في التساؤل التالي : ما علاقة الوصم الاجتماعي للمرأة بالعود للجريمة ؟. أهمية البحث : أ) الأهمية التطبيقية (العلمية) : تكمن الأهمية العملية للبحث في سعيه لتحديد العلاقة بين الوصم الاجتماعي للمرأة والعود للجريمة ، وتصحيح النظرة السلبية للأسرة والمجتمع تجاه العائد، ومنحها فرصة لإعادة الثقة والاعتبار لنفسها ، والاندماج في المجتمع ومعالجة ما لحق بها من وصم وتحقير اجتماعي ، حتى تتمكن من الابتعاد عن الجريمة , مما يساعد في الحد من مشكلة العود للجريمة والآثار المترتبة عليه. ب) الأهمية العلمية : تكمن أهمية هذا البحث في سعيه لتوفير معرفة علمية تسهم في تحديد علاقة الوصم الاجتماعية للمرأة بالعود للجريمة مما يوفره هذا البحث من معارف وملاحظات مهمة تسهم في توفير معرفة امبريقية يستفاد منها في الممارسة المهنية في هذا المجال . أهداف البحث : يهدف هذا البحث إلى الكشف على العلاقة بين الوصم الاجتماعي والعود إلى الجريمة بين الإناث من خلال الأهداف الفرعية التالية : 1- الكشف عن علاقة الوصم الاجتماعي للمرأة والعود للجريمة . 2- رصد أهم مظاهر الوصم الاجتماعي الذى تمارسه الأسرة تجاه العائدة إلى الجريمة . 3- تحديد أهم مظاهر الوصم الاجتماعي الذى يمارسه أفراد المجتمع تجاه العائدة إلى الجريمة . 4- الكشف عن ردة فعل العائدات إلى الجريمة من الوصم الاجتماعي تجاه المجتمع بكافة هيئاته ومؤسساته وأفراده . تساؤلات البحث : انطلق البحث الحالي من تساؤلات رئيس مفاده ما العلاقة بين الوصم الاجتماعي والعود للجريمة بين الإناث ؟ وتتفرع عنه التساؤلات الفرعية التالية : 1- هل توجد علاقة بين الوصم الإجتماعي للمراة والعود للجريمة ؟ 2- ما مظاهر الوصم الاجتماعي الذى تمارسه الأسرة اتجاه العائدة إلى الجريمة ؟ 3- ما مظاهر الوصم الاجتماعي الذى يمارسه أفراد المجتمع اتجاه العائدة |إلى الجريمة ؟ 4- ماردة فعل العائدة إلى الجريمة من الوصم الاجتماعي تجاه المجتمع بكافة هيئاته ومؤسساته وأفراده ؟ 5- ما هي مجالات التدخل المهني للخدمة الاجتماعية مع أفراد العينة من وجهة نظر النساء العائدات إلى الجريمة ؟ مجالات البحث : المجال المكاني : انحصر إجراء البحث مكانياً بحيث يشمل الحدود الإدارية لشعبيتي طرابلس والزاوية بالجماهيرية العظمى المعترف بها عند تطبيق الدراسة . المجال البشري : أجري البحث على النزيلات العائدات لمؤسسة الإصلاح والتأهيل بمنطقة الجديدة بطرابلس ويبلغ عددهن "21" مفردة من اجمالى النزيلات البالغ عددهن "174" مفردة وبنسبة (12.07%) , بينما يبلغ عدد النزيلات العائدة في مؤسسة الإصلاح والتأهيل بالزاوية "9" من اجمالى النزيلات البالغ عددهن "40" مفردة وبنسبة (22.5%) . المجال الزماني : وهي الفترة الزمنية التي استغرقها البحث في جانبيه النظري والتطبيقي من تسجيل الخطة وحتى تاريخ مناقشتها ، فيما استغرق الجانب الميداني من 25/03/2010ف إلى 03/04/2010ف زيارة مؤسستي الإصلاح والتأهيل حتى توزيع استمارات الاستبيان واستردادها . المجال الموضوعي : يقتصر هذا البحث على تحليل موضوع " الوصم الاجتماعي للمرآة وعلاقته بالعود للجريمة " دراسة مطبقة على النزيلات في المؤسسات العقابية بمؤسستي طرابلس والزاوية . مجتمع البحث : يتكون مجتمع البحث من السجينات العائدة بمؤسسة الإصلاح والتأهيل طرابلس بمنطقة الجديدة ونظيرتها بالزاوية في منطقة الزاوية المركز , واستخدام أسلوب الحصر الشامل , وذلك بطريقة المسح الاجتماعي لجميع السجينات العائدة للجريمة والبالغ عددهن (30) مفردة ممن يقمن بمؤسستي الإصلاح والتأهيل طرابلس والزاوية . أدوات البحث :- الوثائق والاحصائيات والتقارير والسجلات المتعلقة بموضوع البحث وذلك لتحليل ومعالجة البيانات ولتحقيق أهداف البحث والوصول الى النتائج . وكذلك استخدام استمارة استبيان من إعداد الباحثة . الوسائل الاحصائية للبحث :- النسبة المئوية ، المتوسط الحسابي ، الانحراف المعياري , معامل ارتباط بيرسون . أهم النتائج : من أهم النتائج التي توصل إليها البحث ما يلي : 1- إن من مظاهر الوصم الاجتماعي الذى تمارسه الأسرة تجاه العائدة إلى الجريمة مقاطعتها من قبل أسرتها وأقاربها . 2- إن من مظاهر الوصم الاجتماعي الذي يمارسه أفراد المجتمع تجاه العائدة للجريمة هو صحيفة السوابق ورفض تشغيلها وعدم قبول مصاهرتها والتعامل معها والتخلي عنها وتشوية صورتها وعزلها وكرهها واحتقارها من قبل أفراد المجتمع . 3- إن العائد للجريمة تحس بكراهية نحو المجتمع وعدم الثقة وتصبح ناقمة وحاقدة عليه . 4- إن أغلب عينة البحث هن من فئة الشباب يعانين البطالة وتدني الدخل .