القيم السائدة وعلاقتها بتحقيق الذات لدى طلبة وطالبات المرحلة المتوسطة ( الثانويات التخصصية ) ( سنة ثالثة ورابعة ) العام الجامعي 2006

تاريخ النشر

2006-4

نوع المقالة

رسالة ماجستير

عنوان الرسالة

جامعة طرابلس

المؤلفـ(ون)

سعاد سعيد فرج الخمسي

ملخص

المستخلص انطلاقا من أن دراسة القيم من المواضيع الهامة في العصر الحالي حيث تعد من المصادر الرئيسية التي تنظم سلوك الأفراد وعلاقاتهم فيما بينهم في المجتمع الذي يعيشون فيه ولأنها وصفت بالرقيب فهي قادرة على ضبط سلوك الأفراد لذا أحيطت بالقدسية فالانحراف عنها يعد انحرافٍ عن المجتمع ، وعليه فإن المجتمعات تسعى حثيثة على تربية أفرادها بقصد ربطهم بقيم مجتمعهم وأماله وطموحاته من خلال المؤسسة الاجتماعية والتعليمية التي تهدف إلى ربط برامجها بفلسفتها العامة المستندة إلى قيمها الأساسية منطلقة من أصولها التربوية السليمة والإسلامية . وبما أن المدرسة هي المؤسسة التعليمية التي تعمل جاهدة لبث القيم لغرسها في عقول المتعلمين فإن الباحثة قد اختارت فئة الطلاب من المرحلة المتوسطة من التعليم العام كمجتمع لبحثها وذلك تهدف للكشف عن (القيم السائدة لدى طلبة وطالبات المرحلة المتوسطة وعلاقتها بتحقيق الذات) ، وبما أن دراسة القيم وتحليلها ليس بالأمر الهين دون تبني تصنيف معين يمكن من خلاله الإلمام بكافة أنواع القيم، وبهذا فإن الباحثة استعانت بتصنيف قيمي تحليلي (تصنيف عقيل المطور عن تصنيف عقيل وأبو التمن لتحليل القيم ) كأداة للبحث وذلك لشموليته وملاءمته لمتطلبات البحث قيد الدراسة . ولان تحديد المنهج من الضروريات البحثية فان الباحثة اختارت منهج علمي يتوافق ومعطيات بحثها ألا وهو (منهج تحليل المحتوى) و تم تنفيذ البحث في العام الدراسي 2005-2006 بطرابلس. وللقيام بدراسة هذا الموضوع فقد رأت الباحثة إن ينتظم بحثها على أربعة فصول يشكل كل فصل فيها المجال الذي تفرضه طبيعة الموضوع التي يحتويه . وختاما تعتبر هذه المرحلة نتيجة لمراحل سابقة باعتبار الخطة المرسومة والمعتمدة للبحث والتي تناولت مشكلة البحث وصياغة الفروض وتحديد الأهداف مع متابعة تحقيقها وفق حدود البحث حيث اظهر الجانب الميداني للبحث مجموعة من النتائج اهمها: أولا: تبين من خلال النتائج مشاركة جميع مفردات العينة في الإجابة على مجالات العلائق القيمية الست وذلك نتيجة حرص الباحثة على انجازها من خلال متابعة كل استمارة على حدة. ثانياً: ان الوسط الحسابي لأوزان العلائق القيمية الست أظهرت الذاتية ما عدا العلاقة القيمية السياسية التي أظهرت الذاتية تميل إلى الموضوعية التي تشير إلى التطلعية التي معيارها المنطق المعتمد على الحجة وهذا يبين لنا أن المجتمع العربي الليبي بمارس الديمقراطية ويسعى إلى التطلع نحو الأفضل وهو في حالة لإثبات البراهين من اجل ترسيخ فكرة الديمقراطية في المجتمع بحيث تتقبل النقد وتصحيح الأفكار والسلوكيات المعتادة. ثالثاً: يشير الوسيط والمنوال في معظم الاختيارات إلى الموضوعية والذاتية تميل إلى الموضوعية مما يشير إلى أن مجتمع البحث يتميزون بالعقلانية التي تعتمد على قوة البصيرة المدركة لما يجب وما لا يجب. رابعاً: كما تبين قيم التباين التجمعي لهذه العلائق القيمية الست متقاربة مما يدل على التجانس النسبي لاختيارات المبحوثين. خامساً: حيث أثبتت معامل الالتواءات جميع المجالات القيمية الست تميل إلى القيم السالبة والمتجمعة نحو القيم العالية في مجملها مما جعلها في حالة توافق مع القيم النزعة المركزية متماثلة مع قيم خماسي التحليل وهذا يشير إلى أن مجتمع البحث يتجه في تفكيره ناحية القيم المرغوبة. سادساً: كما تبين معامل الاختلاف باعتبار التخصص بان طلاب العلوم الأساسية هم أكثر تجانس من بقية التخصصات ماعدا العلاقة القيمية الثقافية التي تميل فيها كفة العلوم الاقتصادية مما يدل على أن للتخصص أثر واضح على اختيارات المبحوثين. سابعاً: يشير معامل الاختلاف باعتبار الجنس بان الإناث هن أكثر تجانس من الذكور لأغلب العلائق القيمية ماعدا العلائق القيمية الإنتاجية والعلائق القيمية النفسية التي أظهرت التجانس لدى الذكور مما يفسر بأن الذكور هم أكثر رغبة من الإناث للعمل المنتج وملاحقة التطور التقني من أجل الوصول إلى المستقبل الأفضل بإخلاص مع حصر الجهد المبذول بالهدف الممكن التحقيق وبأن هناك اختلاف بين الجنسين في اختياراتهم للعلائق القيمية الست. ثامناً: أثبتت معامل الاختلاف باعتبار المستوى الدراسي بان طلاب السنة الرابعة هم أكثر تجانس في اختياراتهم من طلاب السنة ثالثة ماعدا العلاقة القيمية السياسية التي أظهرت التجانس لدى طلاب السنة الثالثة مما يشير إلى أن طلاب السنة ثالثة يميلون إلى التعبير عن الإرادة الحرة التي تدعمها الأفكار الثورية التي تنادي بها ثورة الفاتح. تاسعاً: اثبت اختبار فريدمان (Fridman) إننا نرفض فرض العدم الداعي إلى إن اختيارات المبحوثين للبدائل القيمية متساوية عند مستوى معنوية (5%) وفي المقابل نقبل الفرض البديل الدال على عدم تساوي اثنين على الأقل من الاختيارات وإنها تظهر تمركزا لمعظم الاختيارات التي تميل إلى الموضوعية التي تعطي الصدارة للمنطق في صدور أحكام رغم إنها مازالت في مرحلة الانتقال من حالة تمركز على التفكير والتقييم العاطفي إلى حالة التقييم المنطقي الذي يجعلها تميل إلى الأفضل. بناء على نتائج البحث توصي الباحثة بالآتي: - بما أن للقيم دور هام في حياة الإنسان ولها علاقة مباشرة بحاجاته فكان لزاماً العمل على دراستها ومعرفة المسار الذي تتجه إليه، وبما أن اختيارات الطلاب في العموم كانت ذاتية التي معيارها العاطفة (نحن كل شيء) باعتبار إن الذاتية تعبر عن المساواة فان من الضروري تعزيز القيم الخيرة التي تطبع الذات العامة. فالفرد يمكن أن يكون أناني ويمكن أن يكون ذاتي حسب تأثره بالموضوع وحسب ما يتشربه من قيم سائدة في المجتمع وتحقق ذاته. - وأن لتخصص أثر في اختيارات المبحوثين فان الباحثة توصى بتعزيز القيم الخيرة التي تؤكد الموضوعية في المناهج المتخصصة لافتقارها للعنصر المحفز للقيم السليمة. - كما أن للجنس أثر واضح في اختيار البدائل القيمية وان الباحثة توصي بدعم القيم التي من شأنها توضح الجانب الإنتاجي فالذكور والإناث معاً بيد واحدة من اجل بناء مجتمع متقدم. - وأن للمستوى الدراسي أيضا أثر على اختيارات المبحوثين توصي الباحثة بان يدعم المناهج العلمية بالقيم المحفزة على العمل الخير والتي من شانها أن تنمي أفكار الطلاب وتوسع مداركهم من خلال البرامج والنشاطات الفكرية والتربوية. تأمل بل تتمنى الباحثة أن تكون قد وفقت فيما سعت إليه من مجهود لإظهار هذا البحث بشكله اللائق وبالصورة التي أرادتها والكمال لله وما توفيقي إلا بالله.