ملخص
يعتبر الفن الروائي من أهم الفنون الأدبية الذي ساهم بشكل كبير في الكشف عن العديد من القضايا الحياتية، فالروائي الكوني في روايته (التبر) حاول أن يوغل في أعماق البيئة الصحراوية، بصفة عامة والطوارق بصفة خاصة. لقد تطرقنا في هذا البحث إلى بعض الإشارات التاريخية التي استقى منها الروائي مصادره، فلجأ إلى توظيف الهوامش بين الحين والآخر، وعبر مخيلته السردية. استطاع أيضاً أن يوغل في أعماق البيئة الصحراوية، فكان للمكان أثره على حياة الإنسان في الصحراء إذ يمثل العمق التاريخي الضارب، والمؤثر على حياة الشخوص والحياة الإنسانية برمتها، ويعني بها قبائل الطوارق ونسبهم، ولغتهم وأماكن تواجدهم أيضاً. كل هذا يعد شكل من أشكال السرد والتوثيق التخييلي، ومن الإشارات التاريخية التي جاءت في ثنايا السرد أخبار متناثرة ساقها الروائي عن طريق الاسترجاع والتذكر فترة النضال والجهاد ضد الغزو الإيطالي من الصحراء حتى الحمادة، والكفرة، والجبل الأخضر. وليس هذا فحسب، بل رصد تحركات الشخوص في الصحراء واتجاهاتهم وتنقلاتهم عبر القوافل التجارية التي تمتد من أفريقيا حتى غدامس، وقد نهل من مناهل تاريخية تؤكد حركة القوافل ومرورها وتجارة القوافل بين المناطق في الصحراء. ولقد احتوت الرواية على عدة قضايا أهمها: الهجرة والنزوح من مناطق إلى أخرى لأسباب عدة منها: الجذب. والقضية الأخرى هي المجاعة، والتي تدل على قسوة العيش وصعوبته. ونلمح في السرد توظيفه للرموز والإشارات التاريخية متمثلة في الآثار المحفورة، وبهذا استطاع الروائي الكوني أن يسرد للقارئ أحداث وعالم الصحراء بكل تفاصيله.