تقييم منهج العلوم بالشق الثاني من مرحلة التعليم الأساسي في ضوء مفاهيم التنور الصحي

تاريخ النشر

2015-1

نوع المقالة

مقال في مؤتمر علمي

عنوان المؤتمر

المؤلفـ(ون)

محمد على عبدالسلام الساحلي

ملخص

إن تزايد وتفاقم المشكلات الصحية التي يشهدها عصرنا الحالي يفرض علينا ,إبراز الحاجة إلى تعميق مفهوم التنوُّر الصحي في أذهان الأشخاص ، لما لذلك من أهمية كبيرة , في تنشئة جيل يتمتع بقدر من المعارف الصحية يستطيع من خلالها أن يرتقي بصحته وصحة غيره إلى الأفضل , بحيث تكون هذه المعارف ليست مجرد معلومات يحفظها التلميذ في المناهج الدراسية فقط بل يجب أن تكون سلوكاً ممارساً في حياتهم اليومية , أي إكسابهم ذلك التنوُّر بطريقة وظيفية , لتنمية العديد من العادات , ومن ثم ممارستها , لأن المعرفة وحدها لا تؤدي إلى ممارسة السلوك الصحي ,كما إن التقدم العلمي السريع بما يحمله للبشرية من تسهيلات ورفاهية واختصار للوقت والجهد والإحساس بالسعادة , كاستخدامنا لأجهزة الحاسوب, والهواتف المحمولة, والأغذية السريعة والمعلبة والأجهزة الكهرومغناطيسية, ووسائل النقل , وغيرها . هي أشياء أصبحت في الوقت الحالي من الأساسيات ولم تعد من الكماليات والضريبة الصحية التي تدفع من أجلها تعتبر باهضه الثمن , لذلك وجب علينا التعايش معها بترشيد علمي وسليم في استهلاكها , ما يضمن لنا الوقاية قدر الإمكان من مخاطرها التي قد تتسبب في الاستعمال الخاطئ لها أو المبالغ فيه , وبما أن مناهج العلوم تعتبر وسيلة لتحقيق أهداف التنور الصحي , فهي مرآة المجتمع الصحية , لذا فإن عملية التقييم والتطوير يجب أن تكون عملية ديناميكية دائمة ومستمرة لملاحقة احتياجات المجتمع الصحية ويتجلى هذا الاهتمام في المؤتمرات والندوات التي عقدت في مجال تقييم وتطوير المناهج التعليمية , والدراسات التي سعت إلى تقويم الواقع الحالي لمناهج العلوم , فقد أكد خليل الخليلي على أهمية التقويم المتواصل لمناهج العلوم الحالية وصيانتها وتحديثها حتى تبقى مواكبة للتقدم العلمي والتقني , وأشار خليل في دراسته أنه يجب أن نحرص وبشدة على التطوير المستمر للمناهج بما يتماشى والمتغيرات السريعة , كما يشير محمد صابر سليم إلى الملامح الرئيسية لمناهج العلوم للقرن الحادي والعشرين بأنها مناهج ديناميكية سريعة التغير تستثمر إمكانات العلم والتكنولوجية واستخداماتها في الحياة , وأن تهدف إلى إعداد مواطن متقبل للتطور , يحسن استخدام أدوات العلم , ولديه مهارات أساسية والتي تعتبر سلاحاً فعالاً يتسلح به المواطن لمواجهة مشكلات الحياة المختلفة , وهي مناهج تخضع للتقييم والتجريب المستمر , والتعديل بما يتمشى مع التغييرات المتسارعة . من هنا برزت أهمية تقييم مناهج العلوم الحالية بالشق الثاني من مرحلة التعليم الأساسي. وبهذا حدد الباحثان مشكلة الدراسة في التساؤلات الآتية: س1: ما المفاهيم الصحية التي يجب أن يحتويها منهج العلوم في الشق الثاني من مرحلة التعليم الأساسي لتحقيق أهداف التنوير الصحي؟ س2: ما الواقع الحالي لمنهج العلوم في الشق الثاني من مرحلة التعليم الأساسي بالنسبة لاحتوائه على مفاهيم التنور الصحي؟ أهداف الدراسة: تهدف هذه الدراسة إلى: 1- التعرف على المفاهيم الصحية التي يجب أن يحتويها منهج العلوم بالشق الثاني لمرحلة التعليم الأساسي لتحقيق أهداف التنور الصحي. 2- التعرف على الواقع الحالي لمنهج العلوم في الشق الثاني من التعليم الأساسي بالنسبة لاحتوائه على مفاهيم التنور الصحي. أهمية الدراسة: • تساعد هذه الدراسة القائمين على إعداد وتطوير المناهج في تضمين مفاهيم التنور الصحي أثناء إعدادهم للمناهج. • تضيف إلى المكتبة كماً علمياً في مجال التنور الصحي وتقيم المناهج التعليمية. إجراءات الدراسة : للإجابة عن أسئلة الدراسة تم إتباع الخطوات التالية: أولاً إعداد قائمة بمفاهيم التنور الصحي من خلال. 1. دراسة المشروعات والندوات والمؤتمرات والدراسات السابقة. 2. عرض القائمة على السادة المحكمين للتأكد من صلاحيتها. ثانياً تقييم منهج العلوم الحالي من حيث مراعاة أهدافه ومحتواه لمفاهيم التنور الصحي من خلال: 1. مقابلة أهداف المنهج الحالي ببنود قائمة مفاهيم التنور الصحي. 2. إعداد أداة لتحليل المحتوى في ضوء القائمة المعدة مسبقاً والتأكد من صلاحية الأداة بعرضها على السادة المحكمين. 3. استخدام أداة التحليل في صورتها النهائية في تحليل محتوى كتب العلوم المقررة على نفس المرحلة. حدود الدراسة : تحددث حدود الدراسة على منهج العلوم بالشق الثاني من مرحلة التعليم الأساسي. مصطلحات الدراسة : 1. التقييم: عملية منهجية علمية لإصدار حكم على مدي كفاءة محتوي منهاج العلوم من حيث تضمنه لمتطلبات التنور الصحي واكتساب الطلبة لهذه المتطلبات وتتم باستخدام أداة تحليل المحتوي واختبار لمستوي التنور الصحي. 2. التنوير الصحي: هو إلمام المتعلمين بالمفاهيم الصحية التي تمكنهم من التصرف الصحيح في مواجهة المشكلات الصحية التي قد يتعرض لها المتعلم في حياته اليومية، والمتمثلة في التغذية والمرض والإسعافات الأولية، والتلوث البيئي. 3. الشق الثاني من التعليم الأساسي: ويقصد به المرحلة الأخيرة من التعليم الأساسي، أي الصف السابع والثامن والتاسع، وهي مرحلة من التعليم التي يليها المرحلة المتوسطة. نتائج الدراسة: تـناول محتوى كتب العلوم بالشق الثاني من مرحلة التعليم الأساسي لمفاهيم التنور الصحي المدرجة في قائمة المفاهيم التي تم إعدادها مسبقاً من قبل الباحثان ضعيفاً جداً ، حيث تناولت الكتب التي تمّ تحليلها بعض مفاهيم التنور الصحي في إطار مختصر للغاية لا يخدم حاجات التلاميذ الصحية اليومية. عليه فإن هذه النتائج توضح أن ثمة قصوراً في المحتوى العلمي لمناهج العلوم الحاليــة للصف السابع والثامن والتاسع من التعليم الأساسي في مراعاة المفاهيم الصحية اللازمة للتلاميذ (التنوير الصحي).